الأقباط متحدون | المجتمع العربى وحرية التفرد والأبداع 4
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:١٨ | الأحد ٢٠ مارس ٢٠١١ | ١١ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

المجتمع العربى وحرية التفرد والأبداع 4

الأحد ٢٠ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سامح سليمان
إن أغلب القنوات المحليه والفضائيه بمختلف فقراتها وبرامجها ـ خاصةً برامج " التوك شو " ـ والصحف والمطبوعات ودور النشر
والمؤسسات،التى من المفترض انها تسعى للتثقيف والتنوير واحداث حراك سياسى وفكرى وعلمى و ثقافى، تتكالب وتتهافت على تقديم   الهزل و الهراء وصراع الديكه وروث الافكار وتكريس تقديس الثوابت الاصنام الثقافيه والترويج للمعتقدات الغيبيه الخرافيه الهزليه . فالحقيقه أنه فى الغالب لا توجد مؤسسه واحده لا تهدف إلا لتحقيق أكبر قدر وعائد من الربح المادى بغض النظر عن طريقة الحصول عليه ، وعن ودرجه العفن والغوغائيه والضحاله والتفاهه والسطحيه والأسفاف والابتذال المتوفره بكثافه فى شخص مقدم البرنامج  وفى الماده المقدمه، وأكبر دليل على ذلك عدم وجود قناه فضائيه أو برنامج اذاعى أو برنامج علمى او مؤسسه أو جريدة او مجله تثقيفيه واحده، وأقصد بكلمه تثقيفيه : عرض وتقديم المفهوم والمنظور الأنسانى التقدمى النهضوى الشامل المتكامل للثقافه ، وليس المنظور العربى البدوى القبلى للثقافه . فالمفهوم العربى للثقافه انها تعنى الشعر و الأدب والبلاغه اللغويه التعبيريه الانشائيه ، بينما المفهوم و المنظور الانسانى التقدمى للثقافه من وجهة نظرى يعنى النظر للانسان ومخاطبته كوحدة واحدة متكامله ، و تقديم كل ما يمت للانسان بصله و يساعد على احداث تطور علمى و تكنولوجى و نضج فكرى ونفسى و رقى اخلاقى للمجتمع ، حتى إن اختلف مع ما هو سا ئد .
بمعنى تقديم كافه الأيدلوجيات الفكريه والنظريات العلميه والعلوم المختلفه ـ خاصه العلوم الانسانيه المغيبه عن غايه وقصد، والمحتقره
والمرذوله فى مجتمعنا بالرغم من أهميتها الشديدة و القصوى كعلم النفس والأجتماع بمختلف فروعهم و الفلسفه بمختلف مدارسها ـ  بصورة سلسه مبسطه لا تخل بالمعنى والمضمون وتحقق فى ذات الوقت الهدف المرجو منها وهو خلق مجتمع علمى ناضج قادر على التحليل و التقييم والتصنيف والرفض بحريه ، مجتمع لا يقبل اى مبدء او فكرة او قيمه الا بعد الفحص والتمحيص و التدقيق الشديد .
جابر عصفور : ـ التثقيف السلبى يهدف الى العودة بالمجتمع الى الوراء والسير عكس عقارب الزمن ، وذلك على نحو يجعل الاطار المرجعى للحركه هو الماضى الذى يغدوا بمثابه الاصل الذهبى الذى ينبغى ان يقاس كل شئ عليه،وذلك على نحو تغدو معه حركه التاريخ حركة انحدار ، والتخلف هو النتيجه الحتميه لهذا النوع من عمليه التثقيف التى تقترن بشيوع التعصب و هيمنه طبائع الاستبداد الدينى
والسياسى والفكرى على المؤسسات القائمه بعمليه التثقيف،فتشيع السلطه السياسيه بواسطه اجهزتها القمعيه والايدولوجيه ثقافه الاجماع  والاذعان وألطاعه ورفض الاختلاف و تقديس الحكام ( اولى الامر ) والذين لا يجوز الخروج عليهم حتى وان جاروا ، كما يقول المذهب السلفى . وتتحالف القوى الدينيه مع السلطه السياسيه فى الاعتماد على مبدء التعصب ومن ثم نبذ المختلف والقضاء عليه ماديا و معنويا وحتى عندما يحدث صدام بين القوى السياسيه و القوى الدينيه او ينشأ صراع على السلطه فان المبدئ العامه الحاكمه تظل واحدة ما ظل الجامع بين هذة و تلك هو الاصوليه التى لا تفارق طبائع الاستبداد سواء كانت هذة الاصوليه اصوليه المجموعات الدينيه المتحالفه مع الدوله التسلطيه او المعاديه لها ، او اصوليه الدوله التسلطيه التى تظل ملتصقه بهذة الصفه ما ظلت معاديه للحراك السياسى و تبادل الحكم متمسكه برفض الاختلاف و التعدديه ، كارهه للديمقراطيه الحقيقيه ، رافعه شعارات براقه بلا مضمون حقيقى ، او مقيمه انتخابات لا تخلو من تدخل ادوات الدوله القمعيه ، ويوازى ذلك على المستوى الاجتماعى شيوع قيم التراتب الذكورى البطريركى الذى يجعل الكبير افضل من الصغير على الاطلاق ، والذكر افضل من الانثى فى كل الاحوال ولا يفارق ذلك المستوى الفكرى خصوصا حين يتجاوب مع ذلك كله العقل التقليدى الذى يغدو عقلا جمعيا ، يؤدى الى تقليد اللاحق للسابق سياسه و فكرا و ادبا و فنا و دينا . " الاهرام 9/9/2009 "
إن أسوء ما يحدث فى مجتمعاتنا العربيه التأمريه الغوغائيه الكئيبه التعيسه سيئه الحظ ـ بخلاف التفشى السرطانى لمختلف الأمراض الجسديه والفكريه والنفسيه والأجتماعيه وهجرة العقول الفعاله التفاعليه المبدعه وتقييد وكبت ومصادرة جميع الحريات بمختلف أنواعها وطرق التعبير عنها، والتزايد المستمر للصراعات العرقيه والدينيه والمذهبيه ـ هو النمطيه والتنميط وصنمية العقول والأذهان والتطابق والتكرار الخانق لطبائع الشخصيات لدرجه الكفر بالتفرد والأختلاف والتحول الى نسخ كرتونيه كربونيه معدومه الهويه والذاتيه والتميز ، عاشقه للتوحد والتماهى والمحاكاة لما هو سائد ومقبول ويتم تلقينه والدعوه اليه من أفكار و رؤى بدون مناقشتها أو فحصها وبغض النظر عن ما تحتويه من قيم حياتيه ومبادئ أنسانيه تقدميه ومنطق وعقلانيه أو خرافه وجهل وجنون .كائنات مفتقره بشده الى القدره على الأستقلاليه والرفض الحاسم لقبول ما لا يتناسب مع طبيعتها وتوجهاتها من أفكار وعقائد ومعتقدات بدعوة أن هذا ما وجدنا عليه 
أباؤنا وأجدادنا وهذا ما أجتمعوا على صحته ومنطقيته وصوابه وهذا ما أوصونا بتطبيقه وفرضه وتلقينه وتنشئة أبناؤنا عليه،
والتمرد والخروج عن المعتاد والمألوف والتفرد والإبداع،شديدة البلاده والضأله والضحاله والتفاهه العقليه،شديدة التقوقع والتشرنق بداخل رؤيه أو نسق فكرى أو منظومه قيميه أو اطار من العقائد والمعتقدات والتوحد معه وإعتباره بمثابه قانون ودستور للحياة ومرجعيه صائبه اعجازيه مقدسه محصنه معصومه صالحه لكل زمان ومكان ولا تشوبها شائبة الخطا أو الزلل أو أجتناب الصواب أو أنتهاء الصلاحيه أو حتى عدم ملائمة أو مواكبة ما تحتويه من أفكار وقيم للتغيرات المستمره فى الحياه والفرد والمجتمع،وينبوع للعلم والفهم والمعرفه والتقدم والنهضه والنهوض من كبوتنا ورقادنا والسير بركاب الأمم المتقدمه المتطوره المستنيره  وأخضاعها وأحتلالها ـ بأستخدام السلاح أو بواسطة الكذب والدهاء والتلون والأنتشار والتغلغل التدريجى فى حالة الضعف أو عدم تكافئ القوى  ـ وأستعبادها وسلبها ونهبها وهدم وتدمير ومحو تاريخها وحضارتها ، وأذلالها وفرض كافة أفكارنا وقيمنا ومعتقداتنا وعقائدنا عليها إن واتتنا الفرصه لذلك ، لأحتوائه على كافه الحلول لجميع مشاكلنا وأزماتنا وقضايانا الحاليه والمستقبليه،وأيضاً أحتوائه على كافة الأفكار والعلوم والنظريات والأكتشافات السابقه والحاليه والمستقبليه، وقاعده مرجعيه ومحور أرتكاز لجميع التوجهات والمنطلقات والنظريات والتيارات والقيم والأفكار والمعتقدات والعقائد المختلفه،وقاعده للقياس والتقييم والتصنيف وقالب نموذجى لا يجوز الأعتراض عليه أو رفضه أو نقده أو مراجعته أو حتى الأختلاف عنه،هذا بخلاف تكرارية الدوران العبثى المستمر فى حلقه مفرغه ودائرة مغلقه بالنسبه لمختلف الأراء والقناعات والتقاليد والنظم والقيم والأيدلوجيات.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :