الأقباط متحدون | "مائة يوم في السجون الإيرانية"-صوتُ من لا يُسمع صوتهم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:١٣ | الأحد ١٣ مارس ٢٠١١ | ٤برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"مائة يوم في السجون الإيرانية"-صوتُ من لا يُسمع صوتهم

dw-world | الأحد ١٣ مارس ٢٠١١ - ٤٧: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

صدر بالألمانية كتاب"مئة يوم في السجون الإيرانية" للأديبة الأمريكية الإيرانية الأصل روكسانا صابري. وتحكي صابري في كتابها عن تجربتها في السجون الإيرانية وعن وسائل التحقيق ونزع الاعترافات من السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي
 
في ساعات الصباح الباكرة من أحد أيام السبت تستيقظ روكسانا صابري على رنين متواصل ومُلح لجرس باب منزلها في طهران، فتتحرك نحو الباب بخطوات متثاقلة وهي ما تزال بين النوم واليقظة. وما أن تفتح الباب حتى يندفع إلى داخل المنزل أربعة من رجال المخابرات الإيرانية. وفي تلك اللحظة يبدأ بالنسبة إليها زمن مجهول العواقب، دون أن تدري أي ذنب اقترفت. روكسانا تقاد إلى زنزانة منفردة، ويبدأ معها تحقيق بتهمة التجسس في إيران لصالح الولايات المتحدة، وتمر بعدد من أنواع التحقيق المصحوبة بالتهديد والوعيد، وتكون في غالب الأحيان معصوبة العينين، وترغم على الإدلاء بشهادات تهدف إلى إثبات التهم الموجهة إليها. وهكذا تعيش أياما وليالي في جو من الرعب والتهديد بالسجن المؤبد أو حتى بالقتل إن لم تستجب لطلبات المحققين. وتتعرف خلال مكوثها في السجن ونقلها من زنزانة إلى أخرى على عدد من النساء المظلومات اللواتي وضعن خلف القضبان دون أي ذنب، وتتعلم منهن، كما تسرد في كتابها، شيئا أساسيا في الحياة، وهو عدم الخوف من قول الحقيقة.

"قررت أن أنقل صوت من لا يسمع صوتهم"

وبعد إطلاق سراحها إثر تدخل مكثف من شتى الأوساط الدولية ومنظمات حقوق الإنسان دأبت روكسانا على تدوين الأحداث والتجارب التي مرت بها منذ اعتقالها وحتى إطلاق سراحها، ووضعت هذا كله قي قالب سردي شيق ومؤثر يشد القارئ لمرافقة السجينة في كل تحركاتها ومشاركتها أفكارها ومخاوفها وتساؤلاتها. والهم الأكبر لـروكسانا صابري لا يكمن في تدوين نص أدبي، إنما في وضع صورة مجسمة للأوضاع السائدة في المجتمع الإيراني والمعاناة والظلم في المعتقلات والسجون، لهذا اتجهت أفكارها لدى إطلاق سراحها نحو تلك النسوة السجينات اللواتي تعرفت عليهن خلف القضبان، وكما قالت في حديث مع دويتشه فيله " أول شعور اعتراني لدى إطلاق سراحي، هو السعادة العميقة لاستعادتي حريتي ، لكنني شعرت في نفس الوقت بالحزن الشديد للنساء اللائي خلفتهن في السجن، لأنني أعتقد أنهن يستحقين الحرية مثلي، وكن قد عوقبن لمجرد تمسكهن بحقوق أساسية للإنسان." و عبرت روكسانا عن عزمها على المضي في الدفاع عن حقوق السجناء المظلومين " قررت بعد أن نلت حريتي أن أستخدم حريتي لأنقل صوت من لا يسمع صوتهم".

"من الضروري نشر الحقائق في المجتمعات المغلقة"

مظاهرات في إيران من أجل الحرية والديمقراطية

روكسانا صابري هي صحفية، والدها إيراني وأمها يابانبة، وكانت بعد إتمام دراستها في الولايات المتحدة قد سافرت إلى إيران من أجل التعرف بشكل أعمق على وطن والدها ونقل صورة عنه من خلال تجاربها الشخصية. ومكثت في إيران سبع سنوات، مارست خلالها الصحافة وبدأت بتأليف كتاب عن إيران يستند إلى أحاديث مع أفراد من شتى الطبقات والميادين، مما أثار ريبة النظام الحاكم فوضعها تحت المراقبة. وعلى الرغم من أن شعورا خفيا كان يساورها بأنها معرضة إلى الخطر استمرت في عملها، فكما تقول:"كنت أعرف أن هناك مخاطر في إيران وأن العمل الصحفي فيها بشكل عام محفوف بالمخاطر إذا قارناه بعملنا في أمريكا أو أوروبا، لكنني كنت مؤمنة بأن من الضروري في إيران والمجتمعات المغلقة الأخرى أن يمارس الصحفيون عملهم بنشر الحقائق للآخرين وإلا فلن تتسرب معلومات كافية عما يجري هناك."

"التعذيب الأبيض"

في كتابها لم تذكر روكسانا صابري أنها تعرضت للتعذيب الجسدي، لكن هناك كما تقول حالات كثيرة تشير إلى حدوث تعذيب جسدي، وحالات اغتصاب جنسية وإعدامات في السجون الإيرانية يقع ضحيتها أيضا سجناء سياسيون. وعلاوة على التعذيب الجسدي يوجد ما يسمى بالتعذيب الأبيض، وهو كما تضيف "يحدث غالبا، لكنه لا يترك آثارا على الجسد، إنما يخلف ندوبا في العقل والوعي. وهو خليط من الترويع والعزل والاستغلال يجعل السجين يشعر بأن كرامته قد سلبت ويتمنى أن لا يكون قد جاء الى الحياة."

وتواصل روكسانا صابري أيضا العمل الذي كانت قد بدأته خلال وجودها في إيران، وشكل أحد أسباب اعتقالها لأن السلطات الإيرانية التي اعتقلتها ادعت أنه غطاء لنشاط تجسسي كانت تمارسه لصالح الولايات المتحدة، وهو أمر لا صحة له بالمرة، كما تؤكد صابري في حديثها " فالكتاب كان يعرض قصصا لأفراد من المجتمع الإيراني وكنت أسعى أن أستعرض حياتهم بعيدا عما نسمعه في وسائل الإعلام ليكون بوسع القارئ التعرف على إيران بشكل أفضل" .

"الثورات العربية تروم مستقبلا أفضل"

وفي نفس الوقت تواصل صابري الحديث عن حقوق الإنسان في إيران وتكتب مقالات في الصحف حول ذلك وتعبر عن ارتياحها لتزايد الاهتمام  بما يجري داخل إيران، وتتجه أنظار الصحفية والكاتبة روكسانا صابري أيضا إلى الثورات في العالم العربي وتقول:" المتظاهرون في العالم العربي يريدون حكومات أكثر شفافية وتتمتع بالمصداقية، ويريدون انتخابات حرة وعادلة واقتصادا أفضل والمزيد من العدالة الاجتماعية والمشاركة الفعلية في تقرير مصير بلدانهم، وهذا قاسم مشترك يجمعهم بالمتظاهرين في إيران".

وتعبر صابري عن ارتياحها للصدى الإيجابي الذي حصل عليه كتابها في ألمانيا، والتي قدمت إليها بمناسبة صدوره بالألمانية، وكان قد ترجم ونشر بعدة لغات أوروبية أخرى، ثم تقول وفي لهجتها مسحة من الحزن "إن كتابي  سيترجم وينشر بالفارسية أيضا  لكنني أعتقد أنه لن يسمح بتداوله بشكل رسمي".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :