- "الأقباط متحدون" تحصل على أهم المقترحات لاجتماع لجنة تعديل بعض مواد الدستور
- "جبرائيل" ينتقد تصريحات "الطيب" بخصوص الحكم بالشريعة
- د"محمد حبيب":سنفرض على الأقباط ضرائب قيمتها أعلى مما يدفعها المسلم
- "ماجد حنا ولسن": نحن نريد دولة مدنية علمانية
- مظاهرة حاشدة أمام "ماسبيرو" للمطالبة بدولة مدنية وبإقالة حكومة "شفيق"
الفارس الغائب الحاضر (مجدي مهنا)
بقلم : ألبير ثابت فهيم
في غمرة فرحة الشعب بثورة الشباب على مظاهر الظلم والفساد الذي تفشَّي في كافة مناحي الحياة، ومطالبتهم بتحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة، تذكَّرنا الراحل النبيل وصاحب القلم الجرئ "مجدي مهنا"، الذي كان قلبه وقلمه ينبض ويحس بمتاعب وآلام وجروح المظلومين، مدافعًا بإحساسه الصادق في عصر قلَّ فيه الصدق عن قضايا الحريات والإصلاح الديمقراطي، حتى في ظروفه الصحية الحرجة.. كنت أتمنى أن يكون حيًا ليشاهد الإعصار الشعبي في "مصر"، وما فعله قلمه النظيف عندما أطلق وابلًا من العواصف في مقالاته وفي برنامجه (في الممنوع) على قناة دريم، متصديًا وكاشفًا الفساد والمفسدين، وعلى ما كان يفعلوه هؤلاء المنتفعون والمصفقون من بائعي الضمائر والذمم، الذين لم يسرقوا حافظة نقود أو بقرة أو دجاجة أو شوية ملابس على حبل غسيل كما يفعل اللصوص الصغار، بل سرقوا الوطن بأكمله.. سوف أسرد بعض المقتطفات لأهم مقالاته في جريدة "المصري اليوم" التي تبيِّن مدى أمانته وشجاعته على اختراق المحظور لفضح بعض رموز الفساد وأساليبهم القذرة.
الأولي في جريدة "المصري اليوم" في تاريخ 6/8/2007 م تحت (العادلي الخاسر حتمًا)
[كسب اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، رضا السلطة عنه... لكنه خسر الشعب المصري كله... لا أعرف إذا كان هذا يعني له شخصيًا شيئًا أم لا؟ فالذي يهتم له هو رضا الحاكم، وليس رضا الشعب، لأن الحاكم هو الذي يعيِّنه ويملك أن يعزله بقرار منه.. لكن الوضع الآن انقلب.. فالسيد وزير الداخلية وصل إلى درجة من القوة، يستطيع بها أن يقنع الحاكم أنه هو الذي يوفِّر الأمن والحماية لنظام حكمه.. فمن الذي يسخر الآلاف من قوات الأمن المركزي لمنع مظاهرة مكوَّنة من عشرين فردًا.. وهي تكلفة عالية جدًا بالنسبة للأمن وبالنسبة للحاكم، أن تنزل هذه الأعداد من القوات، وبهذه الأحجام، لمحاصرة شخص خرج من السجن أو عدة أشخاص يخرجون في مظاهرة للتعبير عن رأيهم أو غضبهم... لكن ماذا يهم وزير الداخلية أو الحاكم من أمر هذه التكلفة العالية، فالذي يدفع التكلفة هو الشعب الذي تُستخدم هذه القوات لمواجهته أو لضمان خنوعه. وفي مقابل هذه الحماية الوهمية، التي يوفرها الأمن للحاكم ونظام حكمه، يسكت النظام أو يتغاضى عن الجرائم والتجاوزات التي يرتكبها بعض ضباط الشرطة حتى ولو صدرت من قلة منحرفة ضد المواطنين الأبرياء... لا يمر أسبوع إلا ونسمع عن مقتل مواطن بسبب تعذيبه على يدي ضابط شرطة... وفي كل جريمة تقع نسمع أن السيد وزير الداخلية أصدر أوامره بالتحقيق، وبوقف الضابط عن العمل مؤقتًا، تمهيدًا لمحاكمته. ولم نسمع عن نتائج هذه التحقيقات والمحاكمات شئيًا، كلها تصريحات تصدر لأجل امتصاص غضب الناس فقط دون عقاب حقيقي يردع هؤلاء المجرمين..]
وقد ذيَّل الكاتب الراحل مقالته، مواجهًا كلامه إلي وزير الداخلية الأسبق قائلًا: "الغضب الشعبي يزداد ضد تجاوزات بعض رجال الشرطة.. وإذا فلـت الزمام فلن ينفع عادلي أو غير عادلي"... وهذا ما تحقق يا عدلي على أيادي شباب "التحرير"؛ لأن دم الشهداء الأبرار يصرخ في السماء..
الثانية في جريدة "المصري اليوم" في تاريخ 2/5/2007 م تحت "أحمد عـز... من أين لك هذا"..
[أينما ذهب المهندس أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، أكبر منتج لصناعة الحديد في مصر، تطارده الاتهامات.. وأينما ذهب هو مشغول بالدفاع عن نفسه من هذه الاتهامات.
فأحمد عز كان مجرد منتج صغير لصناعة الحديد، ولا يتعدى حجم إنتاجه ١٪ أو ٢% من سوق إنتاج الحديد، فإذا به يحتكر الآن ٦٧% من هذه الصناعة الاستراتيجية. كيف استطاع أحمد عز أن يصل إلى هذه المكانة، وبأى وسيلة؟ هذا هو السؤال الذى لا يريد أحمد عز أن يجيب عنه، بينما شغل نفسه، وشغلنا معه، بالإجابة عن تساؤلات أخرى.. مثل أنه أصبح رئيسًا لمجلس إدارة شركة الدخيلة للصلب في عام ٢٠٠٠، أي قبل أن يصبح أمينًا للتنظيم في الحزب الوطني، وقبل حصوله على عضوية البرلمان. لا يكفي أن يقول أحمد عز هذا الدفاع، فيصدِّقه الناس، ولا يكفي أن ينفي استفادته من منصبه البارز في الحزب الوطني، أو اقترابه من الرؤوس الكبيرة بداخله، فيسلِّم الناس بصحة أقواله، ويقولون له: ولا الضالين.. آمين!
قد يقول أحمد عز عن نفسه إنه مواطن صالح، ويقوم بتسديد الضرائب المستحقة عليه، وأن مصانعه بها كذا ألف عامل، وإن هؤلاء العمال يتقاضون مئات الملايين من الجنيهات سنويًا، لكنه لا يجيب عن سؤال أساسى: من أين لك هذا؟ وكيف تكوَّنت هذه الإمبراطورية؟ والسؤال مشروع؛ لأن أحمد عز ليس مجرد رجل أعمال عادي.. فقد ارتضى أن يشتغل بالسياسة، وأن يلعب في الدائرة الضيقة لعملية صنع القرار، بل وضع نفسه في مكان (الوصيف) للرئيس القادم.. ولذلك ستظل الاتهامات تطارده، وتلاحقه أينما ذهب، وستظل الناس لا تصدِّقه، إلى أن يجيب عن الأسئلة التي لا يريد الاقتراب منها، والإجابة عليها..]
والآن بعد ثورة الغضب، تريد الجماهير محاكمته؛ لأنه أحد رموز الفساد، ولقيامه باستغلال السلطة وأعمال التزوير ونهب المال العام.
المقال الثالث: "رسالة إلي صفوت الشريف" في 30/6/2007
[يا سيدي.. من واجبي أن أصارحك بأنك نجحت وبامتياز في تدمير الحياة السياسية وفي إفسادها وتسميمها.. حتى عشرين سنة مقبلة.
لست وحدك بالطبع، فهناك آخرون إلى جانبك ساهموا فى إفسادها، لكنك تقوم بالدور الأكبر، إن الفرق بينك وبين أى مسؤول آخر ساهم في تسميم الحياة السياسية هو أنك تبدو أو تحاول أن تبدو مقتنعًا بما تفعله، وترى أنه يخدم الوطن ويعمل على إصلاح البلاد وعلى تقدُّمها، بينما الآخرون يعرفون أنهم (أراجوزات) وغير مقتنعين بما يفعلون، ويقولون هذا ويعلنونه في جلساتهم الخاصة، فهم تروس يحركها الآخرون، وأنت الترس الكبير الذي يحرِّك التروس الصغيرة... وهؤلاء لا يستحقون مني مهما علت مناصبهم ومراكزهم أن أشغل نفسي بهم وأن أسطر عنهم كلمة واحدة.
يا سيدي، لو أن هناك قانونًا يعاقب على عملية الفساد السياسي، لكنت أنت أول المسجَّلين في القائمة، وكنت أول من يطبَّق عليه هذا القانون.
إنني أدعوك إلى مراجعة نفسك، وأن تقف أمام ضميرك وقفة حق، وأن تتخذ قرارًا شجاعًا، ليس بالاعتراف بدورك في تسميم الحياة السياسية، فهذا كثير ولا تقدر عليه، ولا أطالبك بدفع ثمنه، لأن ثمنه قد يكلِّفك حياتك، لكنني أدعوك إلى اعتزال الحياة العامة، وأن تدعو الله في صلاتك أن يعفو عنك وأن ينجى مصر من خطر سمومك..]
رحم الله فارس الصحافة وابن النيل الأصيل الذي كان مهمومًا بـ"مصر" ومعاناة المواطنين، رغم صراعه الطويل مع المرض دام عدة شهور...
مع خالص عزاءنا إلى جميع أسر شهدائنا الذين سالت دماؤهم البريئة على أرض "مصر" الطاهرة لتنبت ويبزغ بعدها فجر الحرية والكرامة.. وتحيةً وتقديرًا لقواتنا المسلحة الباسلة التي حفظت سلامة أم الدنيا "مصر" وشعبها العظيم، التي يتطلع إليها العالم بكل معاني الإعجاب والتقدير والاحترام..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :