الأقباط متحدون | الديكتاتورية الثورية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٥٥ | الأحد ٦ مارس ٢٠١١ | ٢٧ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الديكتاتورية الثورية

الأحد ٦ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
تقوم الثورات ليخرج الحكام الديكتاتوريين ويبقى الشعب الديكتاتوري، فيبدأ الشعب في فرض آرائه بحجة الديكتاتورية الثورية- عفوًا الشرعية الثورية. وثورة يوليو أطاحت بالحياة الديمقراطية، وأتت لنا بأعظم ديكتاتور في تاريخنا، وثورة يناير أخرجت الديكتاتور، وأخرجت أعوانه، وأخرجت الشعب من القمقم، والمثل الشعبي بيقول: "إللي يحضَّر العفريت يصرفه، وإن ما صرفهوش يتحمل أذاه".
وسأقول وأكرِّر، إن الثورات يقوم بها الأشراف، ويرثها الأوغاد، ومحاكمة النظام مطلب جماهيري؛ لأنه فسد وأفسد وسرق ونهب لثلاثين عامًا، ومحاكمة من طأطأ رأسه للنظام، فتركه يفسد وينهب مطلوبة أيضًا؛ لأن لولا الضعفاء والمتهاونين في حقوقهم ما صار هناك ديكتاتور، ولولا الموج ما تكونت بحور، و"مصر" رائعة حقًا متى تثور، ولكن لا تُزرع الأرض في ظل الفيضان، وإنما بعده. فيجب أن يهدأ النهر وتنحسر ماؤه حتى نزرع ونصنع، فليس الحل في استمرارية الثورة، وإنما في استثمارها.
أنا لست خائن، ولا عميل، ولا ضد الثورة، ولا ضد بقائها؛ فالثورة سلوك قد نتبعه في أعمالنا وليس طريقة لفرض آرائنا.. فليس شرط أنك من الثوار، وأنك ثرت، أن تكون على صواب دائمًا وغيرك على خطأ دائمًا!! فليس كل من ثار على حق، وليس كل من لم يثر على حق، و"مصر" أوْلى بنا من أن نتقاتل ونُخوِّن بعضنا البعض.. ولا تنسى أن صوتك العالي هو الذي يعطيك قوة، وأخلاق الآخرين العالية هي التي تعطيك فرصة لفرض رأيك. فلولا قبول الجيش التغيير، ما كنت تستطيع أن تستمر في المطالبة بالمزيد، ولولا صمت الأغلبية؛ ما كنت ستأخذ حق التعبير عن الشعب. لكنهم صمتوا حتى وهم يروك تقول ما لا يؤمنون به، وتريد ما لا يريدونه! وهم يدفعون الثمن وأنت تجني ثمار جرأتك وأسبقيتك.
وليست الشطارة هي هدم الدولة وإنما إسقاط النظام. وليس عليك أن تكون دائمًا صح.. فاقبل رأي غيرك، وإلا ستكون أنت الآخر ديكتاتورًا سيأتي عليك يوم يثور عليك آخرون كما ثرت أنت على الديكتاتور. فخذ من حياة من أطَحَت بهم عبرة، وإلا فأنت الخاسر كما خسروا هم، حينما لم يعتبروا من حياة سابقيهم. فمن لم يعتبر بمقتل "السادات" في ثانية قُتِل هو في (18) يوم قتلًا أدبيًا ومعنويًا، كان في غنى عنه، لكنه نسى أن الكفن مالهش جيوب.. فياريت أنا كمان ما أنساش أن المقالة قاربت على الانتهاء، ولا داعي أن أثقِّل عليك أكثر من هذا، فأنت بحاجة لأن تغيِّر هدومك وتلحق تنزل الميدان عشان تطالب بأن تبقى الشمس مشرقة على طول، ولا تغرب من على ميدان "التحرير"، وإلا ستكون فاسدة!
المختصر المفيد، ليس كل ما يلمع ذهب.
 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :