المصريون بين التفكير والتكفير..الحل
بقلم: ماجد سوس
أول من خلط الدين بالسياسة في المنطقة العربية هم "الخوارج" وهي حركة شعبيةخرجت في عام 661 م بعد الخلاف الذي جرى بين على بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان وقد ربطت هذه الحركة الدين بالسياسة ربطا قويا محكما لم ينفك حتى وقتنا الحاضر .
والخوارج الجدد، كما اطلق عليهم البعض هم نتاج سياسة عربية بدأت تنجلي بصورة واضحة و مؤثرة من إحياء هذه الحركة على يد حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي ( الشهير بحسن البنا )مؤسس حركة الإخوان المسلمين سنة 1928 والمرشد الأول للجماعة وقد تورتطت الحكومة المصرية في إغتياله بعد أن صدر قرار من النقراشي باشا بحل جماعة الإخوان والجدير بالذكر أن جنازته لم تكن عسكرية ولم يحضرها من الرجال سوى والده وصديقه مكرم عبيد. بعدها ظهرت حركة الضباط الأحرار وهي أيضا حركة سياسية دينية وان كان الدين تخفى فيها ولكن قام بها بعض رجال الإخوان العسكريين وحدث إنقلاب عسكري في البلاد عام 1952 وتحولت مصر من نظام ملكي مستبد الى نظام جمهوري ظاهرياً، ملكياً مستبداً واقعا حتى قامت ثورة الشباب المصري في 25 يناير 2011 والتي أطاحت بنظام إستبدادي قمعي ولكنها في ذات الوقت أتت – وإن دون قصد – بعديد من الخوارج الجدد أوضحهما على الساحة، جماعة الأخوان المسلمين وجماعة السلفيين والأخيرة قام بتأسيسها الرئيس السادات بنفسه بناء على إقتراح من صديقه المقاول الشهير عثمان أحمد عثمان ليضرب بهم الشيوعيين .
والخوارج هم الذين وضعوا نظرية الخلافة في الإسلام.واذا أختير الحاكم فلايصح له ان يترك الحكم وهذا معناه ن حدث – لاقدرالله- تكون البلاد قد خرجت من مستنقع الى دوامه لا يجدي معها العوم ولا فرصة للنجاة. والميزة الوحيده لهم – من وجهة نظري – عدم وحدتهم السياسية وتفرقهم الى فرق صغيرة و جماعات . ومنذ أن أعلن جمال عبد الناصر حربه على جماعة الإخوان المسلمين بدأت المملكة العربية السعودية مرحلة تبني اعضاء الجماعة وافكارهم بحجة مكافحة الفكر الاشتراكي في مصر وسوريا في ذاك الوقت و غحتضنتهم لأكثر من ثلاثين عاما احتضانا سياسيا وثقافيا عجيب فبعد اعدام المفكر الاسلامي المتطرف سيد قطب في عام 1966 وزعماء الاخوان المسلمين يتوافدون على السعودية جماعات وافراد مخترقين " أمنها الفكري ز الثقافي" بمساندة ومباركة الحكومة السعودية التي تصورت انها بهذا ستوقف زحف الناصريين والبعثيين والماركسيين و غيرهم . وأصبح الاخوان المسلمين هم المسيطرين والمهيمنين على المجتمع السعودي بل ونشر فكرهم وبقوة في كثير من الدول العربيه بدعم مباشر وغير مباشر من السلطات السعودية فإمتلئت المدارس والجامعات بفكر الاخوان والذي ارتبط بفكر الوهابيين المتشدد فتربت اجيال من المتعصبين تتلمذت على يد سيد قطب صاحب النظريات العدائية والتكفيرية للشرق و الغرب سواء من خلال كتبه الشهيرة " معالم في الطريق"و "في ظلال القرآن " و "الاسلام ومشكلة الحضارة" و غيرهم. بل ان الكتاب الاول كان مقررا على طلبت المرحلة الثانوية في السعودية و هناك مقالات كتبها سيد قطب عن امريكا جمعت في كتاب ودرس ايضا للطلبة السعوديين تحت اسم " أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب " عبر فيه عن كرهه الشديد لأمريكا والغرب واعتبرها "دار حرب" وان سكانها "كافرون" وبعد ثلاثين عاما
وفي عام 2003 صرخ وزير الداخلية السعودي و لأول مرة في تاريخ المملكة، قائلا :غن الاخوان المسلمين هم "أساس البلاء في العالم العربي" فكانت صرخة مدوية جاءت بعد فوات الاوان .لقد نشر الأخوان كتاباتهم ووضعوهم على أرصفة شوارع الوطن العربي وتغلغلت كتابات مفكريهم وسط عقول الشباب الناشيء ووجدت كتب حسن البنا وسيد قطب و محمد قطب وحسن الهضيبي ويوسف القرضاوي و راشد الغنوشي وغيرهم و في نفس الوقت حزفت السعودية وكثير من الدول العربية من وزارات التربية والتعليم ، كتب طه حسين و بنت الشاطيء و أحمد أمين و نجيب محفوظ و توفيق الحكيم وهم جميعهم كتاب مسلمين لا يتفقون مع الفكر الوهابي. وأصبح الاخوان يسيطرون وبخطة محكمة على دول النفط الثرية و ايضالاعلى قيادات رابطة العالم الاسلامي و المؤتمر الاسلامي و غيرها من التنظيمات الاسلامية السعودية و يقول المفكر شاكر النابلسي إن السعوديين إستفادوا من خبرة الاخوان في تنظيم العمل الحزبي و في تنظيم الدعوة و نشر الخطاب فكانوا مثار اعجاب الوهابيين ورضاهم و استفادوا من خبرة الاخوان في نشر الخطاب الوهابي في مصر ودول الخليج و في افغانستان أيضا. في عام 2002 اعترف مأمون الهضيبي في حوار مع جريدة القدس العربي ان السعودية كانت تغذيهم و تدربهم عسكريا، وهو ما عاد وانكره بعد ذلك. فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر إستيقظ العرب من غفلتهم وعرفوا ان الاخوان هم سبب البلاء (كما صرح وزير الداخلية السعودي).وأن قصص البطولات الدينية الزائفة لم تعد تجدي الآن ؟
، والامر عزيزي القاريء الذي جعلنا نسرد تاريخهم ليعرف الجميع ان الاسلاميين الذين انتشروا في كل شبر في مصر وتسربوا الى كل المناصب والاشغال بل وكل طبقات الشعب ومدارسها وجامهاتها بل وانديتها، هم الذي دمروا مقدرات الوطن و مزقوا نسيجه وأطاحوا بالعقلاء و العلماء والكفاءات خارج البلد فقد أظهر تقرير الامم المتحدة للتنمية البشرية الذي صدر في عام 2002 بأننا أمة في أسفل قائمة الامم وان عددالاميين لدينا ستين مليون أميّاو ان عدد العاطلين عشرين مليون عاطلا عن العمل وان هناك عشرة ملايين من الاطفال بلا مدارس وتحولت خير أمه أخرجت للناس الى خانة "أتعس أمة تعيش بين الناس " والآن يا أحبائي بعد أن قامت الثورة الشعبية المصرية في 25يناير2011 توسمنا خيرنا في شبابنا و مثقفينا الذين آرادوا لمصرنا حياة رغده وديمقراطية ولكن خرجت جماعات الاسلام المتطرفة من الجحور وبدأت تنشر فكرها السلفي بين أفراد المجتمع وبدأوا يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في كل أنحاء البلاد ثم عاد الإحتكاك بالأقباط و إضطهادهم المباشر وتمسكوا بمبدأ أن تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتسريع وخرجت أخبار كثيره من كل مكان عن إعتداءات على الأقباط وكنائسهم وبناتهم وبدأ السلفيون المطالبة بعودة الخلافة الإسلامية و بتطبيق الحدود الشرعية وبإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولأن الصورة قد تبدو قاتمة و مقلقة الا ان التجارب علمتنا ان بالتنظيم والتخطيط والتعاون والعمل بروح الجماعة متوازيا في نفس الوقت مع الصلاة الدائمة من أجل مصر ستكون النتائج مضمونة وأنتهز هذه الفرصة يا إخوتي وأطلب منكم أولا أن نتمسك جميعنا وننادي بأحقية المصريين بالخارج في التصويت وممارسة العمل السياسي في الوطن ثانيا أريدكم يا إخوتي ان تشتركوا بإيجابية في الأحزاب الليبرالية في مصر .. فقد انضممت منذ أيام قليلة الى حزب المصريين الأحرار الذي قام بتأسيسه رجل الاعمال الوطني نجيب ساويرس على مبادئ المواطنة والمساواة ذات المرجعية الليبرالية ويهدف الى بناء دولة قوية الإقتصاد مع مجتمع يقبل الجميع وما أسعدني حقا هو إنضمام الكثير من إخوتنا المسلمين الى هذا الحزب بل أكثر من هذا جاءني زميل مسلم في العمل وقال لي إنه إنضم الى هذا الحزب وهو ومجموعة مسلمين وطالبني أن أنضم ووجدته فرح جدا عندما عرف بإننا إنضممت في نفس يوم إنشاء الحزب. أترك لك عزيزي القاريء حرية إختيار الحزب الذي ترى مطالبه تناسب مبادئك وتخدم مصر وترفع شأن المصريين مسيحيين ومسلمين وتنهض بالوطن ونصيحتي للأحزاب الليبرالية هي انها مهما تعددت لابد ان يتم تكوين إئتلاف يضم كل هذه الأحزاب معا حتى نوقف زحف و مد التيار الاسلامي المتشدد وهذا لن يتأتى الا بعد أن نتحد معا في عمل مشترك مؤثر و فعال و لنصبر يا احبائي ونعلم ان ما نيل المطالب بالتمني وانما تؤخذ الدنيا غلابا و لنتذكر ونتعلم من التاريخ أن حسن البنا – مؤسس حركة الإخوان المسلمين - لم يستطع أن يدخل البرلمان يوما بسبب حزب الوفد في ذات الوقت وقد حاول أكثر من مرة ولكنه فشل . والنصرة جاءت للرجال الذين حين يتفقوا ويلتزموا يجب أن يوفوا بوعدهم فتفضيل مصلحة الوطن الآن أهم من مصلحة الفرد ، لذا فلنأخذ هذا العمل الوطني محمل الجد حتى ننال مانبغاه
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :