الأقباط متحدون | حان الوقت لتحديد المصطلحــــات السياسيــــــة ....!!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٠١ | الاثنين ١٨ ابريل ٢٠١١ | ١٠ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حان الوقت لتحديد المصطلحــــات السياسيــــــة ....!!!!

الاثنين ١٨ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
هوجة من التعبيرات والمصطلحات الجديدة بدأ الشعب يرددها من بعد ثورة 25 يناير .. وعندما أسال عن مفهوم هذه المصطلحات أجدها تختلف في الكثير من معانيها من بين مختلفي الثقافات والتعليم والأعمار والديانات والتوجهات والأفكار . هذه التعبيرات هي أساس مطالب شباب الثورة , وبناء عليها إجتمع جميع قوي الشعب وربما ولأول مرة في تاريخ مصر عليها , وأتخذوها مباديء صالحة مقتنعين تماما أن هذه المصطلحات والتي تعبر عن اسلوب الحياة الجديدة بعد حياة قضاها الشعب مضغوطا طيلة الثلاثين سنة الماضية خاصة , والستين سنة الأخيرة عامة , هي الوحيدة التي تهيء حياة سعيدة والتي تُعطي لهم حياة الرفاهية و الإطمئنان.

لأول مرة يتكلم الشعب بصدق وبروح جادة عن تعبيرات سياسية عظيمة مثل .. المواطنة .. الديمقراطية .. الدولة المدنية والدولة الدينية .. الحوار الجيد .. الوحدة .. قبول الآخر .. الحقوق الإنسانية بجميع أنواعها .. الحرية الدينية .. الإقتصاد الحر .. العدالة الإجتماعية , وحقوق المرأة .... حكم رئاسي أو برلماني ... والكثير من المصطلحات السياسية الأخري حتي اننا بدأنا نسمع كلمات أجنبية تُستخدم في العمل السياسي مثل كلمتي " أجنـــــــدة .. والفايــــــل " يرددها الكثير من طبقات الشعب التي لم تحظي من التعليم او الثقافة الحظ الكافي .

لكننا ما زلنا نختلف هنا في مصر ونحن في طريقنا إلي بناء دولة مدنية ديموقراطية مبنية علي المواطنة المصرية , في المضمون السياسي لهذه الكلمات السابقة التي تختلف تبعا لكل فئة وأخري . أنا لا أقصد ان أحجم تفكير أو توجهات كل فئة حول مفهومها لكل تعبير او مصطلح .. بل بالعكس التنوع الفكري الجيد في معني هذه المصطلحات يجعل حياتنا السياسية متجددة ومستمرة إلي الأحسن . لكن أنا اقصد علي كل فئة أو حزب تعمل بصدق علي توضيح وتحديد تحديدا دقيقا لمفهومها تلك المصطلحات لكي يكون الفرد علي علم بها عندما يمارس حقه في عمليات جميع أنواع الإنتخابات .. صحيح كل الفئات والأحزاب اتفقوا علي مبدأ واحد وخصوصا بعد ثورة 25 يناير والذي يتلخص في بناء "دولة مدنية ديموقراطية اساسها المواطنة" .. لكن وضح أن كل فئة من فئات الشعب لها منظور معين إتجاه كل مصطلح .. فالدولة المدنية في نظر الإخوان المسلمين تختلف تماما عن نظرة باقي المجموعات الإسلامية لها مثل الإسلام المعتدل , والإسلام السلفي .. كذلك يختلف مضمون الكلمة بين الشرائح الأخرى مثل المسيحيين وبعض الأحزاب الموجوده علي الساحة. لكن الكل يتفق أن الدولة المدنية هي فصل الدين عن الدولة .. لكن حتي هذا المبدأ نجده يختلف بين فئات الشعب طبقا لمرجعيته الخاصة , بهذه المرجعية نجد أنفسنا اننا نرجع إلي نقطة البداية مرة أخري ألا وهي انهم يسعون إلي بناء دولة ظاهرها دولة مدنية لكن لُبها دينية في حالة لو كانت مرجعية هذه الفئات دينية .. أو مدنية إشتراكية لو كانت الخلفية إشتراكية .. وهكذا .

كذلك ... نجد أن مصطلح الديمقراطية يختلف بين الفرق الإسلامية فيما بينها .. وكل فريق له حجته من تعاليمهم الكتابية أو العرفية .. فنجد فريقا يري أن الديمقراطية نظام مخالف للإسلام ؛ حيث يجعل سلطة التشريع للشعب ، أو من ينوب عنهم (كنواب مجلس الشعب) ، لأن كلمة الديموقراطية هي في الأصل يونانية و تعني " حكم الشعب " وعليه : فيكون الحكم فيه لغير الله تعالى ، بل للشعب ، ونوابه ، وقد أخبر الله تعالى فيه كتابه أن الحكم له وحده ، وأنه أحكم الحاكمين ، ونهى أن يُشرك به أحد في حكمه ، وأخبر أن لا أحد أحسن منه حكماً. وعضدوا فكرهم هذا من كتابهم حيث توجد آيات تؤكد هذا الفكر مثل : قال الله تعالي : ( فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) غافر/12 ... ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40 ... (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) التين/8 ... ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ في حكمه أحدا ) الكهف / 26 .

وهناك جانب آخر من الإخوة المسلمين يدعون أن هناك ديموقراطية إسلامية متقدمة , تناسب وتواكب الحياة الحديثة بتغيراتها .. فيعلنون إن الإسلام كان رائدا في الفكر الديموقراطي .. حيث نادي الإسلام الذي ظهر في القرن السابع الميلادي بنفس المباديء التي تنادي به الديموقراطية الحديثة أو العالمية وهي "الحرية والمساواة والعدل" .. والذي ظهرت في القرن الثامن عشر ميلادي .. هذا من وجهة نظرهم .. ويستمرون في فكرهم حول الديموقراطية الإسلامية الحديثة بانها وليدة في زمن قبل ديموقراطية "روسو" مستندين علي حديث قاله "عمر بن الخطاب" : (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) .. كما أن أصحاب هذه الديموقراطية الإسلامية الحديثة ينادون بالمساواة والحرية في قول كتابهم " لا إكراه في الدين " متمثلين بالثورة الفرنسية التي تنص علي عدم التمييز بسبب الجنس أو العرق أو الدين .. لكن عندما ندقق في مرجعية هذه الفئة نجدها تتخذ ايضا الإسلام مرجعية لها .

أما مصطلح المواطنة .. لا أنكر ان أغلب الملل الإسلامية المعتدلة تعترف بالمواطنة مثل البلاد المتقدمة .. لكن ما تزال هناك مشكلة أن التوجهات الإسلامية السلفية تعتبر كل مَنْ لا يدين بالإسلام أنه ذمي وعليه بدفع جزية مقابل تواجده معهم في وطن واحد .. ومقابل عدم إشتراكه في الحروب والغزوات . أما الإسلام المعتدل فهو يلغي تماما هذا الفكر الإستعماري ... حيث الحكم والمراكز فقط من نصيب الأغلبية ... كما أن هناك السلفيين المتشددين لا يقبلوا مواطنة شخص إلا مَنْ هو يدين بفكرهم حتي ولو كان هذا الوطن هو الموطن الأصلي لهذا الشخص.

نحن نسال أنفسنا الآن ... ما مصير بلادنا المصرية بعد خمسة شهور ؟؟؟ .. وخصوصا نري في هذه الأيام كثيرا من الحركات الدينية المتشددة تأخذ الكثير من المساحات الإعلامية وخصوصا بين طبقات معينة من الشعب يغلب عليها الفقر والجهل والحياة العشوائية ... ولديها تأثير أقوي وأجدي من المسلمين المعتدلين والذين يؤمنون بحياة مدنية ديموقراطية اساسها المواطنة . لذلك انوه علي لجنة الأحزاب أن تتمسك بوضوح البرامج المقدمة من مؤسسي الأحزاب الجديدة .. وعليها ان لا تقبل اي برامج تحوي كلاما عائما او مصطلحات رنانة في الظاهر لكن ما بين هذه الرنات نسمع اصوات طبول الحرب والكراهية .
اتمني أن نجتاز هذه المرحلة ونحن غير غائبين عن وعينا .. علينا نحن الذين ينتمون إلي الحياة المدنية الحقيقية مسيحيون او مسلمون أن ننشط بين شعوب القري والنجوع .. وتعليمهم اصول حياة الحرية .. وأن لا نشرك حياتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية تحت رحمة الديانات .. علي مؤسسي الأحزاب أن يستعينوا بالمرجعية الإنسانية الجميلة والتي هي بلا شك من قبل الله الخالق الذي أعطانا وزنة الحب كما أحبنا هو .. وعلمنا قبول الآخر كما هو ايضا فعل ومايزال يفعل حتي نهاية الدهور......!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :