الأقباط متحدون | الرقص مع الفساد.. ازدواجية قيم المصريين في كتاب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٠٥ | الاربعاء ١٦ مارس ٢٠١١ | ٧ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الرقص مع الفساد.. ازدواجية قيم المصريين في كتاب

الاربعاء ١٦ مارس ٢٠١١ - ١٩: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتبت: ميرفت عياد
أصدر "دار العين" للنشر كتابًا جديدًا تحت عنوان "الرقص مع الفساد"؛  للباحث الدكتور "محمد رؤوف حامد"، يقوم بجولة تحليلية عن الفساد، وعن عمليات مواجهته، طارحًا العديد من الأسئلة حول ماذا تختار من موقف لنفسك بشأن الفساد؟ هل تقبله أم تجابهه؟ هل تسمح لنفسك، أو لزميلك أو لرئيسك بممارسة الفساد الصامت؟ أو التبريرات الداعمة للفساد؟

وينقسم الكتاب الذي يقع في حوالي 160 صفحة إلى خمسة فصول، يناقش الأول تأصيل الفساد في الكتابات العلمية المتخصصة، من حيث مفهوم الفساد وخصائصه ونظرياته وانعكاساته، ويتناول الثاني البنية الرئيسية للفساد، من حيث أشكال وأساليب التبرير كقوة دفع وتغطية للفساد، ويتحدث الثالث عن مقاربة علمية لمجابهة الفساد من حيث القوانين والاستراتيجيات المطلوبة لمواجهة ظواهر الفساد المتعددة، ويبرز الرابع نقطة الانطلاق التي يتم منها التصدي للفساد، حيث يقوم باستعرض حالات واقعية في "سنغافورة"، و"السويد"، و"مصر" للتطهر ومقاومة الفساد، ويقدم الفصل الخامس نموذج حى لحالة فساد قائم.

التعاظم الراهن للفساد
ويؤكد المؤلف في مقدمة الكتاب؛ على أن منذ ربع قرن، لم يكن من الممكن لأي من المهتمين بالشأن المصري العام أن يتخيل احتمالية وصول البلاد إلى وضعية التعاظم الراهن للفساد، أما الآن فالمفاجئة أن جهودًا مؤسسية على مستويات قيادية مسئولة، تحيك الإمكانات والوسائل في صالح تمرير الفساد والتغطية عليه.
وبينما أدى ذلك الى حماية المفسدين، وإستمتاعهم بالإرتقاء، استنادًا إلى ما حصلوا عليه بالفساد، فقد أدى أيضًا إلى إحباط المقاومين للفساد، وإلى لجوء بعضهم إلى الموائمة مع ما يجري، ومع ازدياد نشاط الفساد، تزايد تعويق وترهيب المتمسكين بالتصدى للفساد. ذلك فضلاً عن سلاسل من التدهورات المؤسسية التي لم تحدث بالصدفة.

ازدواجية عنيفة في القيم
ويشير الكاتب إلى أن المصريين يعيشون ازدواجية عنيفة في القيم؛ الجميع يتحدث عن الفساد ويمقته، بينما الفساد يمرق عبر الجميع مع تحاشي معظم هذا الجميع للمواجهة، عملا بمبدأ "من خاف سلم"، حيث تترك مقاومة الفساد لقلة باسلة، تتحمل استمرار النضال ضده، رغم التحولات غير الشرعية الحادثة، والتي تؤدي إلى إنقاذ وتكبير المفسدين، وتحويل المقاومين للفساد إلى متهمين، من هذا المنظور أصبح "الرقص مع الفساد" هو الوضع السائد. الجميع يرفضونه، والغالبية تحجم عن مواجهته، بينما هو يمرق ويستفحل. إنه أمر لا يستقيم مع العدالة والمصالح الوطنية ولابد من وضع نهاية له.

مجتمع يتمتع بالشفافية
ويوضح الكاتب أن إذا كنت تعيش أو تعمل في مناخ قليل الفساد، فأنت محظوظ، حيث  في الأغلب لن تقبل اللعب (أو الرقص) مع الفساد. ذلك إما لأنك إنسان ناضج وتراعي الصالح العام، أو لأنك تخشى من عواقب اكتشاف الأمر، لأنك تعيش  في مجتمع يتمتع بالشفافية، والفاسد في مثل ذلك المجتمع يسبب العار لنفسه ولعائلته، إذا ما جرى اكتشاف أمره، وأنت، بالطبع، لست فاسدًا أو متوائمًا مع الفساد، أما إذا كنت تعيش أو تعمل في مناخ متشبع بالفساد، فإن الأمر قد يكون مختلفًا. ببساطة لأنك قد ترى أن عليك أن تفعل ما يفعله الآخرون، وذلك كما تقول نظرية "كيف يلعب الآخرون"، إنك هنا ترقص مع الفساد، وستغيب عن الوعي، أقصد تغيب عن الشرعية أو تغيب الشرعية عنك وعن من معك، وعن مؤسستك، وفي النهاية عن مجتمعك ككل، عندها سيسقط الجميع، وتسقط أنت مهما كان لك من حصانة بالمال أو الجاه، حيث، كما تعرف الآن، سيتآكل الأمن الإنساني، ويعجز المجتمع ويتفتت، وتتأخر البلاد وتصبح عرضة للانتهاك، داخليًّا وخارجيا، لكن ربما أنت تعيش أو  تعمل في مناخ متشبع بالفساد، ومع ذلك فأنت ضد الفساد، وتريد أن تجابهه. في هذه الحالة فإن هذا الإصدار يمكن أن يكون ذا فائدة لك.

جدير بالذكر أن مؤلف الكتاب هو الدكتور "محمد رؤوف حامد" باحث وكاتب مصري، أستاذ علم الأدوية بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، عضو مؤسس بالجمعية القومية للتنمية التكنولوجية والاقتصادية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية. وله مؤلفات عديدة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :