الأقباط متحدون | أمَّا بعد..!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:١٣ | الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ | ٦ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أمَّا بعد..!

الأحد ١٣ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: رمزى حلمى لوقا
ها قد أنجزت الثورة الشعبية المباركة سقف مطالبها، وهي رحيل الرئيس "المتنحِّي" من سدة الحكم، بعد ما يقرب من الثلاثة عقود من الظلم والفساد وغياب مطلق للعدالة الاجتماعية، وسيثبت التاريخ حجم الجبروت الذي كان يـُمارس على الشعب المصرىّ من طبقة قرَّبها الرئيس وأغدق عليها من المال والنفوذ والسلطة دون سند من الشرعية، بينما جموع الشعب تئن من ويلات الفقر والجهل والمرض.
 
إننا أمام لحظة مفصلية هامة من نضال طويل لم ينته من أجل إرساء دعائم دولة "مدنية" ديمقراطية حديثة. إن نظامًا مستبدًا قد سقط، ونحن بالكاد ندخل إلى مرحلة جديدة، والتي قد تكون شاقة ومريرة ومليئة بالتضحيات لبناء نظامنا الجديد.
 
إن سقوط النظام الشبه عسكري، وإعطاء صلاحيات الرئيس إلى مجلس عسكري، هل يقودنا إلى حكم عسكري طويل وممتَّد، كالذي أورثتنا إياه ثورة يوليو على النظام الملكي في الخمسينات؟ أم يقودنا إلى مرحلة انتقالية مؤقَّتة تنتهي في سبتمبر القادم، يتم فيها تغيير الدستور، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، بعد حل كل من مجلسي الشعب والشورى؟
 
هناك ثقة كبيرة أولاها الشعب المصري تجاه المؤسسة العسكرية، وقد كانت- كعهدها- عند حسن الظن بها، وغلـّبت مصلحة الوطن وانحازت لمطالب الشعب العادلة، وتعهَّدت في بياناتها المتوالية على تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري. هنا يجب الاعتراف بدور المؤسسة العسكرية في تلك الثورة الشعبية المجيدة، والتي لولاه لدخلت الأمة إلى نفق مظلم من الفوضى والعنف. إننا أمام مرحلة لابد فيها من إجراء حوار مجتمعي شامل، يشمل كل أطياف المجتمع المصري بكل فئاته ورموزه، دون فرز أو إقصاء.
 
لقد عانينا من التمييز الطائفي والطبقي والاجتماعي على مدى عهود طويلة، وهي مرحلة لابد للشعب فيها من التأكيد على أنها كانت "مرحلة وانتهت"، وإننا أمام واقع جديد نصنعه بأيدينا، لا ننتظر أن يهبه لنا الآخرون.
 
إن تلك الثورة هي ثورة شعبية خالصة، لا يمكن لأحد أيًا منْ كان أن يعطي لنفسه الفضل في قيادتها أو مساندتها، سواء من جهات داخلية أو خارجية. إنها نتاج تضحيات جميع أطياف الشعب المصري المناضل، ومن حق الشعب المصري جميعه أن يقطف ثمار ما زرعت يداه.
 
إن أول ما ينبغي أن نوليه إهتمامنا في المرحلة الراهنة، هي إزالة آثارالفرقة المُفتعلة التي حدثت بين مؤيد ومعارض للرئيس المتنحِّي، والتي بدأت في حدها الأدنى بإلقاء تهمة العمالة والخيانة والعمل على تحقيق أجندات لقوى خارجية، سواء غربية أو إسلامية، والتي وصلت في حدها الأقصى إلى سقوط أحد عشر شهيدًا على الأقل، بالإضافة إلى مئات المصابين في موقعة الجمل الشهيرة.
 
لابد من إجراء مصالحة وطنية شاملة تشمل كل فئات الشعب المصري، ولكن دون التنازل عن محاسبة من أجرموا في حق هذا الوطن..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :