الأقباط متحدون | كاميليا - جزء من قصة شعب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٥ | الجمعة ٨ ابريل ٢٠١١ | ٣٠ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٥٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كاميليا - جزء من قصة شعب

الجمعة ٨ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: إستير أبيحائل
 
الفصل الأول: الكاهن ينظر لاختفاء زوجته بنظرة اختطاف القبطيات واسلمتهن
كاميليا سيدة قبطية مسيحية في منتصف عقدها الثالث، تتمتع بقدر من الجمال والشجاعة والحضور. شاءت الأقدار ان تعيش كاميليا وزوجها الكاهن أبونا تداوس وابنها الصغير أنطون في مدينة ديرمواس، إحدى مدن محافظة المنيا في صعيد مصر .
 
تبدو الحياة وكأنها طبيعية هادئة في ديرمواس، فشوارع القرى والنجوع بديرمواس مكتظة بعدد هائل من السكان الذين يعيشون حياتهم بطريقة عادية، مثل أي بلد في ربوع مصر، يذهبون لاشغالهم ولقضاء حاجياتهم.. يضحكون ويبكون، والأطفال يلعبون في الشوارع والأزقة. وكاميليا، مثل باقي الناس، تذهب لعملها ولشراء حاجيتها بينما يتنقل زوجها بين قرى ونجوع المدينة ليتفقد المريض والحزين ويعضد المحتاج0 
ورغم أن الحياة تسير بشكل طبيعي في الواجهة، إلا انه في الداخل يكمن شبح جريمة خطيرة ومنظمة، ضحاياها من النساء القبطيات الاتي يخطفن ويعتدى عليهن ويجبرن على إعتناق الإسلام وعلى الزواج بمسلمين ضد رغبتهن. وإذا تمكنت إحدى الضحايا من الهرب، يلاحقها المجرمون بتهمة الردة عن الإسلام 
 
في إحدى الأمسيات خرجت كاميليا شحاتة من منزلها كعادتها ولكنها لم ترجع لمنزلها كعادتها .. لانعرف لماذا لم ترجع كاميليا، ربما كانت على خلاف مع زوجها، امر قد يحدث احياناً بين الأزواج في جميع بقاع العالم. ولكن الأمر لم يكن طبيعيا مع كاميليا.. فعندما رجع زوجها الكاهن تداوس سمعان إلى المنزل ولم يجد زوجته حاول الإتصال بمحمولها دون جدوى، أسرع بالإتصال بمنزل أهلها وأقاربها لعلها ذهبت لزيارتهم، ولكن كل من اتصل به اكد له ان كاميليا لم تكن طرفه.. إنزعج الرجل أشد الإنزعاج وسرعان ما حاوطه شبح الجريمة المنظمة التي تأخذ ضحاياها من النساء القبطيات.. ويبدو ان زوجات الكهنة لهم قيمة أعلى عند الجناة .
 
لا أدري اذا كان أبونا تداوس قد قرأ التقرير المقدم من منظمة التضامن المسيحي العالمي بالإشتراك مع المؤسسة القبطية لحقوق الإنسان الذي سجل الاف الحالات من إختفاء النساء القبطيات وإجبارهن على إعتناق الإسلام والزواج من المسلمين ضد رغبتهن، ولا أعلم إذا كان أبونا تداوس قد تابع برنامج سؤال جريء وملأته المخاوف على زوجته وهو يتذكر ما قالته انجي عادل وهي منهارة تبكي وتحكي عن بشاعة الإعتداء عليها، أوتكون رعشة قد سرت بداخله لما إسترجع ما قصته أمل -من خلال البرنامج نفسه- عن الجرائم ضد الإنسانية التي مكن لها أو إرتكبها رجال أمن الدولة ضد العديد من الفتيات القبطيات بغرض أسلمتهن. لا أدري إن كان الكاهن تداوس قد قرأ كتاب مذكرات شيطان والذي كشف فيه عضو سابق في الجماعات الإسلامية عن التخطيط الإجرامي البشع لجريمة خطف القبطيات .
 
ربما قد قرأ أبونا كل هذا أو بعضه، وربما قد سمع من شهود عيان عن الجريمة المنظمة و قسوة مرتكبيها، ومعاناة ضحاياها، فمن الواضح انه كان مدركاً للخطر المحيط بالنساء القبطيات اللاتي أصبحن هدفا لجريمة من ابشع الجرائم المنظمة .
 
وينتهي الفصل الأول من القصة بمنظرأبونا تداوس وهو في غاية القلق، وقد ذهب إلى قسم الشرطة ليحرر محضراً بغياب زوجته وهو يشير بأصبع الإتهام إلى الجريمة المنظمة التي تأخذ مكانها كل يوم ضد النساء القبطيات ظان أن زوجته قد اصبحت من ضحايا الجريمة .
 
الفصل الثاني: الشعب القبطي ينظر لإختفاء زوجة الكاهن بنظرة اختطاف القبطيات وأسلمتهن
فور إنتشار خبرإختفاء السيدة كاميليا شحاتة ثارأقباط ديرمواس ثورة عارمة، فإختفاء سيدة قبطية، وخاصةً إذا كانت هذه السيدة زوجة كاهن، يمس صميم قيم الشرف عندهم ويطال من يعتبرونها أُماً روحية لهم . أكتظت الأوتوبيسات باعداد كبيرة من أقباط دير مواس، وصحبهم لأول مرة عدد كبير من الكهنة الأقباط وذهبوا إلى القاهرة ليسجلوا وقفة إحتجاجية على هذه الجريمة البشعة التي ترتكب ضد كاميليا شحاته، ولم تكن كامليا شحاتة إلا إسم قبطي ورمزاً دينياً يجسد المأساة القديمة الجديدة لخطف القبطيات .
 
ومن ناحية اخرى قام أسقف الايبارشية الأنبا أغابيوس بالإتصال بالأجهزة الأمنية لحثهم على سرعة العثور على زوجة الأب الكاهن ويبدوا انه هو ايضا كان منساقاً بشبح جرائم خطف القبطيات .
 
وفي نفس الوقت تحركت بعض جمعيات حقوق الإنسان المهتمة بقضية الاتجار بالبشر والتي تمارس ضد القبطيات، فأصدر مركز الكلمة لحقوق الإنسان بالقاهرة بياناً أعرب فيه عن قلقة الشديد لتنامي ظاهرة إختفاء الفتيات القبطيات مشيراً إلى تزايد الشكاوي من حالات الإختفاء بين السيدات القبطيات ولم يستبعد المركز ان تكون كاميليا شحاتة قد تحولت إلى إحدى ضحايا تلك الجريمة البشعة .
 
وينتهي الفصل الثاني من القصة والأقباط ثائرون يعتقدون أن كاميليا قد سقطت ضحية لعملية خطف وإعتداء وأسلمة جبرية، غير مباليين بالحقائق الآُخرى والتي قد تكون السبب الحقيقي وراء إختفاء السيدة كاميليا شحاتة . 
 
الفصل الثالث : الإسلاميون ينظرون لإختفاء زوجة الكاهن بنظرة خطف القبطيات واسلمتهن
عثرت قوات الأمن على السيدة كاميليا شحاتة في منزل احدى قريباتها في القاهرة وتبين أن اختفائها كان بمحض إرادتها، ولأسباب عائلية، وأن إختفاءها لم يكن جزء من الجريمة المنظمة ضد القبطيات. قام جهاز الأمن بتسليم السيدة كاميليا شحاتة لأهلها. ولكن التصريح بأن إختفاء كاميليا كان لأسباب عائلية طبيعية، تحدث في كل اسرة، وفي كل مكان، لم يكن كافياً ليبعد شبح جريمة إختطاف القبطيات عن الإسلاميين. فراحوا يجادلون ويؤكدون انها أسلمت، ويطالبون بإظهار اختهم المسلمة كاميليا شحاتة المحتجزة في "سجون الأديرة". بل وهناك مواقع على الشبكة العنكبوتية تطلق على نفسها "موقع الأسيرة كاميليا شحاتة". وكأن اختفاء سيدة قبطية عن منزلها، وبالذات إذا كانت هذه السيدة زوجة كاهن، لابد وان يكون دليلا على إسلامها. لقد سيطر شبح الجريمة على الإسلاميين فأصبح من غير المعقول عندهم ان تختفي زوجة كاهن إلا إذا كانت قد أشهرت إسلامها .
 
واشتدت المواجهة بين الإسلاميين، وبين الأقباط الذين تعقدت مهمتهم في الدفاع عن ضحايا عمليات الإختطاف بعد أن لحقت نيران شبهة الإسلام غير المختطفات .
 
ومع اشتداد المواجهة بين الأقباط والإسلاميين لجأت السيدة كاميليا للظهور في برنامج تسجيلي تحكي فيه بعفوية بريئة إنها لم تكن من ضحايا الإختطاف المنظم لأسلمة القبطيات، وانها لم تعتنق الإسلام، وإنها مسيحية وستظل مسيحية. ومن جانبه اكد فضيلة شيخ الأزهرأن السيدة كاميليا لم تشهر إسلامها، وأيضاً خرج علينا بعض علماء المسلمين المرموقين ليؤكدوا أن كامليا لم تشهر إسلامها0
 
وينتهي الفصل الثالث من قصة كاميليا والإسلاميون يطالبون بإسترداد اختهم المسلمة التي يحتجزها المسيحيون في سجونهم. بينما تطالب كاميليا بحماية الكنيسة، حيث ان الدولة لن تمنحها هذه الحماية، بعد أن لبستها شبهة الإسلام وشكلت خطراً شديداً على حياتها كمسيحية .
 
ولكن القصة لم تنته بعد
قصة كاميليا هي فصل من فصول قصة معاناة الأقباط في بلدهم .. قصة يعيش الأقباط تفاصيل الامها بينما يستمتع الإسلاميون من صنعها واستطالتها وكأنها قصة من قصص ألف ليلة وليلة. في كل يوم عندما يدرك شهرزاد الصباح تسكت عن الكلام المباح، ولكنها تعود في الليلة التالية لتشبع فضول الملك شهريار الذي كله آذان صاغية في انتظار ان يعرف المذيد .
 
يبدو أن فصول ألف ليلة وليلة التي يكتبها الإسلاميون بدماء الأقباط واعراضهم لن تنتهي في مصر قريباً، فكاميليا قصة من ضمن الكثير من القصص .. والناس مايزالوا مغيبون وكأنهم لا يعيشون هذه المأساة الإنسانية وهم يجوزون بثورة بها مختلف التيارات، ستحدد مصيرهم لأجيال قادمة .
 
صراحةً لقد سئمنا هذه القصص التي تنتهك حق ابطالها في اعتناق ما يريدون من الأديان، سئمنا جرائم الإسلاميين اللذين يجدون لأنفسهم حقاً فيما يعتقد الناس، ويتمادون الى حد فرض الإعتقاد على من قال انه لا يعتقد، ويوقعون العقوبات على من يرتد عن ما اعتقد .
 
مصر تحتاج إلى اناس مخلصين يكتبون لنا قصة مصر الحديثة المتحضرة ، التي تؤمن بالحرية والعدل واحترام فردية الإنسان والديمقراطية، ويرفضون الطائفية والتمييز الديني والعرقي لعلنا نصل إلى خاتمة سعيدة لقصة مصر، تليق بمجدها العظيم عوضاً عن المسلسل الكئيب الذي نعيشه الآن .
ويا رب إرحم ..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :