الأقباط متحدون | عودة الماضي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٢٥ | الاثنين ٢٨ فبراير ٢٠١١ | ٢١ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عودة الماضي

الاثنين ٢٨ فبراير ٢٠١١ - ٣٢: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هند مختار
في كل مرة كنت أكتب فيها عن السينما في "مصر"، خصوصًا في البدايات، كان هدفي هو إظهار رقي المجتمع المصري في تلك الفترة البعيدة القريبة من تاريخنا، حينما كان يتعايش المصريون على اختلاف دياناتهم مع الأجانب باختلاف جنسياتهم وديانتهم وعادتهم وتقاليدهم، في مجتمع واحد اسمه "المجتمع المصري"..
 
يُطلق على تلك النوعية من المجتمعات اسم المجتمع "الكوزموبوليتان"، وكان دائمًا ما يراودني شك، هل سوف نعود ثانيًا لنتعايش باختلافتنا كما كنا في السابق؟ حتى جاءت ثورة 25 يناير، وأعطتني الأمل في أنه من الممكن أن نتعايش أحسن مما كنا في الماضي.. وعلى ذكر التعايش في الماضي، سوف نقوم بعمل رحلة صغيرة لبدايات السينما في "مصر"..
 
يذكر المؤلِّف "محمود علي" في كتابه "فجر السينما"، أن أول من صوَّر سينمائيًا حوادث في "الإسكندرية" وعرضها على الجمهور المصري هو المواطن "دي لاجارين"، وهو أول من صوَّر جريدة باسم "في شوارع الإسكندرية"، وكان يمتلك دار عرض اسمها "دار عرض باتيه" في شارع "طوسون" (البنك الأهلي الآن في الإسكندرية)، وقد أُفتتحت في سنة 1905، وفي هذه الصالة أُقيمت سنة 1907 أول محاولة للفيلم الناطق بواسطة آلة عرض ملييس التي كانت تستعين بثلاث أسطوانات تدور في وقت واحد..
 
أما بالنسبة لـ"دي لاجارين"، فهو شخصية مجهولة، شأنه شأن العديد من الرواد الآوائل، وإن كان المؤلف يعتقد أن "لاجارين" هو "إدوار لا جارين" المولود في "باريس" سنة 1853، وصار محاميًا، وحضر لـ"الإسكندرية" أوائل سنة 1886، ثم التحق بالصحافة وأسس جريدة المراسل المصري.. كما وردت هذه المعلومات في كتاب اسمه "مرآة العصر في تاريخ ورسوم أكابر الرجال بمصر"، من تأليف "دي لاجارين" نفسه، والذي صدر بعد نشاطه السينمائي بسنتين، لذلك لم يرد فيه ذكر أي شيء عن هذا النشاط، وما قد يؤكِّد ذلك أن هذا الفرنسي هو "لاجارين" صاحب سينما "باتيه"، مقالته عن "ملاهي القاهرة"..
 
ولدينا أيضا شخصيتان ساهما في تاريخ السينما في "مصر"؛ هما الخواجان "عزيز" و"دوريس"، واللذان كانا يملكان محلًا للتصوير الفوتوغرافي في شارع "الإسبتالية" نمرة (3)، وأول أخبارهما مع افتتاح كازينو المنظر الجميل بمحطة "الرمل القديمة"..
 
أما أول مصري صميم لم يأخذ لقب الخواجة أو المسيو، فهو "محمد بيومي"، وهو أول مصري وقف خلف الكاميرا مصوِّرًا ومخرجًا، ثم منتجًا ومؤلفًا..
 
و"محمد بيومي" هو منْ قام بتصوير فيلم "في بلاد توت عنخ أمون" سنة 1923، ويعتبره د. "أحمد الحضري" أول فيلم مصري روائي طويل، وهو من إنتاج "فيكتور روستي" المحامي، وتصوير "محمد بيومي"، ةبطولة الفنان "فوزي منيب"، والإيطالي "أرستيدي هاج أندريا".. كما أنه صوَّر أيضًا خبر عودة "سعد زغلول" من المنفى، وافتتاح البرلمان المصري، وهو من مواليد "طنطا" سنة 1893، وتخرَّج ضابطًا سنة 1915، ولكنه كان يعترض على تنفيذ أوامر الضباط الإنجليز أثناء خدمته في "السودان" و"فلسطين"؛ فأُحيل للاستيداع سنة 1918، ولما كان التصوير الضوئي هوايته، فقد سافر إلى "ألمانيا" لمتابعة المعارض المعنية بالتصوير الفوتوغرافي، وقد جذبه هناك معرض "ليبزج"، وخاصة قسم آلات التصوير، وعزم على دراسة كل شيء عن فنون السينما حتى عاد إلى "مصر" في أكتوبر سنة 1921، عازمًا على إحياء صناعة سينما مصرية. وعرض "بيومي" على بعض الأثرياء الفكرة، ولكن أحدًا منهم لم يتحمس للفكرة؛ لتخوفهم من فشل المشروع؛ فقرَّر أن يعتمد على نفسه، فاستحضر المعدات اللازمة من "ألمانيا" بمساعدة المصوِّر "بارنجر"، وبدأ مشروعه الطموح بإخراج جريدة سينمائية إخبارية بعنوان "جريدة آمون"، كان يقوم بكل ما يلزمها من مهام من تصوير، وتحميض، وطبع، وتركيب..
 
و"جريدة آمون" قدَّمت ثلاثة أعداد فقط في عام 1923، وصوَّرت عودة "سعد زغلول" من المنفى، وخروج "عبد الرحمن فهمي بك" من السجن، وافتتاح البرلمان المصري..
 
ثم انتقل "بيومي" إلى إنتاج أفلام روائية مصرية قصيرة، كان يقوم فيها بدور المؤلِّف، والمخرج، والمصوِّر، والمنتج..
 
كان هناك إتصال بين "محمد بيومي" و"طلعت باشا حرب"، حيث طلب الأول من الثاني أن يقوم بتصوير فيلم عن المبنى الجديد الخاص بالبنك منذ وقت ابتداء العمل فيه وحتى نهايته.
 
ومن الأفلام التي أخرجها "محمد بيومي"، فيلم "البشكاتب" من تصويره وإخراجه وتأليفه، وتمثيل وإنتاج "أمين عطالله" مع "أديل ليفي" و"بشارة واكيم" و"علي طبنجات".. وكان مقر عمل "بيومي فوتو فيلم" بشارع "جلال" الموازي لـ"عماد الدين".
 
وقام "طلعت حرب" بإنشاء قسم للسينما، جعله تابعًا لشركة إعلانات "مصر"، ووكَّل العمل فيه لـ"محمد بيومي"، والذي صوَّر أفلامًا عن زراعة قصب السكر، وفتح البرلمان، واستقبال أعضاء المؤتمر الجغرافي الدولي. وقد قام "بيومي" بعد ذلك ببيع مصنعه "بيومي فوتو فيلم" لبنك مصر، وعمل به موظفًا متولِّيا إدارته..
 
نتوقف هنا عند فيلم "برسوم يبحث عن وظيفة" لـ"محمد بيومي"، وهو الفيلم الذي لم يكتمل، نتيجة وفاة ابنه "أحمد"، وباقي سيرة رواد المجتمع المصري القديم..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :