الأقباط متحدون | لا مؤاخذة يا مصر.. الكتاب الذي فضح نظام مبارك بأسلوب ساخر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٣٠ | الاربعاء ١٣ ابريل ٢٠١١ | ٥ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا مؤاخذة يا مصر.. الكتاب الذي فضح نظام مبارك بأسلوب ساخر

الاربعاء ١٣ ابريل ٢٠١١ - ٢٦: ٠٧ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس بشرى
يعد الكتاب الذي نتناوله اليوم، للكاتبة المصرية "أماني موسى"، من أبرز الكتب التي تناولت بشكل ساخر، كيف ساهم نظام الرئيس السابق "محمد حسني مبارك" في الوصول بالشعب المصري لحالة الانفجار والثورة، بسبب سياساته التهميشية تجاه الشعب المصري في كافة المجالات، فمن يقرأ الكتاب أظن أنه سوف لا تفارق شفتيه البسمة، ولا تبرح عينيه الدمعة في آن واحد، حيث تسبح من خلال مقالاته الساخرة التي تبلغ 68 مقالة، في تفاصيل التفاصيل من صور وأشكال المعاناة التي عاناها الشعب المصري، على يد النظام القمعي السابق الذي رحل غير مأسوف عليه، فلن تسمح الكاتبة لمشكلة من المشاكل التي يعاني منها الشعب المصري أن تفلت منها وكأنها قطعت عهدًا على نفسها أن تكون صوتًا لمن لا صوت له، في زمن عجز فيه المواطن المصري حتى عن الصراخ، بسبب سياسات النظام السابق.
وفي كتاب "لا مؤاخذة يا مصر" تعاتب الكاتبة مصر العظيمة كأم لها، ولم ترتضي أن تعاتب نظام فاسد لا تجدي معه آساليب العتاب والصراخ.. تعاتب الكاتبة مصر لأنها ترى أنها النظام الذي ساهم في تجويع أبنائها ليس جديرًا بقيادة شعبها، ومن أبرز المقالات الساخرة التي حملها الكتاب والتي تعاتب فيها الكاتبة مصر بشكل ساخر جامع بين النقيضين من الحزن والضحك: "شايفة يا مصر" و"قصيدة غزل في حب مصر"، "في مصر وبس" و"الحياة في مصر مقلب كبير" و"التهمة مصري" وغيرها.

كما نجحت الكاتبة ببراعة في تشريح القضايا السياسية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب المصري، واعتبرتها بمثابة جرس انذار لأولي الأمر قبل أن تتصاعد موجة الانفجار التي تأكل الأخطر واليابس، فتعرضت الكاتبة لمهازل تزوير الانتخابات في مقال بعنوان "أضواء على الانتخابات" ومشكلة الزحام الشديدة وأزمة المواصلات في مقال "وسائل المواصلات والتعذيب"، ومشكلة البطالة في مقال "إعلان وظائف خالية" وجرائم النهب والسرقة والعنوسة والهوة الطبقية الشاسعة بين الأغنياء والفقراء في مقالها "الناس اللي فوق والناس اللي تحت"، والتعليم والصحة، كما لم تترك الكاتبة المواطن فريسة لمن يريدون استنزافه عبر المسابقات التليفزيونية، وانتقدت بشكل ساخر أساليب النصب على المواطن في مقال لها عن التسول، وانتقدت أيضًا هجرة العقول المصرية إلى الخارج، وطرحت قضية التحرش الجنسي، واعتبرت أن الأحلام في مصر مشروعة ولكنها في ظل النظام البائد كانت ممنوعة!!

وتعرضت لسياسات الإعلام المصري في معالجة القضايا وخاصة قضايا المواطنة والفتنة الطائفية، واختتمت الكاتبة كتابها بمقال بعنوان "رسالة من المصري أفندي للسيد الرئيس" قالت فيه: "أتقدم اليك برسالة مني أنا المصري أفندي سابقًا، والذي لم أعد الآن سوى بقايا إنسان أو خيال مآتة متحرك على أرض مصر.. أما لقب أفندي فقد اُأنتزع مني بعدما قهرتني الظروف وسوء الأحوال... فقديمًا كان يذكر اسم المصري مقترنًا بالحضارة والتقدم في الطب ومختلف الفنون والعلوم، ولكن الآن اقترن اسمي بحمل الهموم والانكسار وكم لا بأس به من المصائب... أتقدم إليك بشكواي بعد أن ضاقت بي الأحوال المادية والصحية والاجتماعية، أتقدم إليك بعد أن صمت أذان المسئولين عن السماع لشكواي أو الاهتمام بأمري وتحسين مستوى معيشيتي وشكواي سيدي الرئيس لا تحدها تلك السطور، بل هي عديدة ومتسعة اتساع أرض الكنانة التي باتت أرض العكننة...

الكاتبة "أماني موسى"؛ طرحت بقوة الأزمة الاجتماعية مطالبة بإصلاح اجتماعي، كما وصفت معاناة الأقلية القبطية بقوة مطالبة بحلها عبر قوانين، ووصفت حالة القمع السياسي الذي عاشته مصر في عهد الرئيس السابق ونظامه مطالبة بإصلاحات ديمقراطية، من يقرأ هذا الكتاب فلسوف يشعر على الفور أن ثورة 25 يناير قادمة لا محالة، ويدرك أيضًا أن الثورة ستظل مشتعلة ببقاء المشكلات التي طرحت ببراعة في الكتاب، فكما أن هذا الكتاب كان بمثابة جرس إنذار لنظام سابق فهو لا يزال جرس إنذار للأنظمة الحالية والقادمة ليتعظ المسؤلين.

وتطرقت أيضًا للعديد من المشاكل الاجتماعية بشكل ساخر عفوي كتحدثها عن أزمة العنوسة والبطالة وإشارات المرور وبعض سلوكيات المصريين التي تتسم بالفطرة. واستخدمت بعض المصطلحات الساخرة والأسماء التي تعبر عن عمق معاناة المصري مثل "سعيد مسعد أبو السعد" وهو المواطن البائس الذي يعاني في حياته اليومية من عدة مشاكل.

قال عن هذا الكتاب الروائي والأديب المصري "موسى نجيب موسى" في المقدمة التي كتبها لهذا الكتاب: "الكتابة الساخرة عندما تخرج من قلب الحقائق تفتح الآفاق أمام المتلقي كي لا يضحك فقط، بل كي يتألم من أجل الوصول إلى حل أو علاج لكل الأماض التي يعتل بها جسد مصرنا الحبيبة، وهكذا تعاملت الكاتبة الساخرة "أماني موسى" مع قضايا الوطن ليس من منطلق الفضح والتعرية لكن من منطلق الأم التي تخاف على وليدها وتحرص على أن يحيا ولو على حساب حياتها شخصيًا، تتعامل مع المشكلات والقضايا من أجل محاولة لفت النظر إليها، وتنبيه ليس فقط المسئولون فقط إليها بل تنبيه الجميع إلى هذه المشكلات والقضايا والمعضلات التي تعوق حركة الحياة داخل المجتمع المصري، وتجعل من الثبات والجمود سمة لهذا المجتمع الذي ضربته كل العلل والأمراض من كل لون وكل شكل ونحن نقف لا حول لنا ولا قوة، ومن أجل هذا نستطيع أن نقول إن "أماني موسى" بكتابها الأول في مجال الكتابة الساخرة قد حجزت لها مبكرًا مقعدًا في الصفوف الأمامية".
وإنني هنا ومن خلال قرأتي للكتاب أستطيع أن أجزم بأن الكاتبة "أماني موسى" قد تربعت بالفعل على مقعد بالصفوت الأمامية في مجال الكتابة الساخرة.

يذكر أن الكتاب صدر عن دار سندباد للنشر والإعلام وهي للكاتب خليل الجيزاوي روائي وكاتب وصحفي.
وجدير بالذكر إن الكتاب متواجد ببعض المكتبات منها:
مكتبة عمر بوك ستور
17 ش طلعت حرب فوق مطعم فلفة

مكتبة ليلى
17 ش جواد حسني من قصر النيل بجوار الخطوط الجوية الليبية

مكتبة سنابل
تقاطع صبري ابو علم مع ش شريف بجوار وزارة الأوقاف
 

للاشتراك فى صفحة الكتاب على الفيس بوك ...أضغط هنا




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :