بقلم: مينا ملاك عازر
ليس كل ما يُرسَل لك عليك أن ترد عليه، وليس كل ما تقرأه يجب أن تناقشه، وليس كل منَ أحببته يجب أن يحبك والعكس، فنحن مثلاً نحب مصر ومصر تحبنا وأمها مش بتحبنا ما يجراش حاجة، وحضرتك لو قرأت للدكتور وهو يتهم الناس اللي بره تبقى عايز ترد عليه، وأنا نفسي كنت عايز أرد لكن قلت لا مش حارد، ولن أهتم بما قال وبما سيقول، وسأترك الزمن يعطيه الدرس المتين، ووجدت الكثير من كبار الكتاب يلقنونه دروساً في التفكير.
أصل مش شرط كل واحد أو واحدة بيتقال لها يادكتور ولا يا دكتورة يبقوا بيفهموا، ومش كل واحد بيتقال له يا باشمهندس يبقى خريج هندسة، ومش كل من مسك كتاب يبقى مفكر، ولا كل من حلل شخصية يبقى عالم في علم النفس، ومش كل من قال يا حبيبتي يا مصر يبقى بيحبها، والدكتور ادعى أنه حلل وعرف المتهم في أحداث الإسكندرية، وماله حقه، لكن لما تمخض الجبل ولد فأرًا، قصدي لما فكر المفكر ولد مصيبة، وحضرتك وأنا عارفين إنه مش عارف حاجة، وهو بس إللي عارف إنه هو عارف كل حاجة فمثلاً تلاقي واحد تاني طالع بشائعات حلوة ويروجها وعمال يبرطع بالكلام ويقول كلااااام كتيييير ويخبَّط في الناس ما هو العالم ببواطن الأمور!.
ويقول لي أبي -رحمه الله- بعد ما مات، إنه لما ربنا وزع الأرزاق الناس كلها ما عجبهاش رزقها، لكن لما وزع العقول كل واحد عجبه عقله، والمثل بيقول لو جابوا للمجنون ميت عقل على عقله مش حايعجبه غير عقله، وأنا قلت مش حارد يبقى ما تستدرجنيش لرد، مالهوش لزمة، ولازم تفهم إن مش كل إنسان بيحس ومش كل حيوان مش بيحس، فالكلب مثلاً بيقول إنه بيحس بصاحبه ووفي له أوي، والإنسان في بعض المناطق بيأكل لحم أخيه، فمافيش مشكلة إن تبقى دكتور ويقولوا لك يا دكتور لزوم الوجاهة وإنت فااااضي طبعًا، أنا ما أقصدكشي يا أبو بطحة عشان ما تزعلشي، أنا أقصد إللي بيتهم المصريين بالغباء، أيوه ما هو لما يحاول يقنعنا بافكاره العظيمة دي، يبقى فاهم إننا أغبياء وممكن نصدقه!.
وأنا شخصيًا هناك من يكتبون لي تعليقات فأتحرك وأبحث عن بريدهم الإلكتروني لأرد عليهم وأناقشهم، ومن يرسلون لي رسائل فأرد عليهم، وهناك من أهملهم مثل هذا الذي كتب لي في مرة يتهم الشعب المصري كله بأنه شعب فاشل، وأظنه من شعب بدوي لم يعرف المدنية إلا من كام سنة، فأهملته وتركته يأكل في نفسه، فالرد عليه يزيده شعور بأنه موجود، والشاعر يقول فيما معناه أنه لو كل كلب عوا ألقمته حجر سيصير مثقال الحجر بدينار، وبصراحة مش ناقصة الحجارة كمان تغلى في بلد يغلى فيه كل شيء ويرخص الإنسان!.
المختصر المفيد يخاطبك السفيه فلا تجِبه، فخير من إجابته السكوت، فإن أجبته فرجت عنه، وإن لم تجبه كمدًا يموت.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :