الأقباط متحدون | عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٠٧ | الجمعة ١٥ ابريل ٢٠١١ | ٧ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي

الجمعة ١٥ ابريل ٢٠١١ - ٥٦: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود الزهيري

الأمراض النفسية تشبه شجرة الهالوك , تعتمد في بقائها علي ماتستنفذه من قوة الغير , ومركبات النقص تقتل صاحبها بجدارة في ثبات وروية , فالمريض النفسى ذاته تصل به لحد التضخم , فلا يرى إلا ذاته , ولا يسمع إلا لنفسه , ولا يتكلم إلا عن صنائعه المتوهمة .
 

هناك أمراض العظمة , والتي تصيب أصحاب المناصب السيادية , والتي تجعل من المريض وكأنه إله أو نصف إله , وتنتابه مظاهر العجب بالنفس والخيلاء , ويستصغر في نظره من هم دونه في المرتبة الوظيفية , وهذا ماشاهدناه في معظم حالات من تقلدوا المناصب السياسية أو الإدارية , وخاصة المناصب المتعلقة بالأجهزة الأمنية , والإستخباراتية , فتجد لهم سمت المرضى النفسيين , وصفات الطغاة المتجبرين .
 

إلا أنني إستوقفني مشهد لم أعتاده في مصر أو في أي دولة من الدول العربية إلا من باب الندرة الأخلاقية , والشرف العقلي , والكرامة الإنسانية , فقد إستوقفني عقلياً , وعاطفياً , مشهد الدكتور عصام شرف , وهو الأستاذ الجامعي الرائع , ورئيس الوزراء البطل , حينما أحضر مسرعاً لسيدة من الفلاحات المصريات البسيطات , حذائها أمامها , بعد أن خلعته أمام باب مكتبه , وطلب منها في تواضع أخلاقي رفيع أن تلبس حذائها , فما كان من السيدة المصرية إلا أن إنهمرت في البكاء من رد الفعل الأخلاقي للدكتور عصام شرف , وذلك أمام كافة الحضور من الموجودين معها من الفلاحين , وكذلك الموظفين بمكتبه .
 

وكذلك موقفه مع بائع فول كان يبيع الفول والسندوتشات علي عربة بسيطة كان يقف بها أمام مسكنه , قبل تولي منصب وزير النقل , وحينما تقلد المنصب , غادر الرجل المكان , فما كان من الرجل الإنسان عصام شرف , إلا أن بحث عنه وأعاده إلي حيث كان يقف بعربة الفول أمام منزله .
 

هذه المواقف الإنسانية بنبلها , ونبل مسعاها , وغاياتها الإنسانية الرفيعة , تستثير في النفس مشاهد التجبر والغطرسة لمشاهد من العصر الخسيس بوضاعة ودناءة من تقلدوا مناصب سياسية , أو سيادية , وخاصة المناصب الأمنية أو المخابراتية , وهذا ماتبدي من مظاهر عديدة لتلك المركبات النفسية المصنوعة بوضاعة وخسة ونذالة أصحاب تلك الأمراض التي يظنوا بها أنهم فوق البشر , وأعلي منهم شأناً وقيمة ومقداراً , وهم للخسة والوضاعة والنذالة أقرب , فتبدت غالبية الجرائم من منتوجات تلك الأمراض متمثلة في الإستبداد السياسى الذي أنتج الطغيان , ومعه تم إنتاج كل منتوجات الفساد المطلق .
 

ونحن أيها الشريف بـ أخلاقك السامية , والنبيل بأفعالك البطلة النبية , ننحني لنبلك , فهذا نبل لنا , ونستشرف سمو أخلاقك عسانا أن نتماس معها , فهذا مانريده للمصريين , لكي نسمو بمصر الوطن , والمواطن .

 

 

 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :