الأقباط متحدون | 25 يناير يوم في تاريخ مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١٥ | الخميس ٣ فبراير ٢٠١١ | ٢٦ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

25 يناير يوم في تاريخ مصر

الخميس ٣ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم عبد السيد مليك
بغض النظر عن المكاسب او الخسائر فما حدث يوم 25 يناير هو يوم في تاريخ مصر وقد كانت مقالتي التي نشرت بتاريخ 23 يناير تحت عنوان "رسالة ( إلى الفقي)" و التي جاءت ردا على الدكتور مصطفى الفقي في جريدة اليوم السابع بمثابة تنبؤ على هذه الأحداث . فقد ذكرت بالنص :
...انوه لكم أننا على أعتاب ثورة قد تكون اليوم أو غدا أو حتى بعد غد ولكني متيقن أنها قريبة إن لم تكن على الأبواب و المجتمع الذي مزقه الفتن و التطرف جمعه الذل و الفقر و امتهان الكرامة ..لم تكن رسالتي نبوة في زمن انقطعت فيه رسائل الأنبياء بقدر ما كانت تحليل سياسي من واقع الحياة و تفاقم الأوضاع الى الأسوأ عبر عنها مختلف فئات الشعب بالعديد من المظاهرات في أماكن مختلفة من البلاد لتصحيح مسار الأوضاع وبرغم ذلك تعالت كل الأجهزة القيادية عن التنازل لإقامة حوار مع من ضاقت بهم الحياة تحت ذل الفقر و البطالة و الاحتياج ولم تكن أحلام هؤلاء البسطاء سوى سد أحوج الحاجات من العيش ورغم ازدياد الصرخات بالارتفاع شيئاً فشيئا فلا سبيل لعين تشفق ولا قلب يرق و كأن لا حياة لمن تنادي او على حد القول وجدت قلب فرعون قاسي فتقسّى.
و على خلفية الأحداث الإرهابية في كنيسة القديسين يوم الأول من نفس الشهر وبنوع من الوعي من عشرات الشباب الواعي ممن تيقنوا أن هناك أصابع تعبث بمقدساتهم و تعمل على فتنة طائفية. و بغض النظر أن يد الإرهاب داخلية او خارجية او كلاهما معاَ وان هناك أجهزة متقاعسة متكاسلة او متساهلة مباركة للاحتقان ، ففي مبادرة جديدة من نوعها لكنها ليست غريبة عن الشعب المصري الأصيل الذي تقاسم السراء و الضراء ، الضحك و البكاء ...قرر أن ينزل الأقباط في صلاة عيد الميلاد ليلة 6 يناير رغم التهديد بمزيد من تفجيرات الكنائس أثناء الاحتفال بالأعياد و قابل هذا التحدي من المسيحيين بالاتحاد مع إخوتهم المسلمين الذين قرروا ان يقفوا يدا بيد معا ضد الإرهاب عندما أكدوا أنهم سيكونون دروعا بشرية أمام الكنائس ليواجهوا الموت معاَ...و إستمراراً لرفض العنف و في ظل مواجهة المشاكل الحقيقية دعت مجموعة من الشباب الناهضين الناضج ثقافيا و فكريا لوقفة ولم يمضي طويلا حتى كانت البداية مع إشراقه يوم الثلاثاء الخامس و العشرين من يناير 2011 و أقول البداية لاني لا أود ان اقلل من هذا العمل البطولي بالقول مظاهرة او تجمع على غرار ما سبق لكني اعتبر أن هذا اليوم هو يوم " نهضة مصر" و لا اقبل بمن أطلقوا عليه بيوم الغضب ، فأي غضب من شعب سلب كل حقوقه و يخرج بكل هذه الأعداد و هو يحمل الورد .أنهم شباب ينبذون العنف حتى في أحلك ظروفهم لأنه يقدر أن الخسائر واقعة أولا و أخيرا على الوطن ، فهذه واحدة من الايجابيات التي تُحسب لهؤلاء الأبطال الذين سطروا يوم في طريق الحرية .
نقطة ايجابية أخرى لا أود أن أغفلها وسط العديد من الايجابيات أن أصحاب هذه الانتفاضة هم الشباب المصريين أصحاب المعاناة الحقيقيين و لم يكن لأي تيار سياسي أو ديني أو حزبي الفضل في إشعال فتيل هذه الثورة فعمائم الأزهر غابت غياب كامل من مسرح الأحداث و أني لم أترجم هذا الصمت سوى أنه نوع من التوازنات و التصفيق للفائز في نهاية الجولة أما فئات المتسلقين الذين لا يشغلهم سوى سرقة الأضواء إليهم .
وان كنت معجب من بين هؤلاء بتصريحات الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع لأنه صاحب فكر واعي و كثيرا ما تبنى مبادئ هذه النهضة .وقبل أن نخرج من دائرة التسلق فان الإخوان المسلمين أكدوا قبل 25 يناير أنهم لم يخوضوا هذا المعترك بعد أن استدعت مديريات الأمن أقطابهم في كل المحافظات ولا ادري تحت التهديد بالاعتقال أم لظن الإخوان أنها لن تكون سوى مظاهرة شباب من أرباب الشبكة العنكبوتية .و لكن بعد نجاح الثورة تجدهم يسارعون نحو الأضواء و معهم اغلب الأحزاب السياسية التي امتنعت عن الاشتراك بادئ الأمر و من أنواع التسلق المضحك ما صدر من بعض الجماعات الإسلامية والتي لم يكن لهم تواجد في المنظومة ، تجد احد هؤلاء يقوم بالخطابة بين الناس وسط هذا التجمهر ، أما عن دور الكنيسة فكان الحذر الى حد السلبية .فرغم أن نواة الأحداث كما ذكرت من قبل هو حادث الإسكندرية فان النهضة بدأت من الشباب الواعي الذي رفض الإرهاب من الطرفين ( المسلمين و المسيحيين) إلا أن بعض رجال الدين المسيحي و بعض الناشطين من خلال المواقع المسيحية طالب الشباب القبطي عدم المشاركة ظناً منهم أن بعض التيارات الدينية و بعض المندّسين قد يقوموا بالاشتباك بالأسلحة مع الشرطة و هذا ما لا يُقبل به حتى ولو كان هو الحل في طريق التغيير، لكن هذا التخوف لم يجد له طريق بين شباب الأقباط الذين عقدوا العزم للاشتراك في حركة التغيير منذ الساعات الأولى لها و من آخر سلبيات هذه الثورة لم تكن لها أهداف واضحة سوى المطالبة بالتغيير و يرجع السبب كما ذكرت أيضاً أن الاحداث هي تعبير عن عامة الشعب .و لم يكن في بادئ الأمر أي تيارات سياسية أو منظمات حقوقية و إلاّ كان هناك مطالب واضحة من خلال بيانات واضحة . أمّا الثورة في مجملها وسام على صدر كل المصريين في طريق التغيير و لن ينتزعوا منهم أي تيار ديني أو سياسي أو حزبي . و كون هذه الصحوة قامت بتغيير الرئيس و الحكومة أم لا فلن يكون الفرعون او من يليه في مقدوره ان يصم آذانه عن صرخات الشعب لان ما قام به هؤلاء الأبطال في عدة أيام سيكون درسا و عبرة لكل حاكم و حكومته لنا و لكل الحكومات العربية في المنطقة من حولنا. لقد أزال هؤلاء أسوار الديكتاتورية و وضعوا لنا أساس جديد نحو الإصلاح و الديمقراطية و سيظل حتى الأجنة في بطون أمهاتهم مديونون بالعرفان و الجميل لثوار 25 يناير و أبطالها




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :