- "عمرو أديب" تعليقاً على قرار تنحي الرئيس: نحتفل اليوم بانتهاء الذل
- بعد ساعات من نجاح الثورة.. الإدارية العليا تُلزم الداخلية بإثبات ديانة العائدين للمسيحية
- والدة الشهيد "جوزيف" بكنيسة "أبو قرقاص": حتى الآن لم يتم القبض على الجناة
- النائب العام يُحيل بلاغ "الدريني" ضد "مبارك" و"العادلي" وآخرين لنيابة أمن الدولة العليا
- استئساد الفئران
جورجيت قليني والحلم المشروع
بقلم : زهير دعيم
راودتني الفكرة منذ انطلاق الثورة الشبابيّة في مصر ، وأرادت هذه الفكرة ان ترى النور ، ولكنني تلكأت قليلا ، لانني حسبت انّ النضوج الفكري والسياسي لدى الشعب المصري - وبعد عشرات السنين من الحكم الفردي والدكتاتوري- سيكون هذا النضوج غائبًا ومستترًا. الى أن جاءتني رسالة الكترونية من موقع ما تدعوني كما تدعو كلّ الكتّاب أن أدلو بدلوي حول انشاء مجموعة من الشباب المصري مسيحيين ومسلمين صفحة على الفيس بوك ، تطالب النائبة السابقة د. جورجيت قليني بترشيح نفسها لرئاسة الجمهورية.
قلتُ في نفسي وبلغة جدتي : " أجت والله جابها"..ولكن أنا لست مصريًا ، ثمّ انّني لا أعرف هذه السيدة ، ولا أعرف عنها الكثير ، أعرف انها اخصائية في القانون الدولي وناشطة حقوقية جريئة وأنها كانت عضوًا في مجلس الشّعب ، وأنّ لها وقفة بل وقفات ضد الظلم ، ألم تقف في وجه محافظ قنا مجدي أيوب – القبطي- يوم ألقى باللائمة على المسيحيين في حادثة نجع حمادي الدموية؟!
نعم أعرف عنها القليل ، ولكن هذا القليل هو كثير في قيمته ، فهي تستحقّ وأكثر ، تستحقّ من حيث المبدأ وحقّ المواطنة ، فالدولة يجب ان تكون لكلّ مواطنيها ، ومن هذا المبدأ والحقّ ، ينبثق الحقّ بالترشيح لكل منصب في الدولة بعيدا عن المعتقد والجذور.فالمواطن مواطن ، وليس هناك نصف مواطن ، وليس هناك في عُرف العدالة والديمقراطية التي ينادي بها الملايين في ميدان التحرير وأنحاء مصر ، ليس هناك فرق بين مواطن وآخر ، فالكلّ واحد ، عليه واجبات وله حقوق .
ضحكت وما زلت أضحك.... أيعقل هذا ؟
فجورجيت ليست قبطيًا فقط وانما قبطيّة ...إذن هناك مشكلتان : الدين والجنس اجتمعا ...اليست هذه التي يُسمّيها العرب المُحال و " الغول والعنقاء والخِلّ الوفيّ ".
قد يقول قائل انها أحلام .وقد أوافقه الرأي ولكنها احلام مشروعة ، أحلام من خلالها نقول للأكثرية اننا هنا ...وانه يحقّ لنا تسنًم أيّ منصب في الدولة حتى منصب رئاسة الجمهورية .، فالديمقراطية التي بُحّت الحناجر وهي تهتف لها تنادي بهذا ، وقد فعلها د. عزمي بشارة في اسرائيل ورشّح نفسه لرئاسة الدولة وهو العربي المسيحيّ ، وكان على علم انه لن يفوز حيث ان الاكثرية يهودية ، ولكن الفكرة والتحدّي هما بيت القصيد.
وفعلها اوباما ، هذا الذي جاء من جذور اسلامية أفريقيّة ، ورشّح نفسه لرئاسة اكبر واقوى دولة في العالم ...فعلها وهو اليوم يتربّع رئيسًا.
قد يقول احد ان امريكا ليست مصر ، فهناك تفاوت في العقلية والفكر بين الشعبين ...وأقول: نعم ، ولكن الالف ميل تبدأ بخطوة ، والديمقراطية الوليدة تحتاج الى مثل هذه الخطوة والى صقل وعبور الكثير من الجسور في الطريق.
اذن دعونا نبدأ بالخطوة الاولى ، ولنعلن للملأ أنّ الاقباط والمظلومين يرفعون الرؤوس لتنفّس الهواء الطّلق ، وانهم يطمحون الى قيادة الدولة.
هيّا نهدم جسور التفرقة ، نهدمها بالمحبّة ونقول بالفم الملآن : لا موانع بعد اليوم.
لا جدران بعد اليوم. فالقبطي كأخيه المسلم يحقّ له أن يكون رئيسًا للجمهورية ووزيرا للتربية وللخارجية ، ومُعلّمًا للغة العربية ، فلا يعقل ونحن في الالفية الثالثة أن يكون تدريس اللغة العربية حِكرًا على المسلمين ، وهناك الكثيرون من الاقباط من يبزّون غيرهم في اتقانها.
نعم هيّا وبالمحبة وبالحفاظ على وشائج الاخوة ، هيّا نهدم جسور التفرقة ونبني جسرًا آخرَ مبنيًا على الاحترام المتبادَل والعدالة ، جسرًا يمشي عليه كلّ الشعب دون ان يسألك أحد عن دينك ومعتقدك ، رغم اننا نفتخر بايماننا وبيسوعنا عاليًا ، ولكننا لا نريد أن نُعاقب ونظلم على هذا الايمان الجميل والرائع.
كنتُ أريد أن أنام واستيقظ واسمع عبر شاشات التلفزة أن سيادة الدكتورة جورجيت قليني رئيسة جمهورية مصر العربية تفتتح اليوم مستشفىً في الصعيد ، وجامعة في الاقصر ومصنعًا في الاسكندرية.
أتراني أحلم ؟!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :