الأقباط متحدون | "تونس" في كوم و"مصر" في كوم تاني!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٠٩ | السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ | ١٤ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"تونس" في كوم و"مصر" في كوم تاني!

السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
"تونس" الخضراء نفضت عن نفسها غبار القهر والظلم والاستبداد، وقرَّر شعبها أن الوقت قد آن لتجربة قائد جديد، بعد أن أتى القائد القديم وحاشيته علي الأخضر واليابس، ونشروا في الأرض فسادًا وظلمًا. طرد الشعب القائد الذي تخيَّل نفسه فوق نواميس الطبيعة، وتخيَّل أنه كمَّم أفواه شعبه وقتل داخلهم القدرة علي التغيير! ولكنهم فعلوها. فهل ستفعلها بقية شعوب العرب؟

وعلى أمل تكرار تجربة "تونس"، زادت في "مصر" حالات الانتحار؛ لعل وعسي الشعب يتحرك ويتم إعلان الثورة. وذلك لأن إشارة بدء ثورة "تونس" كانت بانتحار "محمد بو عزيزي" الشاب الذي حرق نفسه، فقامت الثورة بعدها.

أيها السادة، لا تتعبوا أنفسكم. فـ"مصر" ليست "تونس". وفِّروا عليكم الجاز والبنزين والكبريت الذي تحرقون به أنفسكم! فأهل "مصر" لن يحرِّكهم بأي حال من الأحوال مُنتحر، لن تغلب الحكومة بعد ذلك في إلصاق تهمة الجنون والحالة النفسية به! فجميعنا كمصريين مرضي نفسيين، والبركة في الحكومة الرشيدة التي جعلت شعبنا متحدث دائم مع نفسه؛ فالشعب كله ماشي يكلم نفسه من الغلاء، والبطالة، والزحمة..!!

"مصر" ليست "تونس"؛ لأن شعب "مصر" مدمن أفيون الدين مهديء الشعوب ومحرِّكها. "مصر" التي أصبحت لا تثور إلا من أجل "كاميليا" أو من أجل بناء كنيسة أو مسجد!

"مصر" التي غطَّتها مشاكل طائفية نجح المغرضون في إزكائها؛ فاستخدموا نظرية قديمة مضمونة النتيجة، وهي نظرية "فرِّق تسد". وبدلاً من أن يوجِّه الشعب غضبه ناحية الظالمين الحقيقيين، وجَّهوا نصل غضبهم وسخطهم ناحية بعضهم البعض، ونسوا قاهرهم الحقيقي!!

أمن "مصر" أمن ذكي، تركنا نتكلم، ونزيد ونعيد، ونحكي ونشكي، كنوع من أنواع التنفيس الذي يمنع الإناء من الانفجار المحتوم! تركوا لنا عظمة نتلهى بها، والحالة جيم لا أمل في إصلاحها. تركوا لنا المكلمة لعلنا نهدأ ونخرج طاقتنا فيها. تركوا لنا حرية التنفيس مع الحفاظ على حرية التنغيص بين أياديهم الشقية!

"مصر" ليست "تونس"؛ فهي مازالت في طابور الأمم التي تحتاج إلي إعادة إعداد شعب فاهم وواع. وحين يتحقق ذلك، ويصبح للفرد قيمة؛ ستقوم ساعة الثورة.. وحتى يحين الأوان، فصمتًا جميلاً رقيقًا، وترقبًا لتجربة "تونس" الخضراء. بارك الله ثورتهم، وسدَّد خطاهم، وجعل تجربتهم بعبعًا لحكوماتنا ولحكامنا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :