الأقباط متحدون | جردل سياسي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١٠ | الأحد ٢٣ يناير ٢٠١١ | ١٥ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

جردل سياسي

الأحد ٢٣ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
ابشر عزيزي القارئ، فأنت تعيش في "مصر" حيث يوجد الوزراء السياسيين، ورؤساء الجامعات التنفيذيين، والبرلمانات التشريعية، والسلطة القضائية، حيث تنفصل السلطات ولا تتلاقى، حيث تتباعد الحكومة عن المسائل الهامشية، حيث تتنافى المسائل الشخصية مع المسائل العملية، وإن كنت متيقنًا بذلك فأنت تعيش في بلد ديمقراطي من طراز فريد، وإن لم تكن هكذا، فأنا أدعوك لأن تتأمل معي لقاء الوزير السياسي مع الصحفيين، لتعرف أين وصلت "مصر"؟

الوزير السياسي المعني بالتعليم ما فوق المدرسي، وما تحت الممتاز إللي بيسموه التعليم الجامعي، أي الذي يجمع بين طلاب ليهم أمل في الحياة، أبوهم وأمهم مظبطين لهم مستقبل كويس، وطلاب تانيين مالهمش أمل غير في جردل بنزين وجاز ليولعوا أنفسهم أمام مجلس الشعب أو أمام رئاسة الوزراء، ويُقال عليهم إنهم مختلين، يعني برضه معروف مصيرهم ومستقبلهم- الوزير السياسي لما التقى بالصحفيين، سألوه عن تنفيذ الجامعات للأحكام القضائية، وإخراج حرس الجامعة، فالراجل قال: بالنسبة للحرس الجامعي حكم القضاء يخص جامعة "القاهرة" فقط، وإحنا أنشأنا وحدة أمن داخلي، ويبقى للوزير بتاع الأمن أنه يلغي تبعية الوحدة دي له، وساعتها تبقى المشكلة إنحلت، يبقى دورك إيه يا عم الوزير؟ مافيش.. مالهوش دعوة، وبراءة الأطفال في عينيه. طب سألوه عن باقي الأحكام، فقال: أنا ماليش دعوة، أنا وزير سياسي ماليش دعوة بحاجة، وإللي بيسألني جيبوا له كركاديه، ويجيب كام حكم ويجي لي المكتب، وأنا أشربه جردل كركاديه، سيب حضرتك من رداءة مصطلح جردل سياسيًا، فهي كلمة لا تصدر من وزير سياسي، ولا تنفيذي، ولا حتى من رئيس جامعة تابع أو غير تابع لوزير سياسي، خليك في موضوع الكركاديه.. ليه اختار الوزير الكركاديه بالذات ليشرَّبه للناس؟ الخبثاء بيقولوا: لإنه مشارك على صفقة كركاديه مش عارف يصرفها، فعايز يعمل عليها رواج. والناس الطيبة بيقولوا: إنه عايز يهدِّي وينزل الضغط العالي. ولما سألنا: طب ليه حايشربه في جردل؟ قالوا لإنه برضه مشارك على شحنة جرادل صيني مش عارف يصرفها، فعايز يبيعها على الوزارات والمصالح الحكومية والجامعات غير التابعة له، فقلنا هو ينفع حد يشرب حاجة في جردل؟ مش إللي بيشربوا في الجرادل هما الـ...؟ فقالوا: ما هو مضطر؛ لأنه عايز يضرب شحنة الكوبايات إللي جابها الوزير المنافس له، اللي عينه على وزارته ليضمها لوزارته، ويفتحهم على بعض.

عزيز القارئ، إن ما جرى من الوزير السياسي، لا يزد عن كونه مداعبة غير سياسية من رجل لا يتقن السياسة، ولا يعرف فن السياسة والكلام. فكيف له أن يكون رجل سياسي ويتكلم عن السياسة؟ فليأت لنا بأي وزير سياسي في أي دولة من أياهم يقدر يقول الكلام ده. بس العيب مش عليه، العيب على الصحفيين إللي سابوه يقول الكلام ده من غير ما يخرجوا ويسيبوه، ويشتكوه لنقابتهم، أو حتى يعتصموا لسوء معاملته لهم، وده حقهم. فنحن لا نعيش في زمن الجردل السياسي بل في زمن الوزير السياسي، وده من كلام الوزير نفسه، فما يصحش يجيب سيرة الجرادل، فمكانها الوحيد إما الحمامات أو السجون، وكلاهما تلميح غير مقبول يا عزيزي الوزير السياسي.
المختصر المفيد، من فضلة القلب يتكلم اللسان..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :