الأقباط متحدون | هوامش على دفتر الثورة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:١٤ | الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ | ١٩ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هوامش على دفتر الثورة

الاثنين ٢٨ مارس ٢٠١١ - ٤٤: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عبدالمنعم عبدالعظيم
أشك أن عودة عقارب الساعة إلى الوراء بعد ثورة 25 يناير من المستحيلات، فإن النظام السابق كان هشًا لدرجة إنه انهار بمجرد نفخة من شباب "التحرير".. إنه الانكسار الحاد الذي تعلَّمناه من نظرية منحنى الكفاية الحدية في الاقتصاد.

كان شباب الثورة هم وقودها، وروت دماؤهم الذكية ساحة هذا الميدان، ولكن الدور الرئيسي والأساسي في نجاح الثورة هو انحياز القوات المسلحة لصف الثوار. لقد حقَّقت القوات المسلَّحة الدرع الواقي لحركة الثوار، والحائط الذي صد غارات المغول من شرطة "حبيب العادلي" وبلطجية الحزب الوطني الذي تحوَّل من حزب سياسي إلى مركز للبلطجة والبلطجية والرشوة والمحسوبية، وحمل جسمه الهزيل كل أمراض الشر في الإنسان المصري.

إن هناك مدرسة تشكَّلت من بقايا الشر الجاثم على "مصر" تحرِّك الإعلام والفتن الطائفية والنعرات القبلية والمطالب الفئوية؛ لهز الشارع المصري والنيل من الثورة، حتى تصوَّر البغض أن النظام القديم يحكم "مصر" من منقاه الاختياري بـ"شرم الشبخ"! وتصوَّرنا أن الثورة تستمر بمواصلة الهتاف، دون أن يكون لدينا مؤسسات قادرة على إدارة البلد إدارة علمية سليمة، فخلطنا الحابل بالنابل. لقد جاءت نتيجة الاستفتاء معبِّرة عن غلبة تيار الوسطية في "مصر"، والإخوان المسلمين بحكم خبرتهم السياسية في المجتمع المصري، وقفوا مع الأغلبية التي تنقاد بمحض إرادتها إلى تيار الوسطية في القرية والمدينة، ولم تستطع الهتافات ونداءات المثقفين والثوار أن تصل إليهم أو تغيِّر موقفهم، فالإتصالات بينهم مقطوعة، ولغة التفاهم غير مفهومة، لهذا كان انحياز الإخوان لحزب "أكل العيش" نوع من الذكاء السياسي منهم أظهرهم أنهم غالبية، رغم إنهم والسلفيون لا يمثِّلون تيارًا غالبًا، وليس لديهم القدرة على تحريك الجماهير أو تغيير ميل المصري الأصيل إلى الوسطية واتخاذ الجانب الآمن في الحركة السياسية. فهكذا كانت أغلبية الشعب مع "عرابي" ومع الحكومة ضد "عرابي"، ومع "سعد زغلول" في صف الثورة ومع الحكومة ضد "سعد زغلول"، ومع "النحاس" ضد الملك ومع الملك ضد "النحاس"، ومع الثورة مع "عبدالناصر" ومع "السادات" ضد الثورة، ومع "مبارك" ضدهم هم أنفسهم!!!!!! أما خروج المسيحيين بهذه الكثافة واختيارهم تيار الرفض، فهو محاولة لإثبات الوطنية من خندق الثورة، ربما يحقِّقون أمانيهم المشروعة، وقد مثَّلت النتيجة الحجم الحقيقي للقوى الوطنية في "مصر"..

لقد أثبت الشارع المصري أنه حكومي الهوى، وأن حزب "أكل العيش" هو الغالب، لهذا امتطى الإخوان والسلفيون ظهره، فانتفخت أوداجهم ببطولة ليست لهم في الواقع. إن استمرار المظاهرات الفئوية وحركة الانقلاب على كل ناظر مدرسة وعميد كلية ومدير مصلحة عبث وفوضى ضد الشرعية والنظام، ومحاولة الحصول عل مكاسب في هذه المرحلة الهشة "استغلال"؛ لأن هذا يجب أن يتم من خلال قنوات شرعية. ولهذا أنا مع حسم هذه الفوضى ولو بالقوة لصالح أن يتم هذا وفقًا للشرعية، وبرغم إني ضد عسكرة الثورة، إلا إنى أدعو العسكريين الاستمرار في مرحلة انتقالية حتى تعيد الأحزاب تنظيم صفوفها، ويستعيد العمل النقابي واتحادات الفلاحيين والأحزاب دورها المفقود. ولإثبات وطنية المجلس العسكري، يجب أن تصدر الأحكام الرادعة على من سرقوا الوطن، ثم نؤسِّس دولة مؤسسات.. سلق البيض في مصير وطن مرفوض، وعودة الجيش إلى ثكناته في هذا الوقت مرفوض أيضًا.

أنا مع أن يُجرَّد الحزب الوطني من مقرَّاته الحكومبة ومن ميزانيته الحكومية، ورفع الدعم الحكومي من كل الأحزاب، ومع الحرية النقابية، ومحاسبة اتحاد العمال الذي تحوَّل إلى عزبة، ومراجعة حسابات مؤسساته "المؤسَّسة الثقافية العمالية والمؤسسة الاجتماعية وبنك العمال وقرى الاتحاد في الساحل الشمالي".. التطهير مطلوب في كل مؤسسة وهيئة وشركة، لكن في إطار الشرعية وبالقانون.

أنا مع حق الإسلاميين في المشاركة في بناء هذا الوطن، ولكني ضد الوصاية منهم على الناس، وضد أن يتحرَّك الشواذ منهم لارتكاب ما يُسىء إلى الإسلام والمسلمين، كإقامة الحد على مسيحي في "قنا" مثلًا. أنا ضد محاولة ركوب موجة إقامة أحزاب لكل من هب ودب. يجب أن تُمثَّل الجماهير ويكون لها كوادر وأنشطة واجتماعات وعمل تنظيمي راق. أخشى أن يُقال عني متخلفًا إذا قلت إن "مصر" لا يصلح معها إلا نظام الحزب الواحد، وليكن حزب الثورة؛ لتعود الشرطة لتحقِّق الأمن والأمان، وعفا الله عما سلف وأساء لهذه المؤسسة الوطنية العريقة، يكفيهم أن الثورة اختارت يوم عيد الشرطة يومًا لانفجارها، حتى جاء فجَّار الشرطة فأفسدوا كل شىء. ولعلي أشترك مع "هند بنت عتبة" في إصرارها على مضغ كبد "حمزة" غيظًا. أريد أن أمضغ كبد كل من شوَّهوا الوطن، منْ صنع مذبحة "القديسين"، من خطط لموقعة الجمل، من ضرب بالرصاص الحي فلذة أكبادنا في "التحرير" و"السوبس" و"الإسكندرية"، ومن نصَّب نفسه مدعيًا عامًا إسلاميًا وطبَّق حد غير موجود في الكتاب والسنة، وشرع من قبلنا وقطع أذن مسيحي حدًا لأنه أُتهم بالزنا مع مسلمة سيئة السمعة.. كل من يشيع الفوضى والدمار وينهب الناس والأرض.

 يا وطني، لقيتك بعد يأس، وأخشى أن أفقدك..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :