- الشبكة الأورو متوسطية: لا يمكن التحول للديمقراطية دون المشاركة الكاملة للنساء
- وقفة إحتجاجية للصحفيين أمام نقابتهم بـ"القاهرة" ومطالب بتعديل لائحة النقابة
- د. "إيمان جلال": الشخصية المصرية ليست "جامدة"، وأثبتت ذلك على مر العصور
- استشهدت بالحجاب أم بدونه...؟!!
- "أرواح ودماء الشهداء تستصرخكم و تناديكم".. شعار رفعه طلاب جامعة "الزقازيق" بميدان "التحرير"
- الإخوان والنظام الحزبي
- مسلمون يهاجمون منزل مسيحي بقرية "البدرمان" بـ"المنيا" ويستولون عليه بالقوة
- حريق بكنيسة الشهيد "مار جرجس" بمركز "دشنا" بـ"قنا" أثناء قداس الأحد
- النيابة العامة بـ"المحلة" تحقِّق مع خمس قيادات أمنية في واقعة اختفاء سيدة مسيحية
- الشيخ"أسامة القوصي":لا يوجد مشكلة إذا تولى مسيحي رئاسة البلاد، وأطالب بدولة مدنية
د. "إيمان جلال": الشخصية المصرية ليست "جامدة"، وأثبتت ذلك على مر العصور
* د. "على السيد سليمان": وجود عقل جمعي يفكِّر بمنطق "تعالوا نصلِّح الخطأ" ينبىء بمستقبل أفضل.
* د. "إيمان جلال": الثورة أعادت لنا بعض السلوكيات التي كنا نظن أنها أصبحت مستحيلة.
* د. "سامية قدري": علينا الاستمرار في التعامل بإيجابية.
تحقيق: مادلين نادر
منذ أن بدأت ثورة 25 يناير، ونحن نرى تحركًا إيجابيًا من قطاع كبير من المجتمع المصري، ليس أثناء الثورة ذاتها، وحرصهم على أن تكون المظاهرات سلمية، أو تكوين اللجان الشعبية لحماية المنازل والممتلكات العامة والخاصة فحسب، ولكن حتى بعد تنحِّي الرئيس السابق "حسني مبارك" ونجاح الثورة، حيث تعامل الكثيرون بإيجابية اعتبرها البعض تغييرًا جذريًا في سلوكيات وتوجهات المصريين، وقاموا بتنظيف ميدان "التحرير"، وبدأت حملات تنظيف شوارع "مصر" من قبل مجموعات من الشعب المصري في مختلف المحافظات، توالت بعدها الحملات على الإنترنت لإعادة إعمار البلاد وتعويض الخسائر المادية التي تعرَّضت لها البلاد في قطاعات مختلفة..
سلوكيات إيجابية تفجَّرت بشكل كبير في المجتمع المصري، تجعلنا نشعر بأن مستقبل أفضل ينتظرنا.. فهل يمكننا الاستمرار بهذا الشكل الإيجابي في التعامل مع المشاكل والصعاب التي تواجهنا في هذه المرحلة؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الثورة دفعة للأمام لمجتمع يريد أن يعيش في حياة مدنية وحرية؟ هذا ما أردنا التطرق إليه من خلال هذا التحقيق..
في البداية، قالت د. "سامية قدري"- أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة "عين شمس": "إن المصريين اعتادوا أن تكون سلوكياتهم وليدة اللحظة كردود أفعال على الأحداث". مشيرةً إلى أنهم يتحركون تحركًا إيجابيًا ومنظَّمًا بعد الحدث، ولكنهم بعد فترة يعودون لسلوكياتهم السابقة حسب المثل الشهير "رجعت ريما لعادتها القديمة"، إلا أن أحداث ثورة 25 يناير الماضي أكبر بكثير من أية أحداث سابقة، ولذا وجب أن يكون هناك استمرارية في التحرُّك الإيجابي، بدايةً من مؤسسة الإعلام والمؤسسة الدينية وقادة الفكر والمجتمع، بالإضافة إلى دور المواطنين العاديين في الحفاظ على بلدهم، وهو أمر هام على المستوى العملي في الوقت الحالي.
وأكّدت "قدري" أن السلوكيات الإيجابية لازالت مستمرة، وتمثلت بعضها في تنظيف الشوارع. متمنية أن تكون الاستمرارية هي الأساس فيما يتعلق بالسلوكيات الإيجابية التي فجَّرتها هذه الثورة، مشيرةً إلى أهمية استكمال بعض المشروعات التنموية التي بدأت، دون هدمها أو العودة لبدايتها من جديد، والقضاء على الفساد والرشاوي التي أصبحت أمرًا عاديًا ومتكرِّرًا في حياتنا اليومية.
وعن كيفية مواجهة الفوضى والبلطجة من قبل بعض الذين يستغلون الظروف التي تمر بها البلاد حاليًا، أوضحت "قدري" أن مواجهة هؤلاء لا تقتصر على الجهاز الأمني أو الجيش فحسب، بل أن الشعب أيضًا يجب أن يكون له دور فيها، مثلما حدث في اللجان الشعبية التي فجَّرتها الثورة فور هروب المساجين وانتشار البلطجة. كما يجب أن تعود مرة أخرى علاقات الجيرة والعمل على التكاتف معًا؛ حتى تنتهي السلوكيات الخاطئة. موضحةً أن المواطنين إذا قاطعوا الباعة الذين انتشروا في وسائل المواصلات والأماكن العامة- دون امتثال للمطالبات بالابتعاد عن تواجدهم بهذه الأماكن- لمدة أسبوع واحد، فإنهم سوف يتخلون عن أماكنهم.
وأيدها في الرأي د. "علي السيد سليمان"- أستاذ علم النفس والإرشاد بجامعة "القاهرة"، موضحًا أن الخنوع والسلبية كانت الصفة الظاهرة على الشعب المصري قبل ثورة 25 يناير، وفي ذات الوقت كانت الصفة الكامنة أو المتنحية هي الشعور بالقهر، والتي بدأت تعبِّر عن نفسها في السلوكيات التي لم نصدِّقها في البداية. موكِّدًا أن الشجاعة بطبيعة الحال داخل المصري، ولكنه حينما يجد كل من حوله يتنازلون، يبدأ هو الآخر في التنازل ويتعامل مع المجتمع مثلما يفعل الآخرون. مشيرًا إلى الشباب الذين كانوا ينظِّفون الشوارع وينظِّمون المرور، بأن هذه صفات كانت موجودة داخلهم، لكنهم كانوا يرون أنهم سيواجهون بسخرية، أما بعد وجود عقل جمعي يفكِّر بمنطق "تعالوا نصلح الخطأ"، فقد وجدنا أشخاصًا لم يكونوا يعرفون بعضهم من قبل، إلتفوا معًا حول فكرة وهدف واحد هو الوطن، وهو ما جعل المظاهرات تزداد يومًا بعد يوم، كما ازداد سقف المطالب يومًا بعد يوم، وازداد إصرار الناس على ضرورة تحقيق مطالبها أيضًا يومًا بعد يوم.
وأكّدت د. "إيمان جلال"- أستاذ علم الاجتماع- أنها شاهدت بعد الثورة سلوكيات كانت تظن أنها أصبحت مستحيلة ولن تعود مرة أخرى للمجتمع المصري، كما أصبح هناك ضمير جمعي للشعب.
وأشارت "جلال" إلى أن الشخصية المصرية ليست بالشخصية الجامدة، وأنها قد أثبتت ذلك على مر العصور، حتى في فترات الإحتلال، حيث كانت تتعامل مع المحتلين إما بمقاومة تنتهى بانتصار عسكري على المحتل، أو بالتعايش مع المحتل لفترة دون التأثر به وبثقافته، مدللةً على ذلك بأن الهكسوس هم الذين تحدَّثوا لغة المصريين وتأثروا بثقافتهم وليس العكس.
وفي نهاية حديثها، ناشدت "جلال" الشباب والشعب المصري بضرورة الاستمرار في تعاملهم الإيجابي وفي مواجهة الفساد والبلطجة، وفي أن يكون لهم دور، خاصةً في المرحلة المقبلة؛ حتى تعود "مصر" في أفضل صورها، وتكون مثالًا ونموذجًا أمام العالم أجمع.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :