بقلم: مجدى جورج
الاوضاع فى مصر بعد 25 يناير اختلفت ولابد ان تختلف كثيرا عن الاوضاع قبلها ولعل اهم هذه الاختلافات هى :
-    ان الشباب خاصة والشعب عامة بدأ يرفض الاستكانة والرضى بالهوان الذى كان سائدا من قبل فكل صاحب شكوى او مظلمة يحاول تصعيد مظلمته الى المسئولين والنضال من اجل نوال حقه .
-    والاختلاف الثانى هو ان هناك جزء كبير من المصارحة والشفافية التى تغلف الاجواء الان ولابد لهذه الروح ان تستمر لما فيها من خير البلاد والعباد.
-    الاختلاف الثالث هو ان روح الطائفية التى كانت مستشرية قبل ثورة 25 يناير خفت حدتها بعض الشئ عن ذى قبل واقول خفت حدتها لانها لم تنتهى تماما فلازال الطريق امامنا طويل للقضاء على هذه الافة المستشرية منذ زمن طويل .
ومن هذه الروح روح ثورة 25 يناير روح المكاشفة والمصارحة وروح عدم الاستكانة وروح مقاومة الطائفية حتى  القضاء عليها فاننى اتوجه بهذا النداء الى ابائى فى الكنيسة :
1 نداء الى قداسة البابا شنودة الذى قال ان الكنيسة ستقوم بالتبرع لاعادة بناء قسم الوايلى وستقوم الكنائس فى باقى محافظات مصر بفعل الشئ ذاته مع اقسام البوليس التى تضررت من مظاهرات 25 يناير وهنا فاننى اتوجه لقداسته بالاتى :
- نعلم ان هذا التصريح قد صدر من قداستكم بعد زيارة وزير الداخلية لكم فاذا كنت تريد مجاملة الداخلية فنرجو ان لا يتم هذا على حساب ملايين الاقباط من المحتاجين الذين سدت الدولة ابواب الرزق امامهم سواء فى الحكومة او القطاع الخاص وتذكر قداستكم اوضاع مربى الخنازير المزرية بعد ان قامت الدولة بالقضاء على مصدر رزقهم فبدل من مجاملة الداخلية ساهموا فى فتح ابواب رزق جديدة لهم او ساهموا فى سد احتياجات الاف الاسر القبطية من اخوة الرب .
- واذا كان هذا التصريح ناجم عن ضغط على الكنيسة فيكفينا اذعان للضغوط ولتخرج قداستكم وتتحدث بصراحة وستجد الكل معك ليس الاقباط فقط بل اقباطا ومسلمين لان الناس كلها كرهت سطوة الداخلية ولا يوجد استعداد لدى اى انسان لعودتها .
- اما اذا كنت قداستكم تريد ان تظهر الجانب الوطنى للكنيسة فيكفى قداستكم ان تستحث رجال الاعمال الاقباط بل والمسلمين على المشاركة فى هذا الامر لان هذا هو حق المجتمع عليهم .
- اما اذا كنت قداستكم تريد مشاركة فعلية من الكنيسة لاظهار وطنيتها فى مثل هذه الظروف فارجوك ان تتبرع لبناء اى شئ وليكن مستشفى يخدم جميع المصريين ولكن حكاية اقسام الشرطة هذه التى كانت ولازالت رمز للقهر والاستعباد فارجو ان تربأ الكنيسة بنفسها عن هذه الاماكن .

2 نداء الى نيافة الانبا كيرلس اسقف نجع حمادى اقول له ياسيدنا عليك ان تخرج علينا الان من خلال وسائل الاعلام لتعلن الحقيقة كاملة فى جريمة نجع حمادى ولماذا عدلت عن شهادتك بعد ان كنت قد اتهمت الغول فى هذه الجريمة واتهمت الامن بالتقاعس ؟
خصوصا ان : - الحكم فى الجريمة جاء غير متناسب على الاطلاق مع حجمها فقد تم الحكم على الكمونى بالاعدام وبرأت ساحة شريكيه وكانهما كانا فى فسحه او نزهه معه ولم يكونا شريكين كاملين معه .
-    وان الغول فقد حصانته هو وجميع اعضاء المجلس فى نجع حمادى وفى غيرها بحل مجلس الشعب .
-    وان احمد عز الذى كان يحمى الغول قد القى به فى غياهب السجن .
3 نداء الى الانبا ويصا  اسقف البلينا والكشح اقول له فيه ارجوك ان تخرج الينا وتعلن كل الحقائق فى جريمة الكشح الاولى والتى تم فيها تعذيب اكثر من الف مسيحى فى قرية الكشح وعليك ان تشجع الاهالى الذين عذبوا على التقدم ببلاغات للنائب العام للاقتصاص من الضباط الذين قاموا بالتعذيب خصوصا ان هذه الجرائم لاتسقط بالتقادم . وكذلك كل الحقائق فى جريمة الكشح الثانية والتى استشهد فيها 22 قبطى وجاءت احكام القضاء غير عادلة على الاطلاق ويجب فتح ملف هذه القضية لنعرف دور الداخليه فيها خصوصا بعد سقوط العادلى اسوأ وزير داخلية عرفته مصر .
4 نداء الى نيافة الانبا جورجيوس اسقف مطاى الذى تبرع سابقا لبناء مسجد بمطاى وهذا النداء اوجهه له ولكل الاباء والاساقفة الذين يتصرفون مثله واقول لهم : هناك مثل مصرى يقول "اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع " واظن انكم تدرون مدى حاجة الشعب المسيحى المقهور فى مصر الذى يحتاج الى كل قرش فاذا كنتم تدرون ومع ذلك تتصرفون مثل هذه التصرفات فهذه مصيبة واذا كنتم لا تدرون باحوال رعيتكم فالمصيبة اعظم .

5 نداء  اخير الى كل الاباء الكهنة  واقول لهم فيه: اذا كانت الاوضاع كما قلت فى المقدمة قد تغيرت بعد 25 يناير من حيث رغبة الشباب فى التغيير وقيادتهم له فان هذا يعنى ان على الاباء الكهنة والاساقفة ان يسمعوا لصوت هؤلاء الشباب . ويجب على بعض ممن يتخذون من الكهنوت سبوبة للمعيشة والتربح ان يكفوا ايديهم عن ذلك الامرفالراعى الصالح هو من يبذل نفسه عن رعيته  ولايعنى هذا اننا نطلب منهم ان يعيشوا حياة التقشف بل نقول لهم اننا ندرك بل ونطالب ان تعيشوا حياة كريمة تليق بكم ولكننا  نطلب منكم  ان لا تكنزوا لكم كنوز على الارض  فلا يعقل ان نجد لدى بعض الكهنة  اكثر من سيارة  وبدل من الشقة نجد شقتين وثلاث .فيا ايها الاباء لاتغيظوا اولادكم وكونوا لهم قدوة حسنة وتعاملوا معهم بشفافية ومصارحة كاملة.
ياسادة ان ظلم امن الدولة وضغوطه على الكنيسة لابد ان يتوقف بعد هذه الثورة وعلى ابائنا ان يرفضوا هذا الظلم ويخرجوا جهارا نهارا معترضين وفاضحين لهذا الظلم لان هذا الظلم لن يتوقف من نفسه بل لابد من المقاومة وهذه هى اللحظة المناسبة لذلك

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :