- الإعدام للكموني حكم ذو دلالات خاصة جدًا
- يونيو 2000
- د. "عوض شفيق": حكم المحكمة في قضية شهداء نجع حمادي "رادع" وأتوقع ذات الحكم لباقي المتهمين جلسة 20 فبراير
- مظاهرة حاشدة بـ"بريطانيا" أمام رئاسة الوزراء تطالب الحكومة البريطانية بالضغط علي "مصر" لحماية الأقباط
- الأنبا "كيرلس" يرحِّب بحكم المحكمة في قضية شهداء "نجع حمادي" لتهدئة الأجواء الملتهبة
يونيو 2000
بقلم: مروة رخا
الاحتياج! بسبب جرعات الهبل المكثفة اللى تعاطيتها فى طفولتى و مراهقتى، اتسمت مرحلة شبابى كلها بالهبل الملون باليأس و الاحتياج المرضى للحب. كنت عايزة أحب و خلاص ... أى واحد ... أى واحد يقول لى كلمة حلوة أجرى عليه زى الكلب الوفى و اهز ديلى جنبه فى خضوع و فرحة! فلاتر شخصيتى كانت مهلهلة مهترئة و الانبهار و الاعجاب و الضعف الإنسانى و الشهوة و الحب – كلها مشاعر اتساوت عندى. و اللى زاد و غطى احساسى بالفشل و الرفض و الحزن بسبب بطل القصة المنيلة بنيلة. أصبحت مدمنة حب ... مدمنة علاقات ... مدمنة بتلعن ادمانها و علاقاتها لكن مش قادرة تتغلب على احتياجها المرضى لراجل يتسجل اسمه على الموبايل باسم baby!
تعالوا نسميه مجازا حميدة
حميدة كان قمر ... قمر بجد!
اتقابلنا فى مطعم – و فى مقولة أخرى بار – و جيه هو و صاحبه قعد معايا أنا و صاحبتى. طبعا دى اسمها "شقطة"! لكن الهبل اللى أنا كنت راضعاه و اللهفة على الحب و الجواز اللى أنا كنت قايمة نايمة فيها منعونى من انى أميز اللى داخل يتجوز من اللى داخل يلعب! صاحبتى قالت لى أوعى تحبيه و أنا كنت حبيته خلاص! قالت لى انها مش مرتاحة لكلامه و أنا كنت ركبت بساطه خلاص! قالت لى بلاش و أنا قلت لها مش قادرة أبعد ... قلت لها ممكن يحبنى لما يعرفنى! هيعرف ان أنا محترمة و بنت ناس لما يقرب منى! و بعدين هو أنا كنت قاعدة باعمل إيه؟ باشرب؟ لأ! بارقص؟ لأ! قالعة ملط؟ لأ! أنا كنت قاعدة فى المكان اللى الناس الـ "هاى كلاس" بيخرجوا فيه!
حميدة كان خياله واسع لأقصى درجة ... حكى لى ازاى أهله مناضلين مضطهدين و ازاى هو لاجئ سياسى و ازاى حياته معرضة للخطر .. قلب أمه كان شايل روحه على كفه! و طبعا الهبلة أم بدوى صدقت من غير ما تسأل ولا سؤال! كان يعقد حواجبه و يسمع لى مقالة قراها فى جرنان عند أبوه (الجرنان طلع اسمه وجهات نظر) و أنا أصدق ان هو اللى كاتبها! كان كلامه كله معايا "روحى .. قلبى ... نور عينى" و أنا ما سألتش نفسى و لا مرة هو أنا امتى بقيت روحه و قلبه و نور عينه! و تليفونات رايحة و تليفونات جاية و عزمنى على الغدا.
نقف هنا لحظة ... أنا وقتها كان عندى 24 سنة و هو قال انه عنده 22 سنة و خريج مش عارفة أكاديمية إيه لإيه كدة.
نرجع بقى للغدا
حميدة أول لما قعدنا: "قلبى ... أنا حجزت لك المطعم كله. المكان كله بتاعنا"
الهبلة اللى هى أنا: "بجد .. كل دا علشانى؟"
"أيوة يا حياتى! و الورد اللى على كل ترابيزة ... نقيته بنفسى! عاجبك؟"
و انتشاء الهبل فى صوتى: "جدا"
"و الموسيقى ... أنا منقى كل أغنية ... كل كلمة نفسى أقولها لك"
هموت خلاص (بحاول أقفل بقى اللى هيتقطع من الابتسامة و الانفهاش)
"أنتى عارفة يا حبيبتى ان احنا عندنا البنت مهرها تقلها دهب؟ أنا نفسى أجيبلك الدنيا كلها"
و أكلنا و اتكلمنا و أنا طبعا وقعت و لا حدش سمى عليا!
بعدها بيومين اختفى
أكلمه
"حبيبتى واحشانى .. أنا نفسى أشوفك بس للأسف فلوسى خلصت"
"لا لا و لا يهمك ... أنا عازماك"
بعدها بيومين اختفى
أكلمه
"حبيبتى واحشانى .. أنا مش هقدر أقابلك غير لما ادفع لك اللى عليا"
"ما تقولش كدة .. احنا واحد"
و فضل الحال على ما هو عليه ... الهبلة المدلوقة اللى عايزة تخرج تدفع للباشا تمن الخروجة و تسلفه علشان يخرج مع أصحابه و تسلفه علشان يجيب لها هدية غالية .. آه و النعمة!
و فجأة ... اختفى خالص!
إيه يا حميدة؟
"حبيبتى أحلى فترة فى الحب هى أول شهر .. بعد كدة بيبقى نكد و أنا مش بحب النكد"
و جريت وراه بالأميال .. جريت ورا سراب الحب و حلم الجواز .. و توتة توتة و خلصت الحدوتة!
لأ! استنوا ... أنا نسيت اقول لكم حاجة مهمة
حميدة طلع عنده 20 سنة و ساقط فى الكلية و أهله ناس عادية و مش مناضلين و لا هو لاجئ و لا نيلة!
و يوم الغدا ... احنا رحنا مطعم/بار فى الزمالك الساعة 2 الظهر! الأماكن دى مش بتفتح و تتزحم قبل الساعة 8 بالليل و المفروض الهانم بتاعة الفنادق و السياحة تبقى عارفة الكلام دا ... لكن نقول إيه فى الهبل!
***
بتضحكوا عليا؟ بتضحكوا على هبلى؟ فاكرين ان الهبل بعيد عنكم و عن بناتكم و اخواتكم؟ اقروا المشاكل اللى بتجيلى على الموقع و انتوا تعرفوا مدى انتشار الهبل! أنا مش مكسوفة من أخطائى و لا من آثار جراحى ... كل حكاية من حكاياتى أضافت لى مش أخدت منى. تعالوا لما اكلمكم عن الهبل شوية!
الهبل صفة مقدسة فى بنات مجتمعنا الشرقى المصرى المحافظ؛ الأفلام و الأغانى و الشباب بيقدسوا القطة المغمضة ... البنت البريئة الغلبانة المقفلة. البنت اللى حياتها من البيت للمدرسة و من الجامعة للبيت و من بيت أبوها لبيت جوزها و من بيت جوزها لقبرها! احتكاك لأ! خبرات لأ! علاقات لأ! حب لأ!
البنت بتتولد و تتربى و تتعامل على انها قاصر – هتعيش و تموت قاصر!
هى دى البنت اللى بشوفها كتير فيكم و فى حكاياتكم! البنت الهبلة بأمر المجتمع!
هى دى البنت اللى كان المفروض تبقى أنا! بس الحمد لله ربنا تاب عليا من الهبل!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :