الأقباط متحدون | قانون الغابة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٠٧ | الاثنين ١٤ مارس ٢٠١١ | ٥ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قانون الغابة

الاثنين ١٤ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : زكريا رمزى
شىء لا يستطيع أن يتقبله عقل الألفية الثالثة ، حكاية لو روتها أساطير الأولين لن يصدقها السامع ، الحكاية منذ بدايتها علاقة بين شاب " قبطى " وفتاة " مسلمة " ـ قد تكون حدثت أو إنها إشاعة ككل الشائعات ـ وهى تحدث مئات المرات كل يوم ، لكنها هذه المرة مختلفة فهى بمثابة العار على الأكثرية التى لا تشعر بوجودها دون كرامة حتى ولو بإذلال الآخر ( الأقلية ) مع أن مثل هذه الحوادث تحدث بطريقة عكسية ونتائجها تكون بتغيير الضحية دينها وهنا تصمت الأقلية ، لكن فى روايتنا يكون العقاب جماعى على كل الأقباط بداية من حرق كنيستهم وهدمها والشروع فى تحويلها إلى مسجد والغريب أن الذى شارك فى هذا العمل الغابى آلاف وليسوا قلة، ثم الاتجاة الى إحراق منازل ومحلات الاقباط بعد سلبها وتهجير أهلها إلى خارج القرية والدعوة الى تحويل القرية الى مكان  إسلامي ،

وتسير فصول الرواية إلى تصميم هؤلاء الجناة على عدم بناء الكنيسة مرة أخرى فى مكانها متحدين كل قوى تقف امامهم وكأنهم فى حرب ضد طغاه ، متحدين  الجيش فى ذلك وكل الشرعية ، ثم تنتهى فصول الرواية الحزينة بمجالس عرفية من هنا وهناك لإقناع الجناة بترك مكان الكنيسة متكرمين ليتم بنائها مرة أخرى فى مكانها ، وتتناقل الجلسات بين حين وآخر وكأننا فى صلح حربى بين طرفين الى أن يتم التوصل إلى حل عرضه مجموعة من الشيوخ فى جلسة الصلح العرفية مأكدين أن هذه القرارات تنبع من اقتناعهم بالشرع وليس من نتاج الضغط وأنهم يظهرون سماحة الإسلام فى هذه القرارات وعدالة الشريعة الإسلامية . هذه هى الرواية يا أصدقائى باختصار بالله عليكم لو سألنا الناس من مينا موحد القطرين الى احمس فكليوباترا أن ذلك يحدث فى مصر فى القرن 21 هل سيصدقون ؟ وماذا سيكون رد فعلهم ؟ أظنهم سيعتقدون اننا فى عصورما قبل التاريخ عصور  الحجر والغابة وسينظرون إلينا نظرة علوية ويصفونا بالتخلف واننا مازلنا فى عصور ما قبل الانسان . الاكثرية دائما يتمتع أصحابها بالتعقل وليس بالتهور ، ودائما ما تكون الأقليات هى سبب المتاعب للأكثريات فى كل دول العالم ، ماعدا فى مصر الاقلية تتلقى كل حين والاخر وليس بينهما مسافة كبيرة ضربات موجعة ، وليس من حقها الاعتراض لان كل الامور تؤول الى نظرية المؤامرة وخطأ المجنى عليه .

لأن الأقلية لم تضبط أداء كل فرد فى جماعتها حيث أن  أى خطأ يصدر من أى فرد منها  ستعاقب الجماعة كلها . إن للغابة قانون تصير عليه هو أن يكون الضعيف دائما صيدا سهلا للقوى ، لكن الطبيعة دائما تعطى الضعيف وسائل بها يستطيع ان يدافع عن نفسه ، القوة ليست فى كثرة العدد وإنما فى السلوك الحضارى المتمدين الذى يحكمه القانون ، لكن عندما يحيد سلوك الاكثرية ويضعون قوانينهم الخاصة لمعاقبة الاقلية بها ، اذا نحن فى غابة ، اقولها وانا كلى آسى ، عندما تطالب الأكثرية  بمسامحة الجانى وتتطرف الى ان تجعله يملى  شروطه فاننا فى غابة حقيقية ، عندما يفلت الجانى من العقوبة ويعاقب المجنى عليه فاننا هنا فى قلب غابة حقيقية حتى ولو تكلمت الثعالب بلغة الحملان




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :