سمك..لبن .. إخوان مسلمين وأمريكان ج8
بقلم: د. ميشيل فهمي
بعد انقشاع الدخان - من قنابل الثورة - عن العقل المصري
• فيلم (مشروع الشرق الأوسط الجديد ): تأليف وسيناريو وحوار واخراج: الــ CIA، إنتاج: النظم الاقتصادية لدول الإقليم، بطولة: شعوب دول الإقليم والجماعات التابعة لها، المشاهدون: حكومات وهيئات ومؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي..الخ
• نفس السيناريو والحوار بالنص: جُرِبّ تنفيذه كنسخة تجريبية Pilot Movie بتونس، ونُفِذْ بكامله بجمهورية مصر العربية، وبدأ تنفيذه (بتصرف) بالجماهيرية الليبية، واليمن، وســوريا، وأُجِل التنفيذ بالبحرين، ومحاولة بِدء التنفيذ بالمملكة العربية السعودية، والمملكة الهاشمية الأردنية، والجزائر ، والمغرب.
• القاسم المشترك الأعظم لكل هذه البلاد هو : أنها بلاد إســلامية الهوية وموقعها بإقليم الشرق الأوســط، هل كان يدري أبطال الفيلم العاملين به الفيلم الهدف منه؟
• الثورة، أخرجت أسـوأ ما في أخلاق الشعب المصري، وانفجر الإنفلات الأخلاقي، والانفلات السياسي، والانفلات الإعلامي الاستهبالي، والانفـلات الديـني والتخريب الاقتصادي، وظهور البلطجـة كظاهرة علي الآرض المصرية لأول مرة.
• هل المجلس العسكري الأعلي ينفذ أجندات أمريكية من ضرورة تمكين الإخوان من غالبية النشاط السياسي، الاحتمال الإيجابي يكمن في: الإصرار علي تنفيذ الانتخابات البرلمانية في سبتمبر المقبل، ضاربًا عرض الحائط بطلبات ومطالبات الشباب وبقية الأحزاب، وعودة المُنظِــرللسياسات الأمريكية لمصــر من أمريكا سعد الدين ابراهيم والإقامة الدائمة بمصــر وتأييده المطلق للمرشح هشام البسطويسي – وهو الذي قد يكون المرشح المستتر الأوحد للإخوان - !!
• تفصيل واصدار القوانين الحالية بسلطوية كما في السابق، دون تشاور مع المجتمع المدني، ودون استجابة لمطالب الشعب ولا الشباب لتناسب فقط جماعة معينة بعينها.
• مطلوب التصالح الفوري بين المصرين والمصريين قبل تصالح المسلمين والمسيحيين.
• الكارثة المحمدية الحسينية اليعقوبية لا يجب أن تمر مرور الكِــرام ، وضرورة التحرك نحو رفع قضية بمحتواها الخطير أمام الأمم المتحدة –حقوق الانسان- وإلا ستُكرر مئات المرات.
• السيد اللواء ســليم عثمان: لماذا لم يقدم مرتكبي جريمة كنيسة إطفيح للمحاكمة حتي الآن؟؟ وهذا هو الكيل بمكيالين الذي نفيت تهمته أمس عن المجلس.
بدايات الفيلم لتنفيذ المشروع:
في عام 1948 قال السياسي والمخطط الأمريكي جورج فورست كينان George F. Kennan ضمن نظرية وضعها (نحن الأميركيين نمتلك أكثر من 50% من ثروة العالم، بالرغم من أننا لا نشكل سوى 6 % من سكانه، لذا مهمتنا الرئيسية في المستقبل هي أن نحافظ على هذا الوضع لصالحنا، وكي نفعل ذلك علينا أن نضرب بالعواطف والمشاعر عرض الحائط ، علينا أن نتوقف عن التفكير بحقوق الإنسان ورفع مستويات المعيشة وتحقيق الديمقراطية في العالم .) ذلك هو صلب وأساس الدراما في هذا الفيلم ، الذي استرجعت الإدارة الأمريكية مفاهيم نظرية كينان بعد مأساة 11 سبتمبر الرهيبة التي عاشتها ، وبدأت الخـــطوات التنفيذية. وبدأ التنفيذ التجريبي في 14 يناير 2011 ؟
وباختصار شديد –بما لا يخل بالحقائق- فإن ذلك يعني استبدالَ أنظمةٍ ببلدان الإقليم بأنظمةٍ أكثر ولاءً واندماجًا مع هذا المشروع الأمريكي في المنطقة ، أو استبدال وكيل للمصالح الأمريكية بوكيل آخر أكثر طاعة للإدارة الأمريكية، علي أن يكون مقبولاً بوطنه...، بصرف النظر عن تحقيق ديمقراطية أو نوال حقوق الانسان للشعوب من عدمه –طبقًا لنظرية كينان-، وقد وجدت الولايات المتحدة الوكيل البديل والأكثر طاعة في مصر، وخطَت خطواتٍ سريعة ومتسارعة لتشكيل ذلك الوكيل –الذي عرّض نفسه- منذ اللقاء الأول والتمهيدي مع بعض قادة جماعة الإخـوان المسلمين في 2007 وحتي الآن، وقد عجّل بضرورة سرعة استبدال الوكيل.
ما حدث من شبه اختفاء جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة 2010ـ لذا سارعت تحركاتِ الولايات المتحدة نحو التغيير للنظام وللوضع القائم .... حتي تم ذلك في يوم ( جمعة الغضب ) 11 فبراير 2011.
وقد سبق بدء تنفيذ الفيلم الأمريكي/ المصري، تنفيذ فيلم لتجريب السيناريو والأخراج بتونس، كبروفة تعميم هذا السيناريو الأسـود ببلدان الإقليم ..... واعتمدوا في ذلك علي الوجوه المقبولة من الشارع التونسي، مثل الزعيم الإسلامي راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة المحظورة في عهد الرئيس زين العابدين بن علي.... ولما نجح الفيلم التجريبي في تونس بدأ التنفيذ فورًا في مصر بعد أيام قليلة، بينما المنطق والتاريخ والجغرافيا ينادون بضرورة التطبيق التونسي بالدول المجاورة مثل الجزائر وليبيــا أو حتي المملكة المغربية ... لكن مصر وهي الأبعد كانت هي الهدف الاساسي من تنفيذ هذا الفيلم لمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ..لريادتها، وليتم بقية التنفيذ بالبلدان الأخري بسهولة ويُسر .
وقد بدأ فعلاً بليبيا، وبعد أن كان اسم أمريكا فقط لا يتحمل العرب والإسلاميين ذكره، أصبحت هي المنقذ الأوحد لتلك الشعوب العربية والاسلامية ...ألا تعقــــلون؟
استظهار الوكيل لأمريكا، والبديل للنظام:
من منطلق... بأن الحوار فريضة إسلامية وأن الله تحاور مع الشيطان....... فلماذا لا يتحاور الإخوان مع الأمريكان؟.. بدأت البداية الحقيقية لفتح الحوار الإخواني / الأمريكي هذا العام بدأت في شهر مارس عندما وجهت دعوة إلي د. محمد سعد توفيق مصطفـى الكتاتني ليحضر مؤتمرًا تحت عنوان "المسارات المعاصرة لسياسة الإسلاميين والحركات الإسلامية في العالم العربي" وذهب النائب الأخواني إلي السفارة الأمريكية بالقاهرة وحصل علي تأشيرة مجاملة "دون دفع أية رسوم وهي تمنح لكبار الشخصيات" وقدم إليه أحد مسئولي السفارة المهمين كارتًا حمل اسم أحد الأشخاص والذي سيكون في استقباله لدي وصوله إلي الولايات المتحدة وأعطاه أيضًا رقم تليفونه،
واستقبل الكتاتني في أمريكا كبطل قومي وخرج من المطار دون مروره بالاجراءات التي تتم مع بقية الواصلين لأمريكا، وظل هذا الشخص مرافقًا معه طوال فترة إقامته، وكان من أهم المرافقين لسيادة النائب الإخواني أيضًا المواطن المصــري السيد الدكتور / عمــر حمــزاوي أستاذ السياسة بجامعة القاهرة الآن والمدير بمؤسسة كارينجــي Carnegie وهي منظمة خاصة غير ربحية مكرسة لتعزيز التعاون بين الدول وتعزيز المشاركة الدولية الفعالة من جانب الولايات المتحدة مع بقية الدول، والذي يملأ شاشات الفضائيات الآن بعد ثورة 25 يناير، وأهم ما مِـــيَز هذه الزيارة الكتاتينية للولايات المتحدة الأمريكية هو قيــام السيد الإخواني الكتاتني بإلقــاء محاضرة في جامعة جـــــورج تاون. وقد أُعد لهذه المحاضرة إعدادًا جيدًا، بحيث استطاع المٌحَاضِر الهُمام تجميل صورة جماعته الإخوانية ورسم صور وردية وسلامية لها.
في تلك المحاضرة أراد سعد الكتاتني أن يجمل صورة جماعته أمام الأمريكان وحاول بشتي السبل رسم صورة وردية عن تاريخ الجماعة وأوهم من حضروا لهذه المحاضرة أنهم جماعة سلمية. وفي التفاصيل المهمة التي ذكرها ذلك النائب مجموعة من الدلائل التي تكشف لجوء الإخوان إلي مغازلة أمريكا باستخدام من يحملون الصفة النيابية في البرلمان وركز الكتاتني علي عدة نقاط منها:
• أنه لا يوجد خلاف بين الإخوان وأمريكا وهم يحترمون الشعب الأمريكي، وأن نقاط الخلاف مع النظام الأمريكي.... مسألة ثانوية (بما يعني أن الرجل باع كل المباديء التي تعتنقها جماعته).
• أن الإخوان يريدون إقامة حوار مبـاشر مع المؤسسات الأمريكية.
• أن الإخوان علي استعداد لتقديم أية تـنازلات في حالة فتح حوار معهم من جانب الولايات المتحدة.
• أن الأخوان جماعة مسالمة ولم ترتكب حوادث عنف خلال العشرون عامًا الماضية.
• أن مجيئه إلي الولايات المتحدة تم بعد مراجعة قيـــادة الجماعة وتأيـيدها لسفره لفتح صفحة جديدة مع الأمريكان.
• وقد ركز الكتاتني وبشدة، في محاضرته علي شن هجوم حاد وقاس ضد نظام الحكم في مصر، ودعمه في ذلك وفي نفس المحاضرة الباحث عمرو حمــزاوي واستنكر الإجراءات الأمنية ضد الإخوان، وقال إنها مواقف غير محسوبة، ودافع عن الميليشيات الأخوانية بالأزهر واعتبرها موقفًا فرديًا، وقال: لا يجب محاسبة الأخوان بجريرة تصرف فردي، وعرض مجموعة من شرائط الفيديو والتي تسملها من الكتاتني حول تعامل أجهزة الأمن مع الناخبين في 2005.
ولكل من يحاول أو سيحاول إنـكار ذلك، أنصحه بأن لا يفعل حيث أن كل ذلك وغيره ...مسجل صوت وصورة ومحفوظ بمكتبة الكونجرس الأمريكية، والمكتبة الصوتية بجامعة جــورج تـــاون.
وعاد د. محمد سعد توفيق مصطفــي الكتاتني منتفخ الأوداج من نجاحه في مهمته الأمريكية الي الوطن، وأفرغ ما في جوفه الفكري للمرشد العام وأعضاء مكتب الإرشــاد ..فكبروا وهللوا وبـــاركوا.
ولم تمض سوي أيام حتي ردت الولايات المتحدة ممثلة في سفارتها بالقاهرة الجميل الذي قدمه الكتاتني لهم خلال رحلته، ففي يوم الأربعاء 4 أبريل 2007 تلقي السيد "محمد سعد توفيق مصطفـــي الكتاتني" دعوة من سفير الموالد الأمريكي بالقاهرة المستر / فرانك فرانسيس ريتشاردوني لحضور حفل استقبالٍ Reception تُنظمه السفارة في منزله الملحق بالمبني الرئيسي للسفارة، على شرف المستر "ستيني هوير" زعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي.
وحقيقة الأمر كان حفل عشاء منفرد الدعوة للكتاتني بصفة شخصية ليحضر العشاء مع زعيم الاغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأمريكي، فالأمريكان وجدوا في الكتاتني الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه في فتح الحوار معهم، واستعداد جماعته للقيام لدور البديـل، وفي العشاء كان اللقاء المنفرد والذي عاتب فيه النائب الإخواني بحميمية شديدة الأمريكان لعدم صدور رد فعل من جانبهم علي إحالة خيرت الشاطر ورفاقة للقضاء العسكري.
وضرب لهم مثلاً بما فعلوه مع أيمن نور....، ويؤكد ذلك التصريحات التي ذكرها د. حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم نواب الأخوان في البرلـــــــــــمان (آنذاك ) والذي أكد هذا للصحف في اليوم التالي للحدث الجلل، لكن سرعان ما نفي الكتاتني تصريحات شريكه وأخيه الكريم حمدي حسن ووصفها بعدم الدقة والمصداقية، وهي عادة أيدلوجية إخوانية للتعتيم علي تحركاتهم الفعلية، وأصبحنا أمام خلاف ماذا حدث بالضبط.
لكن ما يمكن قوله إن الكتاتني تطرق لعدة قضايا داخلية حسبما أوردها د.حمدي حسن وكلامه صحيح وفاضح للمحاولات الخبيثة التي أراد الكتاتني أن يخفيها عن الرأي العام ، لأن الجماعة تنفي أو هكذا -تدعي- طوال الوقت عدم إقامة حوار مع الأمريكان إلا في حضور ممثل من الخارجية المصرية وبموافقة ولي الأمر... فهم يبيعون الكلام ليلا ومع طلوع الشمس تكون لهم تصرفات مختلفة.. ونفس الشيء من الأمريكيين الذين صدرت عنهم تصريحات متناقضة فالمتحدثة باسم زعيم الأغلبية في الكونجرس اعترفت باللقاء وأن ترتيبه تم من خلال السفارة الأمريكية بالقاهرة، بينما المستشار الإعلامي هاينز ماهوني قال إن السفارة الأمريكية لا تتعامل مع أي شخص تعترض عليه الحكومة المصرية وأن دعوة الكتاتني تمت لكونه عضوًا مستقلاً وليس إخوانيًا.
وهذا كلام مردود عليه فالمدعوون للسفارة الأمريكية في أي وقت يتم إرسال تقرير عنهم يحوي تفاصيل وتاريخ حياة كل منهم ووضعه في مصر وعدد مرات سفره إلي أمريكا وعلاقاته وتأثيره في المجتمع ووضعه بشكل عام وترسل جميع هذه المعلومات إلي الخارجية الأمريكية وادارة السي آي إيه ...قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي، وتلك الاجراءات المستديمة تكشف عدم مصداقية البيان الصحفي الصادر من السفارة، مما يضفي سحابة تعتيمية ويثير التساؤلات عن هذا الغموض الإخواني –الأمريكي- والسر لدي الطرفين. فالأمريكان لم يكتفوا بالاتصالات السرية مع الأخوان، وانتقلوا إلي اتصالات شبه علنية بهدف تمرير رسالة للنظام بأنه لا حجر علي الولايات المتحدة في الاتصال بمن تشاء، وذلك لممارسة الضغوط علي الدولة من ناحية ومن ناحية أخري التمهيد لبدء تنفذ ســيناريو الفيلم التغييري بالإقلـيم وبلدانه وإلي البقية الضرورية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :