شخصيات لها تاريخ "جاجارين" ويوبيل أول غزو للفضاء
بقلم: د. ممدوح حليم
في يوم 12 أبريل الجاري، احتفل العالم بمرور 50 عاما ً على أول غزو للفضاء، بواسطة رائد الفضاء الروسي "يوري جاجارين" . في يوم 12/ 4/ 1961 ، تمكن جاجارين من اختراق الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض، وذلك من داخل مركبة الفضاء الروسية " فوستوك-1" .
ولد " يوري جاجارين" من أسرة فقيرة في 9 مارس عام 1934، كان أبوه نجارا ً، تمتع منذ طفولته بالذكاء الخارق وقوة الملاحظة والالتزام، عمل في شبابه المبكر في مصنع للحديد والصلب، وفي هذه الأثناء حصل على دورة تدريبية في معهد للتكنولوجيا، تمكن خلالها من الالتحاق بنادي الطيران حيث استطاع الطيران بالطائرات الخفيفة بكفاءة عالية مما شجعه على الالتحاق بكلية الطيران الحربي عام 1955. وبعد أن حصل على تدريب كاف على طائرات ميج 15، تم تعيينه في قاعدة جوية بالقرب من الحدود النرويجية.
في عام 1960 ، بدأ العاملون في برنامج الفضاء الروسي في البحث الدقيق عن الأشخاص المناسبين للتدريب لغزو الفضاء. تم اختيار 20 شخصا ً خضعوا لاختبارات جسمانية ونفسية قاسية لمهمة عسيرة لم تعرفها البشرية من قبل هي غزو الفضاء، وفي النهاية وقع الاختيار على "يوري جاجارين" الذي قام بالمهمة خير قيام ليغير تاريخ البشرية.
وفي 12/4/1961، أصبح جاجارين أول من يرى الأرض من الفضاء الخارجي مما أدهش العالم بما في ذلك الروس أنفسهم الذين لم يتوقعوا كثيرا ً أن يعود، مما حدا بالزعيم الروسي خورشوف أن يرقيه من رتبة مساعد أول إلى رتبة رائد وهو في رحلته الفضائية.
لقد أنجز رائد الفضاء "يوري جاجارين" من خلال برنامج الفضاء الروسي انجازا ً أدخل البشرية في عهد جديد وآفاق واسعة، مما جعل الزعيم الروسي خورشوف يرفعه لمرتبة البطل القومي. أطلق اسمه على الشوارع والميادين وأقيمت له التماثيل في ربوع الاتحاد السوفيتي بلغ عددها في العاصمة الروسية موسكو وحدها 9 تماثيل.
جاب العالم كبطل، واستقبلته ملكة بريطانيا وجابت معه الشوارع في موكبها الملكي. زار مصر واستقبله الرئيس جمال عبد الناصر، وكان في الثلاثينات من عمره إذ غزا الفضاء وعمره 27 عاما ً.
رفع هذا الانجاز رأس الاتحاد السوفيتي عاليا ً، واعتبر بمثابة انتصار على الولايات المتحدة التي كانت في حرب باردة معه آنذاك، وارتفعت أسهم الشيوعية والفكر الاشتراكي الذي يؤدي بالشعوب إلى الوصول للفضاء، صار السوفييت زعماء الشيوعية في العالم بلا منافس، وصار للكتلة الشرقية مكانة محترمة، وأصبح للشيوعية مريدون في أماكن كثيرة من العالم.
نعود لجاجارين، الذي عمل مدربا للطيران الحربي فيما بعد، وفي طلعة تدريبية بطائرة ميج 15 يوم 27 مارس 1968 ، تحطمت الطائرة ليموت واحد من أشجع الرجال الذين كتبت أسماؤهم بحروف من نور، عن عمر بلغ 34 عاما ً فقط. وتجدر الإشارة إلى أن أسباب الحادث لم تعرف حتى الآن، ولم يعرف ما إذا كان الحادث مدبرا ً من عدمه. ولقد دفن " يوري جاجارين " عند سور الكرملين تقديرا ً لانجازه التاريخي.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :