الأقباط متحدون | ضربة شيطان .. ونوبة صحيان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٠٠ | الاربعاء ٢٦ يناير ٢٠١١ | ١٨ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ضربة شيطان .. ونوبة صحيان

الاربعاء ٢٦ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: إيهاب شاكر
يعتبر منع قتل الإنسان وصية سماوية إلهية، جاءت في الوصايا العشر، وهي الوصية رقم ستة بين الوصايا، " لا تقتل " ( سفر الخروج أصحاح 20 : 13 ) وكانت أول جريمة قتل في التاريخ، هي حينما قتل قايين أخاه هابيل" لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ."( رسالة يوحنا الأولى 3 : 12 ).
    
   الغريب لمن يدرس الكتاب المقدس سيكتشف أن سبب القتل في هذه الجريمة، سبباً دينياً، فقد حاول قايين الاقتراب إلى الله بثمر تعبه وثمر الأرض التي لعنها الرب، فلم يقبله الرب ولا قَبِل قربانه، لأن الإنسان الساقط لا يمكن أن يقترب إلى الله إلا في استحقاق الذبيحة التي يقبلها الله. المر الذي فعله أخوه هابيل إذ أطاع الله وقد من خيار غنمه ذبيحة لله، وهي رمز للذبيح الأعظم، شخص ربنا يسوع المسيح الذي مات فدية للعالم. ولم تُجدِ محاولة الله، في غنى نعمته، أن يُقنعه بأنه خاطئ يحتاج من جانبه إلى توبة، ويحتاج من جانب الله إلى رحمة على أساس الذبيحة. ونتيجة لذلك حقد على أخيه وقام عليه وذبحه كما تقول كلمة الله.

وما أريد أن أشير إليه وما قصدته من هذا المقال، أن أوضح من أين جاء القتل، أو ما هو مصدره؟

      تعلمنا كلمة الله، الكتاب المقدس، أن الإنسان قبل أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر التي في الجنة، كان في حالة البراءة، أي لم يكن يعرف معنى الشر، ولا تفاصيله وأشكاله وصوره، من كذب وقتل وزنى...إلخ. لكن بعد السقوط، بعد تعدي الإنسان على وصية الله، وكما تقول كلمة الله، دخلت الخطية إلى العالم." مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ".( رومية 5 : 12 ).

    كما أن الكتاب المقدس يخبرنا عن إبليس بلسان الرب يسوع لليهود المتطرفين:"أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.( يوحنا 8 : 44 )

    إذاً، يمكننا أن نستنتج أمرين هامين من ذلك، وهما: الأول: أن كل من يقتل هو إنسان ساقط يتعدى على وصية الله، وبعيد كل البعد عن الله. الثاني: أن مصدر إلهامه للقتل هو إبليس، ولا يمكن أبدًا بأي حال من الأحوال أن يكون مشرع وصية منع القتل، هو من يأمر بالقتل، وهذا ما يتحجج به الإرهابيون في قتلهم للناس الأبرياء، ولا عجب في ذلك أيضًا لأن السيد المسيح سبق وأخبرنا بذلك: " سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ.( يوحنا 16 : 2 ). فالقتل منبعه هو الشيطان، وما حدث لشهداء الإسكندرية وكل من هم على غرارهم ممن سبقوهم للمج، حدث بتحريض من الشيطان وضربة منه لأولاد الله، لأنه منذ سقوط الشيطان، وهو يتحدى الله في أولاده، ولكن هيهات.

    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يمكننا أن نرى الخير مما حدث، وهذا أيضا يعلمنا إياه الكتاب المقدس فتقول الآيات المجيدة: " وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ".( رومية 8 : 28).

     فمن الممكن أن نعتبره" نوبة صحيان" للكنيسة بصفة عامة بكل طوائفها، ولكل مسيحي بصفة خاصة، فبغض النظر عن التقصير الأمني، والاضطهاد الديني من الحكومة ومن بعض المسلمين المتطرفين، دعونا ككنيسة نعتبر ما حدث بوق يدق لنستيقظ من نومنا أو غفوتنا، ونعود لله بكل القلب ونتوب عن كل ما لا يرضيه، وتصبح مسيحيتنا حقيقية كتابية مُعاشة، وليست مجرد ممارسات كنسية داخل جدران الكنيسة، وننتهز الفرصة لنعبر عن الآخر بتعاليم المسيح السامية، والتي لا يوجد مثلها في أي كتاب كان، فنقدم الحب بدلا من الكره، والغفران بدلا من الانتقام، وليس عيباً أن نطالب بتحقيق العدالة الأرضية ممن لهم الحكم، ، أيضاً علينا ألا نعبر عن رأينا بما يخالف كتابنا، كما جاء في بعض الهتافات في المظاهرات.

     فقد هتف البعض وقالوا سوءاً في رئيس الجمهورية، مع أن الكتاب المقدس يعلمنا " لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءًا( أعمال الرسل 23 : 5 ) لست ضد حرية الرأي، فقد كتبتُ الكثير والكثير، فيما أختلف فيه مع الرئيس، ولكن بدون أن أخطئ في شخصه.
 كما جاءت الهتافات الشهيرة قائلة: " بالروح بالدم نفديك يا صليب" وهذا شعار ضد كلمة الله، لأنه من نحن حتى نفدي الصليب، بل في الصليب تم فداؤنا عندما قدم الرب يسوع نفسه ذبيحة كفارية لأجلنا.

    لذلك، وفي الختام، يا من تقتلون باسم الله، أنتم تقتلون باسم إلهكم الذي هو إبليس لأنه منذ البدء قتّال، وللكنيسة أقول: "اِسْتَيْقِظِي، اسْتَيْقِظِي! الْبَسِي عِزَّكِ يَا صِهْيَوْنُ! الْبَسِي ثِيَابَ جَمَالِكِ يَا أُورُشَلِيمُ، الْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ، لأَنَّهُ لاَ يَعُودُ يَدْخُلُكِ فِي مَا بَعْدُ أَغْلَفُ وَلاَ نَجِسٌ".(إشعياء 52 : 1 ).




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :