الأقباط متحدون | شعب على شفا حفرة من نار
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٣٩ | الثلاثاء ١٢ ابريل ٢٠١١ | ٤ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شعب على شفا حفرة من نار

الثلاثاء ١٢ ابريل ٢٠١١ - ٢٩: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أنور عصمت السادات
قضى المليك بأمره في كونه "آلا تدوم حكومة الطغيان نعيش معًا فترات عصيبة تمر بها مصر، تستوجب علينا أن نضع أولاً المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبار، وأن نتغاضى عن بعض التحفظات، ونوحد مواقفنا وخطواتنا ونكون أكثر وعيًا وحرصًا على أمن واستقرار الوطن، والحفاظ على مكاسب الثورة.

لا يستطيع أحد أن ينكر أن الجروح الغائرة التي أحدثها النظام السابق في نفس كل مصري، وملئت صدر كل مواطن بنيران موقدة لن تنطفئ إلا بعد أن يرى رموز الفساد في العهد السابق خلف القضبان، ويجد عوضًا عن دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حياة كريمة للآخرين، وأن تعود للشعب أمواله المنهوبة.
لكن هذا لن يتحقق إلا من خلال المؤسسة العسكرية التي أكدت لنا أنها تقف بجانب الشعب، وأنها درع الوطن وحصنه المنيع في حمايته وحماية ثورته والحفاظ على مكتسباتها، وضمان الإنتقال السلمي الآمن للسلطة، وأنها ليست بديلا عن شرعية الشعب.
هناك العديد من مطالب الشعب لم تحقق إلى الآن، وإن الخطر الذي نخشاه أن يعتقد الكثيرون أن التباطؤ يعنى التواطؤ، وتحدث الوقيعة بين الجيش والشعب، وتنجح مساعي الثورة المضادة، وحينئذ سوف تتجه مصر بكاملها إلى مصير، وتتحول الفرحة بالثورة إلى بكاء وندم.

إن محاولات فلول الحزب الوطني للوقيعة بين الجيش والشعب، والتي بدأت بالاعتداء على قائد الشرطة العسكرية بميدان التحرير عقب فعاليات جمعة المحاكمة والتطهير، وما تبعها من محاولات الاحتكاك واستفزاز القوات المسلحة، هي مخططات مدروسة لتدمير مصر، والقضاء على مكاسب الثورة.
إن أفراد الشعب والقوى الوطنية التي تناست خلافاتها الفكرية، وكذلك الروح التي جمعتهم في إطار المصلحة العليا للوطن نحن أحوج ما نكون لأن نبثها ونعيدها من جديد، لضمان نجاح الثورة وتحقيق مطالبها، وتفويت الفرصة على القوى الهدامة التي تهدف إلى تخريب مصر.
إن إسرائيل تترصد لنا في الخارج وأياديها تعبث بأمننا في الداخل، وإننا نواجه أخطارًا أخرى محلية وإقليمية ودولية، وأن أعظمها على الإطلاق هو الخلاف الداخلي الذي سيفتح الباب للأخطار الأخرى، ويحول أحلامنا التي واكبت الثورة إلى واقع مؤلم.
دعونا نعترف بأن المؤسسة العسكرية الآن هي المؤسسة الوحيدة التي تبدو متماسكة، وتمثل جهاز الردع الوحيد في بلد بحجم ومكانة مصر، وإن الصدام معها في هذه الآونة، وإن كانت توجد بعض التحفظات لن يصب في صالح الوطن، وهى الخيار الوحيد والخط الأحمر الذي تستدعى الظروف آلا نتجاوزه بأي شكل مهما حدث، وإننا على المحك، إما أن نساهم في الوقيعة بين الجيش والشعب، وإما فلننتظر معاً أن تتحول مصر إلى غابة موحشة، قانونها الوحيد البقاء للأقوى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :