الأقباط متحدون | عايزين ناكل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٣٢ | الخميس ١٣ يناير ٢٠١١ | ٥ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عايزين ناكل

الاربعاء ١٢ يناير ٢٠١١ - ٢٢: ١٠ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
منذ أن غنتها فرقة رضا، وقالت عايزين ناكل وحتى وقتنا هذا ولم ناكل ما يشبع عقولنا، ملأوا معدتنا فول وطعمية كشري وبصارة عدس بأنواعه، وسابوا عقولنا خاوية، ومن حاول ملأها المتعصبين ومروجي الشائعات ومثيري الفتن، وكل حبة نقول لهم عايزين ناكل، فقالوا لنا كلوا كل حاجة كلوا كل إللي تحبوه وسابونا ومشيوا.

وبعد هذا، فوجئنا بأننا مش بس عايزين ناكل لا كمان بقينا عايزين نسكن، وعايزين نمشي في شوارع محترمة، وكمان كنا عايزين نتجوز، وعايزين نشرب، آه في بلد يجري فيها أطول أنهار العالم، وسواحل مائية بحرية أطول من سواحل كاليفورنيا، وبها العديد من البحيرات الطبيعية والصناعية، ونحن عايزين نشرب ، ده غير المياه الجوفية والغازية! ولما لم نأكل ولم نشرب ولم نسكن ولم نمشي ولم نجد وسائل مواصلات، ولم نجد مرتبات محترمة، ثار أخواننا في الجزائر وتونس لأن دخولهم أعلى من دخولنا على الأقل مرتين، وانقسم السودان كل هذا عشان ما سمعوش كلامنا وأكلونا وشربونا وسكنونا واحترمونا.

ولما قلنا طب يغور كل ده بس أمنونا، ضحكوا، وقالوا طب إحنا مين يأمنَّا، وانتخاباتنا مين يزورها، وكراسينا مين يحميها، فانفجرت القنبلة، وعلى فكرة القنبلة لم تنفجر في الأسكندرية أمام الكنيسة، وإنما انفجرت في كل الجمهورية داخل كل مدرسة لم يجد فيها التلميذ معلم يأخذ مرتب محترم يعلمه تعليم جيد، القنبلة لم تنفجر وتقتل بشر وتصيب بشر، بل انفجرت وقتلت وطن، وجرحت قلوب محبي الوطن، ومات الوطن في عيونهم، واستيقظ في قلوبنا فتمسكنا به، وبكت مآقينا دماً بدل الدموع.

وأقاموا السرادقات، ورفعوا النعوش على أكتافهم، ولم ينتبهوا أن النعوش خالية، ولما أنزلوها ليدفنوا الوطن نظروا بداخلها وجدوا وجوههم، فعرفوا أنهم ماتوا في نظرنا يوم أن تركونا نأخذ حقنا من بعض بأيدينا، وتعجز نفس اليد أن تأخذ حقنا منهم، فصرخوا وقالوا نحن أحياء، فقلنا لهم أحياء ومدن كمان، بس سيبونا نعيش محترمين، فأهملونا ثانيةً، بعد أن ظنوا أن جراحنا التأمت بحفلات العزاء، فثار الجزائريون والتونسيون، وانقسم السودانيون، وتقاتل الفلسطينيون، وتشرزم العراق، وتحزّب اللبنانيون، وتهلهل اليمن، وبقت مصر، وبقى المصريون متحدون رغم فشل حكوماتهم المتعاقبة، ورغم تزوير الانتخابات، نعم هل تذكرون أن الانتخابات مزورة أم أن صوت الانفجار أصم آذانكم فلم تعودوا تسمعوا صراخ المظلومين، وهل مشهد الدماء أعمى أبصاركم، فلم تعودوا تنظروا وطن يترنح تحت وطأة ضربات حكومة متخبطة و تحاول اغتياله، مثل حكومات كثيرة سابقة.
المختصر المفيد التعليم الجيد هو السلاح الوحيد ضد الإرهاب بكل أنواعه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :