الأقباط متحدون | د. "عبد الفتاح": دور المثقَّف قد تراجع في ظل تنامي دور رجال الدين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٧ | السبت ١٥ يناير ٢٠١١ | ٧ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

د. "عبد الفتاح": دور المثقَّف قد تراجع في ظل تنامي دور رجال الدين

السبت ١٥ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* "زاخر": المثقفون يخشون إتهامهم بالتكفير أو المؤامرة إذا قدَّموا نقدًا لمشكلات المجتمع.
* د. "لقوشة": المشكلة تكمن في غياب مشروع قومي يحتاج إلى المثقَّف الذي يحشد وراءه الجماهير. 
* الفنان "السيوي": كان للمثقف يدًا فعَّالة ومؤثِّرة في حركة الاستقلال والمطالبة بجلاء الاستعمار.

كتبت: ميرفت عياد

أقام مركز تاريخ الأهرام، الأربعاء الماضي، حلقة نقاشية حول "أزمة النخبة المثقفة في مصر" بقاعة "لويس عوض" بمبنى مؤسسة "الأهرام"، شارك فيها كل من: "عبد الغفار شكر- القيادي بحزب التجمع، ونائب مدير مركز الدراسات العربية والأفريقية- و"كمال زاخر"، ود. "رفعت لقوشة"- أستاذ الاقتصاد بجامعة "الإسكندرية"- و"نبيل عبد الفتاح"- مدير مركز تاريخ الأهرام. وأدارها د. "محمد بدوي"- الأستاذ بكلية الآداب جامعة "القاهرة"، والذي بدأ الندوة بقوله: إن مشكلة النخبة المثقَّفة ذات شقين، أولهما- محاولة الدولة استمالتها والسيطرة عليها. وثانيهما- أن النخبة المثقَّفة أصبحت تعاني مما يعانيه عامة الناس، وبدأ يظهر عليها علامات الطائفية والانقسام.

نقد مشكلات المجتمع
ورأى "كمال زاخر" أن أزمة النخبة المثقَّفة ترجع إلى عدة عوامل، منها: فساد التعليم، ومحاولة النخب المثقفة الكسب المادي من وراء موقعها؛ مما أفقدها مصداقيتها لدى عامة الناس. إلى جانب مغازلاتها للسياسة، وانعزالها في برجها العاجي، وعدم محاولة التأثير في المجتمع أو تعديل سلبياته التي تتفاقم عامًا بعد عام. مشيرًا إلى أن هذا قد يرجع إلى خوف المثقَّفين من إتهامهم بالخيانة أو التكفير أو المؤامرة، إذا قدَّموا نقدًا للمشكلات الواقعية التي يعاني منها المجتمع، فآثروا البقاء في مواقعهم بعيدًا عن المشاكل، خاصةً وأن فكر المؤامرة أصبح هو الفكر السائد، والوسيلة السهلة والمقبوله لتفسير جميع المشاكل التي تعترض بلادنا، على اعتبار أننا مستهدفين كوننا نمثل رعبًا للعالم!! مضيفًا أن هذا تفسير غير مقبول وغير منطقي، وأن علينا أن نضع الأمور في حجمها الطبيعي، ويعود للمثقَّف دوره في تحليل المشكلات وايجاد حلول لها يسهل تطبيقها على أرض الواقع.

تردي حال النخب المثقفة
"إن حاضرنا يشهد حالة تردي النخبة المثقَّفة منذ عصر النهضة، أثناء حكم محمد على".. هذا ما أكّده د. "رفعت لقوشة"، مشيرًا إلى حالة التمجيد المبالغ فيها للذات، والتي يعاني منها النخبة المثقفة الآن، بالإضافة إلى سطحيتها، وعدم نفاذها إلى عمق المشكلات كي تستطيع تحليلها والوصول إلى حل منطقي لها قابل للتنفيذ. وقال: إن المشكلة تكمن في غياب مشروع قومي يحتاج إلى المثقف الذي يحشد وراءه الجماهير. 

طلائع الحركة الثقافية
وأشار د. "نبيل عبد الفتاح" إلى أن هناك العديد من المشاكل التي تعاني منها النخبة الثقافية، منها: الخلط بين دور الناشط السياسي والحقوقي وبين المثقف المنتج للمعرفة، وانتشار ثقافة التظاهر، والتهميش القسري من السلطة، والخوف من الهجمات الأصولية على الإبداع والمبدعين، وشيوع الاحساس باللاجدوى واليأس؛ نتيجة للجمود والشيخوخة، وتحوُّل بعض المثقَّفين من دور المثقف النقدي إلى دور الموالي للنظام، وقمع الحريات لبعض المثقفين، والخلل الذي حدث في التوازن ما بين المرئي والمكتوب؛ بسبب التطور التكنولوجي الهائل الذي أفقد الصحف أو الكتب الورقية مكانتها، وتنامي النزعة الأصولية وما يصاحب هذا من عنف في الخطاب، وتراجع دور المثقَّف في ظل تنامي دور رجال الدين. مؤكدًا أهمية الدور الذي لعبه طلائع الحركة الثقافية، أمثال "طه حسين" و"لطفي السيد"، وغيرهم كثيرين فى بناء الدولة الحديثة التي تميَّزت بالانفتاح، والانتاج القوي للمعرفة.

بارقة أمل واستمرار للإبداع
وفي مداخلة له، أوضح الفنان "عادل السيوي" أن القارئ الجيد للتاريخ، يكتشف أن المثقَّف في القرون الماضية كانت له يد فعَّالة وقوية ومؤثرة في حركة الاستقلال والمطالبة بجلاء الاستعمار. ولكن بعد ثورة يوليو، جاءت محاولات النخبة المثقَّفة لتبرير السلطة القمعية، وتوليد شرعية زائفة؛ بسبب قربها من مواقع صنع القرار، ومداهنتها للسلطة. مشيرًا إلى أن هذا قد يكون العامل الرئيسي في إبعاد النخبة المثقَّفة عن مجال عملها الحقيقي، وهو التفاعل البنَّاء مع الشعب، والبحث عن مخرج وحلول للمشاكل التي يعاني منها.

وفي النهاية، أكّد "السيوي" أنه رغم انهيار المشاركة الفعلية السياسية والمجتمعية للمثقَّف، إلا أن هناك بارقة أمل، في ظل استمرار الإبداع الذي لم ولن يتوقف في "مصر".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :