- أيها السادة.. كلنا هذا المختل
- الأنبا أغاثون: محافظ المنيا لا يُريد أن يكون للكنيسة أي دور وطني،ولا يراعي المشاعر القبطية
- رفعت السعيد: كبار الأغنياء في مصر جهزوا طائراتهم وجوازات سفرهم
- أسرة فتاة "كفر الجزار" تستغيث بوزير الداخلية لعودة ابنتهم
- الكنيسة الأرثوذكسية تطالب الأقباط بالتواجد في منازلهم غدًا وغلق محالهم التجارية
ثورة الياسمين وثورة المرأة
بقلم: مرثا فرنسيس
في المجتمع العربي تخرج البنت للحياة، وقد تم حصار عقلها في أفكار محددة مثل الانوثة والزواج والعفة والانجاب وتربية الأولاد، وتلبية رغبات الزوج؛ لكي تحتفظ به أطول فترة ممكنة دون ان يأتي لها بزوجة ثانية؛ او يمتنع عن الصرف عليها وعلى البيت والاولاد ، وإذا فرض عليها سيطرته فعليها ان تقبل وترضى فهو زوجها وواجب عليها ان ترضيه مهما فعل ، ولو انفعل أو كان عنيفاً بعض الشئ فهذا طبيعي ، الرجل يعاني ويتعب مقابل الحصول على لقمة العيش ، فأين يفرغ غضبه وعصبيته ؟ طبعا في الزوجة التي يجب ان تحتمل وتصبر دون مطالب او حقوق . ذكرتني ثورة شعب تونس وتمرده بحال المرأة العربية التي تحتاج الى ثورة مماثلة للخروج من قفص القمع ، تحتاج ان تحطم الإطار الذي حدد حركتها رغما عنها؛ واقتصر دورها في الحياة على أن تكون أداة يستخدمها الرجل لمتعته وإشباع غرائزه حتى لو كان الثمن حريتها وكرامتها وكيانها وإنسانيتها.
تحتاج المرأة الى ثورة كثورة الياسمين في تونس ولكنها لن تحتاج أن تشعل النار في نفسها كما فعل بو عزيزي ولكنها تحتاج ان تشعل النار، في كل المفاهيم المغلوطة ، تثور على الموروثات البالية التي تحط من إنسانيتها، وعلى التقاليد العتيقة التي اُلصقت بالدين، وعلى ثقافة متخلفة أفرزتها البيئة، عليها أن تهدم كل فكر يختزلها في حيز الجسد ويعتبرها مجرد وعاء للمتعة؛ وأن تدمر كل الأطر التي تلغي عناصر إنسانيتها من كيان ونفس وفكر ومشاعر وارادة ، عليها أن تثور على سيطرة الرجل سواء كان أبا أو زوجا أو ابنا،وهذا لايعني الجحود لحق بيئتها ، لكنعليها أن تعطي لها المساحة التي لا تتداخل مع حريتها وقرارتها. يجب أن تثور على كل ترغيب أو ترهيب لكي تقبل فكر معين او لتكرس نفسها لأداء دور بذاته.
اقول لنفسي ولكل امرأة على وجه الأرض ، لو كنتي تقبلين فكرة وجود الله ، فإن الله لايمكن ان يكون ضد العقل وضد الطبيعة التي خُلقتِ بها ، اكسري القيود التي قضت على ابداعاتك ومهاراتك وحصرتها فقط في التجمل او التحجب لارضاء الرجل ، اكتشفي مابداخلك، وتمسكي به، وثقي أنك كلما أمنتِ بنفسك كلما آمن الآخرون بكِ، كلما وثقتِ بنفسك كلما وثق الآخرون بكِ.
الناس يهتفون حباً لشخص وسرعان مايصرخون مطالبين بإعدامه، لهذا فإن ارضاؤهم امراً لا يصلح ان يكون مقياسا لصحة خطواتك، قد تواجهين معارضة ورفض لثورتك؛وكم واجهت شعوب بنفس المقياس، ولكن ثقي بعد قليل سيكون هناك الملايين ممن تمنوا لو حذوا حذوك في تمردك وثورتك. المرأة في ثورتها عليها ان تختار مايناسبها لتعيشه وترفض كل مايناقض عقلها ولا يتفق مع الانسانية بكل الاتجاهات.وما سيُفّعِل ثورة المرأة هو ان تزرع كل امرأة -قبلت ان تتحرر- ان تزرع الكرامة والحرية والانسانية في كيان ونفس اولادها فتيات وفتيان منذ ولادتهم.
ان خرجتِ من سجن الموروث بقوة وثقة سيقبل الآخرون خروجك، لن يستطيع فكر او انسان أن يمنع او يوقف ثورة المرأة اذا بدأت بشكل جماعي مشترك، فلا تنقصها قوة التصميم، ولا قوة الإرادة ولا ترتيب الأفكار ولا توقع النتائج. المرأة كائن مبدع خلاق، ان اُعطيت الفرصة ستحقق مالم يحققه رجال العالم ولو اتحدوا معا، المرأة تهتم بالتفاصيل وتأخذ كل صغيرة وكبيرة في الاعتبار، المرأة تفكر بطريقة منظمة وتمنطق مشاعرها ، كما انها مثابرة،ثابتة في اتخاذ القرارت، الأدوار الفردية لنساء رائعات مجدية ومشرفة، ولكن الثورة لايقوم بها افراد كلُّ لحال سبيله ؛ بل لتشترك فيها كل امرأة وبكل تأكيد سيتغير وجه الأرض .
محبتي للجميع
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :