الكاتب
جديد الموقع
الثورة والشياطين
بقلم: د . وجيه رؤوف
عنوان غريب لمقال وموضوع يعتبر سياسى وفى السياسه تبطل الروحانيات وتتغلب قواعد القوى وتوازناتها , هذا عند البعض واللذين يحسبونها توازنات قوى بعيده عن عالم الروحانيات وتدخل القوى الإلهيه ,
حقيقه ومنذ فتره مابعد قيام الثوره وقد اصبت بحاله من الإحباط واليأس من فكره سرقه الثوره وتبديد أهدافها الرئيسيه ,
فلقد قامت الثوره فى الخامس والعشرين من يناير وقد هب الشباب هبه واحده ووقفو فى التحرير دفاعا عن الحريه والوطنيه مطالبين بالنزاهه والمساواه بين افراد الوطن الواحد بالإضافه إلى محاسبه الفاسدين من اعضاء النظام السابق ,
ولقد هب الشباب الثوار فى ثوره عارمه وقلب يافع ممتلىء بالمحبه والإيمان بأهداف الثوره واستشهد منهم من استشهد واصيب منهم من اصيب وسقطوا فداء لهذا الوطن ولم يكن ممكنا بحال من الأحوال التميز بينهم فلم يكن بينهم من يرتدى شاره أو علامه دينيه تبين ديانته أو إنتمائه الدينى بل قد لاأكون متجاوزا اذا قلت أن منهم من هو من الشباب الراقى والذى يطلق عليه هاى ستايل والذى لم يكن يعانى من الجوع أو الحرمان ولكن ثوره الحق فى داخلهم قد دفعتهم للقيام بهذه التظاهرات التى دفعو حياتهم ثمنا لها,
فى الحقيقه , بعد الثوره وبعد حديث الرئيس السابق العاطفى تأثرنا به وتعاطفنا معه ,ولكن بعد أن أكتشفنا الخديعه والفساد حين علمنا تبنى أجهزه الدوله لحادث القديسين تغيرت الفكره مائه وثمانون درجه وفقد الرئيس ورجاله كل تعاطف منا بل وان جميع الشعب بكل اطيافه طالب بمحاسبه الرئيس ورجاله كما يستحق من حساب على ما أقترفته يدى النظام من سفك للدماء وعدم إحترام لأدميه الأنسان ووجوده ,
ولكن بعد فتره ظهرت على الساحه وجوه جديده وانماط جديده تريد فرض قوتها وهيمنتها على الساحه لكى تذهب دماء شهدائنا هدرا ولكى يذهب ديكتاتور فيؤتى لنا بطاغوت,
وهكذا نخرج من حفره إلى دحديره كما يقول المثل الشعبى,
وإذ بى وانا فى قمه السأم والكأبه من الوضع المرتقب المروع ياتينى صديق للزياره وهو صديق هادىء متزن وعندما علم بما أشعر به من ضيق , قال لى :
هل تؤمن بأن هذه الثوره من صناعه بشر أم من صناعه الله ؟؟
فقلت له بعد تفكير : ترتيب الاحداث ان تحدث الثوره فى خمسه وعشرين يناير وأن يهرب منفذيها من سجنهم فى وسط البلد إلى القنصليه البريطانيه لكى يعترفو بأن منفذ تلك الجريمه هو حبيب العادلى!!! كل ذلك يؤكد لى أن قيام الثوره بهذه الطريقه وهذا الترتيب هو من تدبير الله سبحانه وتعالى .
فقال لى : إذا إللى أبتدى يكمل ,
ربنا هو اللى ابتداها وهوه اللى هيكملها وربنا مش هايسمح بحاجه وحشه أبدا.
وهنا أحسست براحه شديده وهدوء غير عادى بل وطمأنينه وثقه فى الله ليس لها حدود , وتزكرت الترنيمه الجميله اللى بتقول:
ياللى بديت الرحله معايا واثق فيك إنك هاتكمل
إحساس جميل بالراحه وهنا رجعت إلى الخلف واسندت ظهرى مفكرا محللا لما يحدث,
فإذا اعتبرنا النظام السابق ورجاله مثل حبيب العادلى هم مرتكبى تلك المزابح فشىء طبيعى أن يكون هؤلاء قد فعلو ذلك وقد تلبستهم أرواح الشياطين وأفكارهم ,
وطبيعى حينما يهزم أعوان الشيطان أن يثور باقى أعوانه من الشياطين لنصره الشيطان الأكبر , وهنا ياتى دور بقيه الشياطين من أثاره الفرقه بين السنه والسلفيين وبين الشيعه والسنه وبين المسلم والبهائى وبين المسلم والمسيحى وبين الزملكاوى والتونسى ولامانع بعد ذلك بين الزملكاوى والأهلاوى ,
إذا فالثوره التى صنعها الله والملائكه لابد ان تعترضها الشياطين وقوى الشر المضاده وقوى الشر المضاده هنا هم أعضاء الثوره المضاده من النظام السابق,
قوى الشر المضاده الشيطانيه هيه من هدمت كنيسه أطفيح وهى من قطعت أذن القبطى فى قنا وهى من قتلت المسلم إللى ماكنش بيصلى وهيه نفسها القوه التى أعتدت على الاقباط فى ماسبيرو وهى نفسها التى أعتدت على دور العباده الإسلاميه وعلى أضرحه أولياء الله الصالحين ,
وهيه من أعطت الإشاره للبعض من همجيى الحزب الوطنى للنزول إلى ساحه الملعب للإعتداء على الأشقاء التوانسه فى بلدنا وهم ضيوفنا ,
هذا هو فعل الشيطان فعل جبان خسيس لايوصم به سوى أعوان الشيطان اللذين يعتدو على الأبرياء العزل وعلى الضيوف والمفروض حمايتهم وإكرامهم كما تتطلب قواعد الضيافه وكما أمرت الأعراف السمحه للأديان السماويه ,
كل هذه التصرفات أكدت لى أنها حرب بين قوى الخير وقوى الشر , فهل سيسمح الله بأن تنتصر قوى الشر ؟؟ ,
ألله يعمل ولكن يطلب منا أيضا أن نعمل ,
فهل نستكين ونترك الشيطان يعمل فيما بيننا ليفرقنا شيعا ويبث الفرقه بيننا حتى تنهار دولتنا وتصبح لقمه سهله للإستعمار ,
بلدنا مصر القويه التى وقفت فى وجه المحتل وقاومته حتى حصل على الإستقلال هل تقع فريسه للتقسيم بحجه حمايه الأقليات بها أو بحجه حمايه الآثار أو بحجه تأمين قناه السويس او بحجه خرق معاهده السلام ,
يجب أن ننتبه إلى مخطط الشيطان الأعظم فإذا كنتم تظنون وجود قوات التحالف فى البحر المتوسط فقط لتأمين المدنيين فى ليبيا فنحن جميعا واهمون ,
المخطط اكبر من ذلك ويجب لإفشاله ان نوحد صفوفنا ضد الشياطين حتى لا تنجح خطه الشيطان الاكبر ,
وفى النهايه اثق فى شباب مصر بكل طوائفه وعقائده ان ينتبه إلى هذا المخطط وأن نحاول جميعنا إفساد هذا المخطط الشيطانى ,وأن نرفع أيادينا إلى الله مسبحين حامدين مصلين قائلين :
ياللى بديت الرحله معانا واثقين فيك إنك هتكمل .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :