أطباء الكبد يهاجمون عقار "الإنترفيرون" ويعتبرونه سببًا لمأساة مرضى "فيروس سي"
* المرضى: نتناول الجرعات بانتظام دون جدوى، ونحتاج لمن ينقذنا من الألم والمعاناة!
كتب: عماد نصيف
أقام "المركز المصري للحق في الدواء" أمس الأول الخميس، ندوة بعنوان "مأساة فيروس سي والانترفيرون المصري"، انتقد فيها أطباء الكبد والجهاز الهضمي عقار "الانترفيرون" الذي يستخدمه مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي.
وأشار الحضور إلى أنه تم إجبار مرضى الالتهاب الكبد الوبائي (فيروس سي) -بوصفهم منتفعين في التأمين الصحي- على تعاطي هذا العقار الذي تشكك في جدواه العديد من المرضى والأطباء الذين قام المركز المصرى بالتسجيل معهم، حيث أن هناك سجال منذ عام بين عدد من الهيئات والأجهزة في طبيعة هذا العقار.
وقال "هاني خيري عبد السلام موسى"- مريض- إنه يتناول العقار، إلا أنه أُصيب بانتكاسة خطيرة، ولم يستجب للعلاج، وطالب بإنقاذه. في حين قال "ياسر عبد النبي محمد مطاوع" إنه تناول (360) حقنة يومًا تلو الآخر داخل مستشفيات التأمين الصحي، دون جدوى!! وأوضح "عبدالله رجب عبد ربه" أنه يتألم لسوء حالته، نظرًا لأنه لا يستجب للعلاج.
وأكَّد "عبد الرحمن إبراهيم على سلامة"- مريض- أن طبيبه أخبره أنه علاج دون فائده، وأن التحاليل تثبت أن الفيروس يتكاثر داخل الكبد!
ومن جانبه، قال د. "هشام الخيَّاط"- رئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي بمعهد "تيودور بلهارس": "إن هناك ظلم بيِّن وقع على مريض الالتهاب الكبدي الوبائي في مصر، ففي ظروف غامضة تم إجبار المرضى على تناول عقار غير معروف ولم يجرَّب كما تقتضي البروتوكولات العلمية التي تخضع للمعايير الدولية". مشيرًا إلى أنه يتفق مع المركز في أن عدد المرضى يقترب من (14) مليون مصري، وهو ما يتطلب الانتباه من الحكومة المصرية الجديدة. وأضاف: "إن ثورة المصريين القادمة يجب أن تكون للدفاع عن أكبادهم!"
وأوضح "الخياط" أن الحبة الصفراء الصيني ليست علاجًا لفيروس "سي"، ولكنها تقلِّل بطريقة خاطئة من إفراز الأنزيمات الكبدية، وتعطي انطباعًا خاطئًا أن الإنزيمات في المعدل الطبيعي، وخاصة أنزيم "ALT". مشيرًا إلى أنه طبقًا لآخر إحصاء لوزارة الصحة، فإن عدد الوفيات من مرضى الكبد سنويًا يقدَّر بحوالي (4000) حالة سنويًا، منها (600) حالة وفاة ناتجة عن سرطان الكبد، في حين يمثل عدد الوفيات جراء مضاعفات مرض الكبد 10% من إجمالى حالات الوفيات في "مصر" من الأمراض المختلفة. كما تُقدَّر أعداد حالات التليف الناتج عن "فيرس سي" بحوالي (900) ألف مريض، وهي أرقام مخيفة، وتستحق وقفة حاسمة من جميع الجهات المعنية بالأمر..
واختتم "الخياط" حديثه مشيرًا إلى أن العلاج الأمثل لمرضى "فيروس سي" يجب أن يكون مبنيًا على دلائل وأسانيد علمية، وتدعمه الجمعية الأمريكية والأوروبية للكبد، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية.
وأشار اللواء والطبيب "عمر هيكل"- رئيس الأكاديمية العسكرية الطبية، ورئيس الجمعية المصريه لأمراض الكبد- إلى أن فيروس (c) يمثِّل مشكلة قومية، حيث تصل نسبة الإصابة به إلى 20% في الفئة العمرية من (50) إلى (55) سنة و10% في الفئة العمرية من (5) إلى (10) سنوات. مؤكِّدًا أن البلهارسيا لعبت دورًا هامًا في زيادة انتشار المرض في السنوات الماضية، لافتًا إلى أن الإهمال القائم في بعض المستشفيات وبعض المراكز الطبية يزيد من انتشار العدوى، خاصة في ظل عدم التمسك بالقواعد الصحية.
وطالب "هيكل" الأطباء بالانتباه عند اكتشافهم بعض التغيرات بالنسبة للمريض، مثل التغيير في "الصوت"، والالتهابات المزمنة في الأذن والحنجرة، وصعوبة البلع، ونوبات السعال المتكرِّرة، واستمرار الحساسية الصدرية والربو الشعبي والالتهاب الرئوي غير المستجيب للعلاج باستخدام المنظار، حيث أن هذه الأعراض قد تكون إحدى مضاعفات الإصابة بفيرس سي. وأكَّد أن دواء "الإنترفيرون" المصري الخاص بعلاج الفيروس الكبدي "سي" يحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث، وزيادة تأكيد أكثر قبل استخدامه.
يُذكر أن عددًا من نشطاء المجتمع المدني، وممثلي ائتلاف شباب الثورة، وحركة "6 أبريل"، وممثلي الجمعية الوطنية للتغيير، قد أعلنوا عن مشاركتهم في التظاهرة الإحتجاجية المزمع تنظيمها في الخامس والعشرين من أبريل أمام مجلس الوزراء، داعين جميع المصابين إلى التجمُّع في شارع القصر العيني ومجلس الشعب، والتعبير عن غضبهم لما آلت إليه حالتهم. كما قام الفريق القانوني للمركز المصري للحق في الدواء بتقديم دعوى أمام القضاء الإدارى باسم (118) مريض في 6/4/2011 تم التمييز ضدهم وحرمانهم من حقهم الطبيعي في الدواء المخصص لهم، وإجبار المنتفعين على تناول شيئًا غريبًا وغامضًا تحت دعاوي توفير النفقات!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :