- "الأقباط متحدون" تحصل على أهم المقترحات لاجتماع لجنة تعديل بعض مواد الدستور
- "جبرائيل" ينتقد تصريحات "الطيب" بخصوص الحكم بالشريعة
- د"محمد حبيب":سنفرض على الأقباط ضرائب قيمتها أعلى مما يدفعها المسلم
- "ماجد حنا ولسن": نحن نريد دولة مدنية علمانية
- مظاهرة حاشدة أمام "ماسبيرو" للمطالبة بدولة مدنية وبإقالة حكومة "شفيق"
أن تكون إنسانًا مع المرأة خير من أن تكون رجلاً !
بقلم: نادية كاظم
من الظلم الفادح أن تكون القيادة بيد الرجل، لا أقصد بها قيادة السيارة أو العائلة أو الدولة فقط، بل أقصد بها قيادته للمرأة على وجه الخصوص، وكأنها مخلوق ناقص لا يملك قرار نفسه لوحده ولذا على الرجل( الشهم) أن يتكفلها في حلها وترحالها، في الصغيرة والكبيره ونسى أن هذا سيزيد العبء عليه، فلو أنه منحها الثقة في إدارة أمورها ككائن مساو له في كل شئ، لأراح واستراح .
لا تزال قوانيننا العرجاء تسند الرجل على حساب المرأة، فبيده عقدة النكاح والطلاق، وبيده تضرب المرأة إن خالفت ولو قيد أنملة قوانينه الجائرة..
بمرافقته فقط يسمح لها بالسفر، وبموافقته يسمح لها بالزواج حتى بمن تجهله تمامًا، تمنع المرأة من أسمى ما في الوجود (الحب الطاهر) وتُرجم إن تجرأت وقبض عليها متلبسة بجريمته، نعم فكم من بريئة وأراها الثرى وهي أنقى من ماء المطر، وكم من عاهر متشدق بنزواته لا يحاسب على ما اقترف من الذنوب، بينما تراه مع المرأة صارم يحق له ما لا يحق لها، وهذا هو الظلم بعينه .
ويل لها إن حاولت التعبير عن أفكارها بالكتابة أو الشعر أو التمثيل، ستنعت حينها بالمسترجلة أو الساقطه وما شابه ذلك من مسميات اطلقها ارباع الرجال ليحدّوا من عزيمتها، فالعار كل العار ان تشاطره المرأة في أفكاره، وتحاول أن تعرب له عن رأيها في مستجدات الحياة .
الرجال والعرب منهم على وجه التحديد متشابهون في مثل هذه المواقف، وكأنهم أخوة أشقاء، فأساس ثقافتهم متوارثة قدم التاريخ، المرأة هي المرأة والرجل هو الرجل، وبيده القوامه في كل شئ، هكذا يفهمون القوامه التي كانت من نصيبه كونه العائل للأسرة، ونسوا أنها أُلغيت حينما شاطرته المرأة العمل إن لم تتفوق عليه في معظم الأحيان، والأمثلة على ذلك عديده فـ"زهاء حديد" المهندسة العراقية المشهورة، أبدعت في مجال عملها أيما إبداع، وأغنت العالم بتصاميمها الرائعة، لماذا؟ لأن ظروفها الاجتماعية ساوتها بالرجل، ومنحتها ما منحته له تمامًا، والأمثلة عديدة لا مجال لذكرها .
الحاجة أم الاختراع كما يقول المثل، فأرامل العراق ويتاماه قد أبدعن في طلب الرزق فمنهن سائقة التاكسي، ومنهن الشاعرة والفنانة التشكيلية بالفطرة، والكاتبة الناقدة، والدكتورة، والفلاحة، والبائعة، وما إلى ذلك من المهن الحرة، التي تؤمّن لها وليتاماها الحياة الكريمة، معظم النساء اللواتي فقدن المعيل، وقفن على أرجلهن من جديد بعزم وتصميم على الكفاح لمواصلة العيش في حياة كريمة آمنة .
آمل من عضوات البرلمان العراقي والجمعيات النسوية، أن تمد يد العون للمرأة العراقية، من خلال مساندتها ماديًا ومعنويًا، ومعاقبة كل من يتصدى أو يحاول عرقلة مسيرتها التنموية بالعقوبة الرادةه كي يكون عبرة للآخرين .
ليس من الضرورة الحتمية أن يفرض غطاء الشعر على المرأة، كما نراه في العراق في وقتنا الراهن، فيترك لها حرية الخيار كي لا يتحول الحجاب إلى نفاق اجتماعي، يتباهى به الرجل بين أقرانه مرفوع الرأس كونه رب أسرة ملتزمة بالشرع، بل عليه أن يكون بارًا حنونًا عادلاً، يغرس في بناته روح الثقة بالنفس، من خلال الثقافة والعلم والتحصيل، لا من خلال القشور التي لا تغذي الوجدان والعقل في شئ.
ففي بداية ثورة تموز الخالدة، أسفرت العديد من النساء، ولم يستهجن ذلك أحد على الإطلاق، وكانت العوائل ترتاد دور السينما والنوادي الليلية بكل حرية، ولم يتعرض أحد للنقد، كان شئ يبدو طبيعيًا تمامًا، إلى جاءت الثورة الإيرانية التي أجبرت المرأة على ارتداء الحجاب، ثم عززها الإخوان والمتشددون والمتشدقون
بالإسلام، وأعادوا المرأة إلى القرون الغابرة للأسف الشديد.
على المرأة العربية أن تقف صامدة في وجه القوانين الجائرة، وتصرخ صرختها المدوية كفى للظلم والجبرت، وأهلاً بنور العدالة الاجتماعية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :