تساؤلات مشروعة
بقلم: مينا ملاك عازر
في لقائنا اليوم، أنقل لحضرتك عزيزي القارئ تساؤلات سألوها لي أصدقائي، وتساؤلات سألتها لنفسي، وأحب أن تشاركني في التفكير فيها، وإن وجدت إجابة ممكن مراسلتي أو التعليق، أو تسكت كما تسكت في كل مرة أنتظر تعليقك فيها، وأمري لله.
سألني صديقي الذي يعاني من تبعيات آخر قرار اتخذه في حياته ألا وهو الزواج، لماذا لم يحرق من حرق الأجهزة إبان فوضي انسحاب الشرطة من البلاد، وإبان ثورة حرق ملفات أمن الدولة، لماذا لم يتم حرق المكان الذي تخزن فيه وثائق إثبات الزواج؟! ألم يكن هذا أريح لمن يعانون من الزواج وتبعاته؟!
وأما أنا فقد رصدت، أن أعز أصدقائي قد وُلِد يوم عشرين تسعة من عام 1981، وبعدها بستة عشر يوم تقريبًا اغتيل السادات، وانتهى حكمه، وتولى الرئيس السابق أو الراحل مبارك، وفي ثلاثة وعشرين فبراير من العام الحالي وُلِد لصديقي مولوده الأول، وكان الرئيس السابق أو الراحل مبارك قد رحل منذ حوالي إثنى عشر يومًا، فهل ننتظر ابن فيلوباتير أبن صديقي، ليتم التغيير الجديد في حكم مصر، وإن كان ذلك كذلك، فأوصوا أبيه، أن يزوجه سريعًا، حتى ننعم برؤية رئيس آخر غير الذي سيأتي بعد أشهر هذا إن أتى لمصر رئيس جديد، وأرجوك ألا تقول لي إن الدستور يقول أن الرئيس أيًا من كان لن يستمر أكثر من ثمان سنوات، فالسادات كان يتبقى له سنتين فقط على أكثر تقدير في رئاسته لمصر حسب أحكام الدستور، لكن ما جرى من تغيير في الدستورالذي وضعه السادات جعل خلفه يجلس ثلاثين سنة في حكم مصر ويرحل السادات باغتياله وليس بطريقة دستورية للأسف.
ولحضرتك هذه الفكرة، وأرجوك لا تقولها لأحد، فمصر منذ حوالي تسعة وخمسين عامًا، وبالتحديد في خمسة وعشرين يناير سقط شهداء شرطتها على يد المحتل الإنجليزي بمحافظة الإسماعيلية، وفي اليوم التالي تم حرق القاهرة، ولا نعلم للآن من حرقها؟ وتعددت التهم، وتوجيهها لتنظيمات وأحزاب كثيرة، وتاه الدم بين المتهمين، المهم وحينها أعلنت الأحكام العرفية، وسقطت حكومة الوفد، وتعاقب على مصر عدة حكومات، حتى أن منها من لم يستمر أكثر من أربعة وعشرين ساعة، حتى قام انقلاب يوليو 1952، وحينها وحينها فقط استتب الأمن، واستقرت الأمور في يد الثوار، فهل ننتظر انقلابًا لا قدر الله، لتستقر الأمور ويستتب الأمن، ونكف عن التشكيك في بعضنا البعض، وننتهي من حالة التشرزم، والتفتت التي نعيشها، أم ستمر الأمور على خير إن شاء الله؟
وأخيرًا هل الأربعة مليارات دولار التي سيدفعها الأمير الوليد أو التي قيل أنه سيدفعها فداءً لمبارك الرئيس السابق أو الراحل حتى لا نحاكمه، سيدفعها فعلًا من أجل عيون مبارك أم لنصمت عن الأرض التي أخذها بعلاقاته مع مبارك في توشكى، ولا يزرعها كلها، وما يزرعه منها يستفيد هو منها، ولا تستفيد من ورائه مصر بأي شيء.
المختصر المفيد: ثورتنا صنعناها بأنفسنا، ورويناها بدمائنا، فعلينا أن نستغلها، وإلا سنكون قد خسرنا كل شيء، ولن ننتظر دورة زمنية جديدة حتى نرى التغيير.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :