الأقباط متحدون | توظيف الدين والمجتمع الذكوري
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٥٢ | الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ | ٣ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

توظيف الدين والمجتمع الذكوري

الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : مرثا فرنسيس
يبحث الانسان رجلا كان او امرأة عن الفرص المتاحة لزيادة دخله وتحسين ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، وقد تأتي الفرصة للمرأة الطبيبة أو المدرسة للاعارة في الخليج وبخاصة في المملكة العربية السعودية.في حين لا يجد الرجل اية مشكلة في سفره تاركا زوجته واولاده حيث يكون له مطلق الحرية ان يترك من يترك رغبة في ترشيد الانفاق على الأقل في الفترة الاولى للسفر على خلاف المرأة التي تواجه نفس الموقف بالإضافة إلى مشكلة خاصة بها لكونها امرأة وهي ضرورة ان تصطحب معها (مِحرِم) وهذا المحرم يكون زوجها اذا كانت متزوجة! أو قد يكون الأخ او الأب ان لم تكن متزوجة. ولا تستطيع المرأة السفر بمفردها لاداء مهام وظيفتها التي اختيرت بها في في السعودية أو في أي بلد بشترط أن تكون المرأة بصحبة محرم.

كيف تُسلب المرأة حقها الانساني في تحمل مسئولية السفر والعمل بمفردها؟ هل تُعَامل المرأة كقاصر تتحرك بمحرم ليكون بمثابة حارس لها، عندما تكون فرصة العمل متاحة للزوجة فقط، ماهي الوظيفة التي سيقضي السيد المِحِرم بها اوقاته عندما تخرج زوجته أو أخته الى عملها؟ هل سيقوم بدورها في البيت؟ ام سيقضي وقته في مشاهدة التلفزيون وقراءة المجلات؟ هل تحتاج المرأة الى رقيب؟ ام هذا هو الاسلوب الذي يضمن للرجل سطوته على المرأة في المجتمعات الذكورية؟
أعرف مهندسة كان معها زوجها وأولادها الثلاثة في المدارس وظل الزوج بلا عمل لمدة سنتين، والغريب أنه كان يتحكم في مصروفات البيت ومصاريفها الخاصة بمنتهى التبجح لدرجة أنه كان يحتفظ ببطاقة الإئتمان الخاصة بزوجته في جيبه حيث أنه لا يملك بطاقة ولا حساب في البنك.

كيف تظل المرأة التي اصبحت وزيرة ورئيسة دولة واستاذ جامعة وغير ذلك من المناصب التي استطاعت ان تعتليها بجهودها وذكائها واهتمامها- كيف تظل رهينة امر الرجل ومراقبته لها عندما تتاح لها الفرصة لتحقق طموحاتها العلمية والدراسية؟ كيف تشعر بالثقة في نفسها، وكيف تكون رؤيتها لهذا المحرم الذي لولاه لما استطاعت ان تعبر من خلال المطار الى السعودية او لدولة أخرى لتتولى وظيفتها. وأعود لاسأل سؤالي: هل ضرورة المحرم في عمل المرأة امر ديني ام هو من قبيل توظيف الدين لقهر المرأة في المجتمعات الذكورية؟ إذا كان وجود محرم مع المرأة أمرا دينيا، فلماذا تترك الطوابير المتدفقة من ألاف الفتيات الإندونيسيان والسيرلانكيات والهنديات للعمل في بيوت المملكة بلا محرم وهو أدعى للفتنة من الموظفات اللائي يسكن في بيوتهن الخاصة؟!!
وان كان وجود المِحِرم امرا دينيا فلماذا يُطبَق فقط في حالة الاعارة للعمل في المملكة السعودية وليس في كل دول العالم ؟
ولو كان ذلك مجرد عادة اجتماعية وموروث بيئي فكيف نسمح له بالبقاء حتى القرن الحادي والعشرين دون أن نصرخ بتصحيحه؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :