الأقباط متحدون | الهجوم المضاد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٧ | الجمعة ١١ مارس ٢٠١١ | ٢ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الهجوم المضاد

الجمعة ١١ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: حمد الحناوي
النظام الذى طالب الثوار بإسقاطه لم يستسلم. سقطت بعض رموزه وهياكله الخارجية لكن قلبه ما زال ينبض. ويده الخفية التى تولت ترويع المواطنين وحولت الوطن إلى رهينة، أصيبت بالشلل. لكن اليد المشلولة ما زال يحركها عقل يدبر، وجسم قادر على الحركة، هو الجهاز الذى كان يسمى جهاز أمن الدولة، وهو الآن محور الربط بين عناصر الثورة المضادة. وأخشى أن يكون ذلك العقل المدبر هو الأكثر إدراكا لنقاط الضعف فى بنية المجتمع، والأقدر على التخطيط للنفاذ منها لضرب الثورة وإجهاضها قبل أن تكتمل.
النظام القديم ينقض بشراسة، ويحاول هدم المعبد، وهو يعرف كيف يثير الفتن الطائفية، ويحشد تيارات التخلف الثقافى المعادى للمجتمع والمناهض للتاريخ. لديه جيش من البلطجية والمجرمين كان يحتفظ به لتنفيذ مخططاته. ولديه من ميزانياته السرية وما نهبه من الأموال ومن مخزون الأسلحة ما يستطيع استخدامه. وسط هذه الظلمة لا نفقد الأمل، فالهجمات والاشتباكات الأخيرة فى أطفيح ومنشية ناصر، تثبت أن قيادة هذا الهجوم المضاد تعانى من عمى سياسى، يكشف عن مواقعهم وخططهم. ويلقى ضوءا قويا على الثغرات التى تنفذ منها.
القضية الآن هى سد تلك الثغرات، والتقدم لاستكمال الثورة. والثغرات ليست مجهولة، وأهمها الحساسيات الدينية، وما يتبعها من حساسيات تجاه أوضاع المرأة. وقد نجح ثوار التحرير فى إقرار وحدة وطنية على الأرض، حيث اختلطت دماء المسيحى والمسلم، والمرأة والرجل. لكن تراث العقود الماضية وثقافة التخلف يهيئان لاستخدام الشائعات المثيرة لتحريض الجهلة ودفعهم لارتكاب أعمال التخريب والفوضى. يضاف لذلك مقاومة قرارات السلطة العسكرية، بدفع رجال الأمن إلى مقاومة عودة الأمن، والمراوغة  فى تنفيذ قرارات كإعادة بناء كنيسة هدمت، وعرقلة الإفراج عن قادة دينيين مسيحيين بعد الإفراج عن زعماء تيارات إسلامية.
ثغرة أخرى تسمح بهذا وتيسر حدوثه، هى أن السلطة العسكرية وإن كانت لا تعانى نفس العمى السياسى، إلا أنها قد لا ترى المشكلات إلا بعد حلول الظلام. وبهذه الرؤية الليلية اعتادت تلك السلطة أن تسلم بمطالب الشعب تحت ضغط الاحتشاد فى الشارع. وقد أرست بهذا قانونا غير مكتوب، يقول أن من يخرج إلى الشارع تتحقق مطالبه. وقد يكون للسلطة العسكرية عذر لكثرة أعبائها، والحقيقة أنها تتصرف بمنهجية عسكرية بحتة، تعمل على احتواء العدو الذى لا تقهره ضربة قاضية. وقد رأيناها أكثر من مرة تضغط على الثوار وقد تقبض على بعضهم، وعندما تكتف تمسكهم تتراجع وتعتذر.
اليوم تحقق الثورة المضادة بعض أهدافها، حين تتسبب الفوضى التى تثيرها فى دفع المجلس العسكرى الأعلى إلى تصفية اعتصامات ميدان التحرير، والأولى أن تركز على إعادة الأمن بتصفية البلطحية ومثيرى الفوضى. وأخطر من هذا أنها تلتزم حتى الآن طريقا رسمه النظام القديم للإبقاء على جوهر بنائه مع تغيير شكله، بتعديل بعض مواد الدستور والإبقاء على كل ما عداها، واستبدال بعض الأشخاص. ولا بد من تغيير هذا المسار إثباتا للمصداقية، وتأكيدا للوقوف بجانب الثورة والثوار، ونفيا لأى نية لإعادة بناء النظام القديم.
عودة الأمن إلى ربوع البلاد، لن تحققها أجهزة كل مهاراتها إتقان التعذيب والتآمر. ومع ذلك، لا يجوز أن تتأخر عودة الأمن، ولا بد من قرارات حاسمة تبدأ بضبط مثيرى الفوضى وعدم المساس بحقوق التظاهر والاعتصام. بجانب ذلك يجب ضبط المسئولين عن التعذيب وإحراق الكنائس، ومحاكمتهم فورا وبصورة علنية، كإعلان صارم عن اتجاه لبتر اليد الخفية، التى كانت قادرة دائما على أن تروع الناس حتى وهم فى المهد، أو فى أرحام أمهاتهم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :