الأقباط متحدون | العوا وتصريحات نووية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٥٤ | الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ | ٣ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

العوا وتصريحات نووية

الاثنين ١١ ابريل ٢٠١١ - ٣٦: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاي- لوس أنجلوس

الدكتور محمد سليم العوا لا يعدم وسيلة في أن يثير تعجبي. ومع أن متابعتي لما يقوله حديثة العهد إلا أننى سمعت منه ما يكفي!
كانت تصريحاته -منذ شهور- في برنامج "بلا حدود" مع المذيع "أحمد منصور" قنبلة الموسم في ذلك الوقت. كانت قنبلة بالفعل إذ يرجح كثير من المحللين أن ذلك الحوار كان السبب المباشر وراء الاعتداءات التي طالت الآقباط بعدها، وعلى رأسها تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية وقتل العديد من المصلين الأقباط في ليلة رأس السنة.
وكان الدكتور العوا قد ادعى في حديثه الشهير، أن السلطات استولت على سفينة محملة بالأسلحة استوردها الأقباط من إسرائيل. وتلى ذلك ادعائه أن الأديرة والكنائس تحتوى على مخازن لتكديس السلاح، بغرض استعمالها يوما فى الحرب ضد المسلمين. ثم ربط هذه الادعاءات بتصريح للأنبا بيشوى كان قد قال فيه أن الأقباط يفضلون الاستشهاد عن أن يسمحوا لأحد بالتدخل في عقيدتهم. وكان الأنبا بيشوى يتكلم عن الأحوال الشخصية، ولكن الدكتور العوا فسرها أن من يستشهد لابد أنه يحارب فإذن هذا هو الدليل أن الأقباط يخططون للحرب ضد المسلمين!! وقد ثبت أن كل ادعاءات العوا كانت كذبا وافتراء، فقد استشهد بعدها العديد من الأقباط دون أن يحاربوا أو يستخدموا أسلحتهم المزعومة حتى في مجرد الدفاع عن النفس.
كانت تلك قنبلة الموسم الذي مضى، ولكن قنبلة الموسم الجديد (النووية) هي تصريحاته الأخيرة التي نشرتها جريدة الشروق بتاريخ 8 أبريل 2011. ويتحدث فيها عن ضرورة اقتناء كل بلد عربي للقنبلة النووية بالإضافة إلى موضوعات أخرى.
وكان الدكتور العوا، الذي يشغل منصب رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار، قد أدلى بتصريحاته في ندوة نظمتها "لجنة التطوير والمتابعة بنادي سموحة" بعنوان "ثورة 25 يناير وأمانة التغيير". وتعرض فيها أولاً للمؤهلات التي يعتقد أنها يجب توافرها في الرئيس القادم لمصر. فقال "أن الرئيس القادم انتقالي ويجب أن يكون عنده كرامة وألا يتكلم بالإنجليزية، وأن يكون أمينا لأننا جربنا الخيانة، وأن يخرج البلد من حالة الضعف إلى قوة اقتصادية".
وأعترف أننى وقفت طويلا أمام اشتراطه أن الرئيس القادم لا يتكلم الإنجليزية. وسأظل أضرب كفًا على كف وأتساءل "طب ليه؟" فلا أدري ما الاعتراض على استعمال اللغة الانجليزية بالذات؟ ولماذا هذا الشرط لا ينطبق على اللغات الأخرى كالفرنسية والألمانية؟
وماذا سيفعل رئيسنا القادم عندما يقابل رئيس الولايات المتحدة أو رئيس وزراء إنجلترا أوغيرهما من رؤساء الدول التي تتكلم الإنجليزية؟ هل سيسمح رئيسنا القادم بمترجم من طرفنا أو مترجم من طرفهم حتى يستطيع الرؤساء أن يفهموا بعضهم البعض، ولا يجلسوا مثل البكم تكون الإشارة هي لغة التفاهم بينهم، واللبيب بالإشارة يفهم!!
مازلت أتذكر هذا الموقف المضحك للرئيس العراقي السابق "صدام حسين" وهو يدلي بحديث لمراسل أجنبي يتكلم اللغة الإنجليزية. كان الحديث عقب احتلال العراق للكويت وكان يتم عن طريق مترجم عراقي. وأتذكر أن "صدام حسين" قال كلمة باللغة العربية ترجمها المترجم إلى الكلمة الانجليزية "“Equate ومعناها "يساوي" وتطابق هذه الكلمة الإنجليزية في نطقها كلمة "كويت". وعند سماع صدام للكلمة هب في وجه المترجم المسكين موبخًا "شو بتقول: كويت.. أنا ماقلت كويت!!" فبالنسبة لصدام لم يعد هناك وجود للكويت بعد غزوها وضمها كمحافظة تابعة للعراق. ونحن الذين نفهم اللغتين عرفنا ما حدث وضحكنا. ومن حسن الحظ أن هذا الموقف لم يترجم للغة الإنجليزية وإلا كانت تصبح فضيحة عالمية. فهل يريد الدكتور العوا أن يكرر رئيسنا القادم هذا الموقف المحرج أمام الإعلام العالمي؟.
وحقيقة لا أفهم صلة ربط عدم تكلم رئيسنا للغة الإنجليزية بموضوع الكرامة. هل يريد أن يقول دكتورنا أن التكلم بلغة أجنبية فيه انتقاص من كرامتنا؟ وهل الاقتصار على التكلم باللغة العربية فيه تأكيد لكرامتنا؟ إذا كان هذا صحيحًا، فلماذا لا تعمم الكرامة لكل الشعب المصري فنلغي مناهج اللغات من مدارسنا وجامعاتنا، وبالمرة نغلق كلية الألسن وكل مدارس اللغات التي انتشرت في مصر؟ ومراعاة للكرامة لماذا لا تلزم السفارات الأجنبية والشركات التي تريد أن تعمل في مصر أو تتعامل معها أن يتعلموا هم اللغة العربية؟
وأيضًا علينا أن نعلن أن شرطًا من شروط السياحة في مصر هي أن يجيد السائح اللغة العربية التي لا يتكلم مرشدينا السياحيين سواها. أو أن يأتي كل فوج ومعه ترجمانه الخاص.
وبمناسبة موضوع الكرامة أظنه لن يتحقق طالما نمد أيدنا طلبا للمعونة (من اللى يسوى وميسواش!!). فأمريكا تعطينا ما يزيد عن 2 مليار دولار سنويًا (12 مليار جنيه) منذ وقعنا معاهدة كامب دافيد مع إسرائيل من حوالي 30 عامًا. وعلى أي حال نحن لا نحتاج إلى أموالهم، فرئيسنا القادم "سيخرج البلد من حال الضعف إلى قوة اقتصادية" حسب تعبير الدكتور العوا. ومع ذلك لا يقول لنا العوا كيف سيخرج الرئيس القادم مصرد إلى هذه القوة الاقتصادية دون أن ينفتح على العالم الخارجي، بل على العكس يريد أن يوصد الباب بيننا وبينهم (بالضبة والمفتاح)؟
وشرط آخر يضعه الدكتور العوا في الرئيس القادم عندما قال "وأن يكون أمينًا لأننا جربنا الخيانة". ولا أدري كيف فاتنا أن نشترط الأمانة في رؤسائنا السابقين قبل أن ندرك أننا كنا مخطئين؟. وألم يكن هذا أمرًا منطقيًا بديهيًا لا نحتاج أن نجربه ثم نكتشف أننا كنا مخطئين؟
ثم يعود الدكتور العوا الى التلويح باستخدام القوة التي لا نملك منها إلا القليل. فيقول أن كل اعتداء على غزة أو لبنان أو أي بلد عربي، هو اعتداء على مصر. وبذلك يعود بنا إلى الشعارات العنترية أن العرب سيحاربوا كل أمريكي إمبريالي وإسرائيلي صهيوني (إلى آخر جندي مصري).
ودكتور العوا لابد يعتقد أنه قد غطى الخطة من جميع جوانبها. وجزء من الخطة هو اقتراحه كما قال في الندوة "إنتاج قنبلة نووية في كل دولة عربية لمواجهة العدو الذي يمتلك الكثير من القنابل النووية" وسؤالي له: هل تعتقد أن حاكمًا عربيًا مثل القذافي، بعد أن ينفق المليارات لشراء القنبلة، سيضيع هذه القنبلة الغالية الثمن على بلد أجنبي؟
من معرفتي عن القذافي أتوقع أنه سيقول "بلدي وشعبي أولى بيها!!"




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :