الأقباط متحدون | (6) الأقباط و الاضطهاد ورحيل مبارك11فبراير2011م
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٢١ | الثلاثاء ١٥ فبراير ٢٠١١ | ٨ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

(6) الأقباط و الاضطهاد ورحيل مبارك11فبراير2011م

الثلاثاء ١٥ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد عزت إسرائيل
 ترجع الجذورالتاريخية للأقباط إلى قدماء المصريين، فهم أقرب شعب يرث آباؤهم فراعنة مصر فى صفاتهم واعمالهم وحضارتهم، ومما يذكر أن القديس مرقس الرسول هو الذى نشر المسيحية فى مصر، وهو البطريرك الأول فى تاريخ الكنيسة القبطية (56-68م) ــ، ويرجع إليه الفضل فى الحفاظ على التعاليم المسيحية التى تلقاها على يد السيد المسيح وسلمها للشعب القبطى بدون تغيير.

ومن الجدير بالذكر أن تعــــــداد الأقبـــاط فى مصر طبقاً لآخر أحصــــاءــ تم عن طريق أحد الباحثين ــ  نحو ما يــقرب من( 12000000 ) ملـــيون نسمـــــه، من جمــــلة( 80000000) مليون نسمة، وهوالتعداد الكلى لسكان مصر، هذا بالإضافة إلى ما يقرب من أكثر من ست ملايين نسمه من الأقباط المهاجرين(أقباط المهجر) ما بين دول العالم، نتيجة لما يعانوه من إضطهاد داخل البلاد، وهو الذى ظهر فى وسائل الإعلام المقروء و المسموع والمرئى فى العالم كله.

في الفترة الأخيرة إى ما قبل 25 يناير 2011م، أصبحت العلاقة بين المسلمين والأقباط في أسوأ حالاتها،بالرغم من أن اضطهاد الدولة للأقباط يمتد لقرون طويلة مضت، لكنه مع نشأة الدولة الحديثة والانفتاح على الثقافة الغربية منذ بداية عهــــد محمد على باشا(1805-1848م)،حيث تم ادماج المسيـــــحين بصفة عامة و الأقبــــاط المصريين بصفة خاصة في المجتمع عبر مشاركتهم في عملية التحديث،كما تم إلغاء نظام الجزية نهائياً في عهد سعيد باشا(1854-1863م) وبالتحديد فى 19 يناير عام 1855م، وإلحاقهم بالجيش، وأصبحوا يعتبرون مواطنين مثلهم مثل المسلمين.

وجاءت ثورة 1919م التى اندلعت فى التاسع من مارس منذ أكثر من تسعين عاماً من الثورات السياسية الخالدة فى تاريخ مصر الحديث ، نتيجة للشحنة الكامنة فى نفوس المصريين ضد الاحتلال منذ عام 1882م، واتسمت هذه الثورة  بشموليتها لاشتراك كافة طوائف المصريين وفئاتهم الاجتماعية،وكان شعارها وحدة عنصرى الأمة "الهلال يعانق الصليب "كما تعتبر الفترة مابين ثورة 1919م وثورة1952م هى العصر الذهبى لمشاركة الأقباط سياسياً، وللعلاقة بين المسلمين والأقباط وللتسامح الديني في مصر بشكل عام، ومع ذلك ظلت مشكلة بناء الكنائس بلا حل، حيث ظل الالتزام بما يسمى" بالخط الهمايوني" الذى صدر فى فبراير1856م، وهو الذي نص على "جعل التصريح ببناء وترميم الكنائس والأديرة من سلطة الحاكم"، وزيله وزير الداخلية "العزبى باشا"عام 1934م، بالشروط العشرة،وهى التي وضعت قيوداً صارمة على بناء الكنائس، ومن المدهش أن هذه الشروط لازالت مطبقة حتى اليوم.

على أية حال،عقب ثورة 23 يوليو 1952م تراجع وضع الأقباط السياسى  والاجتماعى ، بالرغم من علاقة الرئيس "جمال عبد الناصر"(1954-1970م) بالكنيسة ممثلة في قداسة البابا كيرلسالسادس(1959-1971م)البطريرك رقم(116) كانت طيبة للغاية، حتى أنه اتفق مع البابا على بناء 25 كنسية جديدة سنوياً، وبالرغم من هذه العلاقة، إلا أنه تم استبعاد الأقباط من بعض الوظائف العليا بالدولة، وتحـديد نسبة القبول بالشرطة والجيش بــ (5%) ومنعهم من دخول جهاز المخابرات العامة كلية.

أما فى عصر" محمد أنورالســـادات"(1970- 1981م) فقد تراجع دور الأقبــــاط منذ البداية، حيث حاول السادات أن يوحي إليهم الاهتمام بحقوقهم فوعد بالسماح ببناء 50 كنيسة سنوياً، لكنه لم ينفذ هذا الوعد، عن طريق استخدامه السلطات الأمنية في إعاقة عمليات بناء وترميم الأديرة و الكنائس ومبانى الخدمات الكنسية، وسعى السادات بشتى الطرق إلى اللعب بورقة الدين في مواجهة خصومه السياسيين، وذلك عن طريق تشجيع الجماعات الإسلامية (لمواجهة نفوذ اليسار) التي رأت في الأقباط عدواً رئيسياً، ومارست ضدهم عديدا من الاعتداءات التي وصلت إلى النهب و السرقة والقتل، وقابلت الدولة ذلك بشىء من الصمت في معظم الأحيان، وتعمقت عملية استبعاد الأقباط من المناصب القيادية،وسوف يذكر التاريخ أنه صاحب فكرة الفتنة الطائفية فى مصر،والتى كان بدايتها أحداث الخانكة و الزاوية الحمراء،كما أنه فى أواخر أيامه دخل فى صراع مع قداسة البابا "شنودة الثالث" البطريرك رقم  (117)، لدرجة أنه حدد مكان أقامتة بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون،وكان ذلك سبباً فى شعور الأقباط بالغربة فى وطنهم، مما دفعهم إلى الهجرة خارج البلاد.

وعند اعتلائه العرش أعلن الرئيس محمد حسنى مبارك (1981-2011م) عزمه على إدخال الإصلاحات فقام بأنشاء العديد من المنشأت الاجتماعية والصناعية، ومد الطرق البرية، والسكك الحديدية(مترو الأنفاق) عام 1987م، فسعى إلى حفظ أمن مصر الداخلى بتتبعه الجماعات الإسلامية ومحاكمة مرتكبى حادثة" المنصة" التى وقعت فى 6أكتوبر1981م والتى راح ضحيتها الرئيس أنور السادات، ،كما أعادعلاقات مصر مع الدول العربية التى ساءت منذ مبادرة ومعاهدة السلام(1977-1979م) مع إسرائيل.

أما فيما يخص الأقباط فى عصر الرئيس "محمد حسنى مبارك"(1981-2011م)  فسوف يذكر التاريخ ما له وما عليه؛ فإليه يرجع الفضل فى أن يكون عيد الميلاد المجيد(7 يناير) أجازة رسمية فى البلاد،كما أنه أصدر مرسوماً يفوض المحافظين اتخاذ القرار فيما يتعلق بترميم الكنائس، وأدخل مادة المواطنة في الدستور، والحقبة القبطية التى لا تتعدى صفحتان فى المناهج الدراسية.

كما أن عهده يعد أسوأ عهد مر على الأقباط عبر العصور التاريخية حتى يومنا هذا،فبلغ الاستبعاد من الوظائف العامة والقيادية حداً غير مسبوق، وتعطل بناء الكنائس،وسلبت أراضى الأديرة مثل دير جزيرة بطمس، والأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر، ودير أبو فانا، ودير مارجرجس بسدمنت الجبل ببنى سويف،وشهدت البلاد موت روح التسامح وتصاعد التعصب الديني لدرجات لم تكن معهودة لدى المصريين في العقود السابقة، لدرجة أن الانتماء الديني أصبح عنصراً أساسياً في العلاقات بين الناس، و أدى ذلك إلى حدوث العديد من الأحداث الطائفية ضد الأقباط نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر حادثة إمبابة 1991م وأسيوط 1994م، والكشح الأولى 1998م، والكشح الثانية 2000م، ومحرم بك أكتوبر 2005م والعديسات 2006 م، وبمها 2007م، والخنازير 2009م،والفيوم بنى سويف ونجع حمادى وأسيوط 2008م، و (حادثة عيد الميلاد) بنجع حمادى 6 يناير 2010م، والعمرانية بالجيزة نوفمبر2010م، وكنيسة القديسين بالإسكندرية 2011م، وقطار سمالوط 14 يناير 2011م، وحواداث أسلمه الفتيات وبالنظر إلى هذه الحوادث نجد أن غالبيتها الساحقة، إن لم يكن جميعها، كان أبطالها المسلمون.

وشهدت الأيام الأخيرة من حكم الرئيس "محمد حسنى مبارك"، حالة من انتشار الفوضى والفساد والرشوة والبطالة،ويرجع ذلك لاستيلاء الحزب الوطنى على السلطة فى البلاد، لدرجة حصوله على ما يقرب من 97% فى انتخابات مجلس الشعب فى ديسمبر 2010م،كما أن الوزارة شكلت على أساس القرابة و التزاوج ما بين المال والسلطة،وظل الحال حتى قامت انتفاضة الشباب فى 25 يناير 2011م،ضد حكمه والاطاح به وأجباره على تقديم اسقالته فى يوم الجمعة الموافق 11 فبراير 2011م.

والسؤال الذى يطرح نفسه هل يستمر مسلسل اضطهاد الأقباط ما بعد رحيل مبارك؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :