خواطر قلم حر
بقلم :عبد السيد مليك
ربما يعتقد البعض ان صفة المجاملة و الاجتماعية و عدم الخوض في حياة الآخرين صفة لا تناسب رجال السياسة و ان السياسي لا بد ان يكون ملما بحياة الآخرين جملة و تفصيلا لكني أرى أن السياسية النظيفة تلك التي لا تصنع خصومات شخصية لأنها ببساطة لا تناقش أمور شخصية عندما تكون لعبة السياسية على غير ذلك لا بد ان يتأكد الآخرون ( الشعب) أن هؤلاء يديرون مصالح شخصية متعارضة لذلك يلجا كل واحد بشن الهجوم على الآخر وربما تصل إلى حد التحدث بالألفاظ خارجة او التشابك بالأيدي كما تكرر مرات متتالية في البرلمان المصري و هناك عشرات الأمثلة و الدلائل الموثقة و قليل من المرات في بعض البرلمانات الخارجية و ربما تصل إلى ما هو اكبر من ذلك عندما تكون السياسة عبارة عن لعبة حقيرة ظاهرها سياسة و داخلها مختطات إرهابية تعمل على تدهور الحياة الاقتصادية و انتشار الجهل و عدم الوعي السياسي و التفكك بين نسيج المجتمع الواحد و لن اترك مقالي من دون سند ادلل به على صحة ما أقول.
فهناك الحوادث التي أباحت دماء الأبرياء ولن أتصاغر لحد القول ( دماء المسيحيين) فعندما أقول دماء الأبرياء فاني أخاطب جمهور العقلاء من المسيحيين و المسلمين ، فالمسيحية ترفض سفك الدماء فعندما يخاطب الله قايين بالقول " صوت دم أخيك صارخ لي " ملعون هي الأرض بسببك التي فتحت فاها فقبلت منك دم أخيك "و كذلك الإسلام بالقول " النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق " فهل هذه الحوادث او تلك تقتصر على بعض المشاغبين ام ان وراء هؤلاء الصبية كرافاتتات فوق اقمصة تفوح منها رائحة عطرة نفاذة لتخفي ورائها برص و رائحة كريهة وان لم يكن ما قدمت من براهين و دلائل كافية او واهية وإن كنت ابرهن بعشرات المصادر، لكن كنت أود ان أكون أنا المخطئ و تكون أحوال البلد التي تزداد سؤا يوما بعد الآخر بألف خير. فإن كان كذلك :
1- الداخلية
لماذا لم يدن واحد من عشرات المتلبسين بالقتل الجماعي مع سبق الإصرار و الترصد و رغم مثول البعض في ما يسمى بأعلى دار قضاء في مصر و هي المحاكم العسكرية ، الا أننا أثناء محاكمة احد هؤلاء الأشقياء نجد في الصورة ضابط برتبة عقيد يتتبع المتهم بالأطعمة و زجاجات المياه الغازية و كأنه واحد من مساعديه الذين يتقاضون مرتباتهم منه نهاية كل شهر ، وكذلك في حادثة فريدة من نوعها وتحديدا حادثة العمرانية في نوفمبر 2010 نجد ان الشرطة تقوم بمواجهة المصريين بالذخيرة الحيَة مما أسفر عن ذلك موت مواطن مصري و عشرات الجرحى فان لم يكن هؤلاء ينفذون أوامر فأين وزارة الداخلية و إن كانت هذه الأفعال مباركة من الداخلية فأين قرارات رئيس الوزراء ؟. هل الحكومة غير قادرة على نشر الأمن و الآمان بين المواطنين ؟ هل الحكومة تبارك هذه الأعمال التي زادت أمور البلاد تدهورا انطلاقا من سياسة فرق تسد ؟ هناك إجابتان لا ثالث لهما و كلاهما مر.
2- القضاء المصري
كثيرا ما تشدّقنا بالقضاء المصري و في الحقيقة لم يكن إلا واحد من القطاعات التي أصابها الفساد .
الم يكن عار في جبين القضاء المصري مذبحة راح ضحيتها 22 مواطن لم يحكم على واحد من خلال القوانين المصرية عن طريق القضاة المصريين ولا حكم و جميعهم حصلوا على البراءة الم يكن عار في جبين القضاء المصري ان يجد المبررات و يماطل لتحقيق العدالة في مذبحة ناجي حماد في بداية مطلع هذا العام 7 يناير 2010 و الذي راح ضحيتها 7 مواطنين أبرياء بالإضافة إلى 9 مصابين ؟ الم يكن عار في جبين القضاء المصري ان يوضع بريء خلف القضبان الحديدية ( جرجس بارومي ) الذي اتهم باغتصاب فتاة مسلمة ورغم الإثبات بالتقارير الطبية بانه غير قادر جنسيا الا انه موضوع خلف القضبان للمساومات في قضايا اخرى ، لقد نجحت حكومتنا في احداث جرح غائر بين افراد الشعب الواحد وقسمتهم الى قسمين ، نحن و هم : مسلمين و مسيحيين ، كافر و مؤمن .
وربما لو عاد صناع هذه الفتنة بين المصريين للعمل على روح الاخاء التي عاش عليها كل المصريين من قبل فلن يستطيعوا من قريب ، فكما قال استنلي "ان الدين افيون الشعوب " .فان اخطر ما تلعب عليه الاجهزة الامنية هو وتر الطائفية
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :