الأقباط متحدون | نظرة على حال الوحدة الوطنية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٧ | الاربعاء ٩ فبراير ٢٠١١ | ٢ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٩٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نظرة على حال الوحدة الوطنية

الراسل: كيرلس عبد الملاك | الاربعاء ٩ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

ماذا فعل النظام السياسي المصري في الوحدة الوطنية؟
لقد اتبع هذا النظام القاسي طريق التفرقة بين كلا الطرفين. حتى جعل بينهما هوة عظيمة لا يستطيع أحد الطرفين أن يعبر إلى الطرف الآخر. واستخدم في تلك التفرقة الجهل وحجب الثقافات الخاصة بالطرف الضعيف بالمجتمع. مما جعل الأغلبية العددية ترفض الأقلية وهذا بشكل عام باستثناء بعض العلاقات الناجحة بين قلة من الطرفين. لأن "الإنسان عدو ما يجهل". فكيف تطلب الوحدة الوطنية من طرف لا يقبل الطرف الآخر لعدم فهمه، أو لأنه يفهمه بصورة خاطئة. هذا كان طريق النظام لتدعيم قوته، فالمسلمين منشغلين بكراهية المسيحيين، والأقباط قابعون في مجتمعاتهم الكنسية، إما خائفون أو غير قادرين على الانخراط في المجتمع المصري، لأنهم مهمشين. ولسان حالهم يقول: "هذا النظام سيء. لكن الإخوان المسلمين أسوأ." فإن كانت المرأة مظلومة عند الإخوان، فالأقباط عندهم كالعبيد، بذلك نجح النظام السياسي في الثبات في السلطة كل هذه السنين. مستندًا على قاعدة مهمة وهي: "فرق تسد". 
 
بعد مرور الكثير من السنين، ولأن الكذب ليس له رجلين، فقد ظهرت الحقيقة بعد كل هذا الوقت الذي فيه انطوت أجيال قديمة وجاءت أجيال جديدة، لتصنع التغيير بدمائها، غير خائفة من بطش النظام الديكتاتوري الفرعوني. لأنها قد سئمت حياة العبودية. ولو لم يتحد الشعب في يوم 25 / يناير / 2011 لكنا الآن في حالنا السيئ القديم، الذي أصبح قديمًا عند قيام هذه الثورة الشبابية المجددة، التي فيها قام الشباب ليعلم المشيب كيف يصنعوا المجد والحرية.
 
كم كنت أتمنى أن أشترك في هذا اليوم الجلل. الذي فيه شهد العالم من هم المصريين الأحرار، مسلمين وأقباط، انتفضوا بقوة الشعب الواحد الذي اكتشف الحقيقة التي كانت غائبة عنه لسنين.
 
المسلم يقول للقبطي: إنك أخي ولم أعرف. لأول مرة أحتضنك وتحتضنني. لأول مرة أقبلك وتقبلني. 
القبطي: لماذا كنا مفترقين. وفي كل وقت متخاصمين. هل تعايشنا جاهلين.
المسلم: قد خدعونا قائلون. خاصموهم فهم كافرون. وجعلوا منا قضاة. نحكم على الآدميين.
القبطي: على الرغم من أننا سواء. عند ساكن السماء. 
المسلم: لقد جعلونا أغبياء.
القبطي: لكن رجعنا عقلاء. ولن نعود إلى الوراء.
المسلم: نعم عدنا عقلاء. ولن نرجع إلى الوراء.
المسلم والقبطي معًا: دموعنا قد انهمرت. والمحبة قد انتشرت. بيننا وتوطدت. 
بعدما عرفنا الحقيقة. أننا كلنا سواء. عند ساكن السماء. معًا سنحارب الأعداء.
 
هذه كانت مشاعر المسلم والقبطي لبعضهما البعض، في وبعد هذه الثورة المصرية المجيدة، لكنني أخشى ما أخشاه أن تزول هذه المشاعر الجميلة، فور عودة الهدوء إلى الشارع، لذلك ينبغي علينا جميعًا أن نطالب بإصلاحات حقيقية دستورية وقانونية، لتثبيت مبدأ المساواة بين أفراد الشعب، المتحد على أرض واحدة، أرض مصر الحبيبة، التي وإن متنا لا تموت إلى أن يشاء الله تبارك اسمه. 
 
نريد أن نصلح السيئ فيها. من أجل أولادنا لكي لا يعانوا مثلنا. لا نظلم بعضنا لكي لا يُظلم أولادنا.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :