- "خالد علي" في "المريناب": فرصتي في الانتخابات لا تقل عن فرصة أي مرشح
- حملة خالد علي تتعرض للتشهير في بعض المحافظات
- "سعد الدين إبراهيم": اتفقنا مع مركز "كارتر" على إرسال مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات الرئاسية
- منظمة حقوقية تطالب بحل الأحزاب الدينية وتفعيل الرقابة على الجمعيات الأهلية
- فساد المحليات لايزال مستمرًا والمسؤولون "محلك سر"
دكتور "لويس عوض"
بقلم: تريزة سمير
حامل المشعل، فقيه اللغة، الشاعر، الناقد، مؤرِّخ الفكر والحضارة، الفنان، الكاتب السياسي، المترجم. باختصار.. الرجل الذي ختم عصر الموسوعيين.. إنه "لويس عوض".
وللأديب والكاتب والشاعر "لويس عوض" الكثير من التراث الشعري والنثري والأدبي والفني، كتب الكثير والكثير إلى أن رحل عن عالمنا بتاريخ 9-9- 1990، وانطوت في هذا اليوم صفحة آخر الموسوعيين.
أريد أن أعرض ما كتبه "عوض" بما يتناسب وهذا التوقيت بعد 25 يناير، هذا التاريخ الفاصل في حياة المصريين.. "نحن نعيش في مجتمع آسن، أحدث شيء فيه تم منذ ثلاثة آلاف سنة، فالعفن في عقولنا وفي حواسنا وفي كتبنا وعلى الجداران، وفي الهواء عفن، والنيل ذاته قد تعفن منذ كفت إيزيس عن البكاء من أجل أوزيريس. فنحن أحوج ما نكون إلى التجربة، وخلاصنا لن يكون إلا بالثورة الدائمة".
اللغة.. وقيم الشكل عند "لويس عوض"
كان الحس الجمالي في نقد الشعر عند "لويس عوض" يتضح في الإشارات التي وردت هنا وهناك في أكثر من موقف، والتي تدل على حفاوة "عوض" لا لقيم الشكلية في العمل الشعري. ومن هذه الإشارات ملحوظته الذكية على نتاج شعراء التفعيلة، أو عمود الشعر الجديد كما كان يسميه، حيث عزا بعض عيوب هذا الشعر وعدم رسوخه، لا إلى أنه كان ومازال في بدايته الأولى فحسب، بل إلى قلة احتفاء شعرائه بالشكل لحساب المضمون... قصة "عوض" مع لغة الشعر تبدأ من شبابه حتى أخريات أيامه، ومن "بلوتولاند" حتى آخر حديث أدلى به.
ففي المقدمة الشهيرة لديوان "بلوتولاند" يطلق صيحته المعروفة بضرورة "كسر رقبة البلاغة القديمة" التي اقتبسها من "فيرلين". وقد حورب "عوض" حربًا لا هوادة فيها من زباينة التراث وسدنة الأوثان، بسبب هذه الدعوة التي قرنوها بالكفر والمروق..
ربما كان "عوض" قد تأثر في دعوته تلك إلى بعض ما كان قد دعا إليه "سلامة موسى" وألح عليه في كتابات أخرى، وهي دعوة لم تقف عند حدود "مصر" بل تجاوزتها إلى أقطار عربية أخرى، نادى فيها أصحابها بهجرة اللغة العربية الفصحى إلى اللغات أو اللهجات المحلية أو حتى إلى الكتابة بالحروف اللاتينية. ولعل أبرز هذه الدعوات، ما نادى به "سعيد عقل" من أن "اللغة هي ما في الفم لا ما في الكتاب".
رفض فكرة الإلهام أو الوحي كأساس أو مصدر وحيد للفن رفض "عوض" أن يكون الإلهام أو الوحي أساسًا أو مصدرًا وحيدًا للفن، وقدَّم الصنعة وإتقان الأدوات ومما له دلالة كبيرة في هذا الشأن. وقال
"عوض": "لن يخرج الشعر الجدي من مرحلة الخطر في المستقبل القريب، إلا إذا راض الشعراء الجدد أنفسهم على المكابدة في سبيل الفن، وتكاتفوا على إقامة عمود للشعر الجديد، مكان ذلك العمود القديم الذي حطموه في سبيل الحياة، ورسموا لنا صورة للفن جديد، يسودها النظام والانسجام مكان تلك الصورة القديمة التي تنكروا لها بعد أن أنكرتها الحياة"... ولعل أهم ما قاله في هذا الشأن "النظام هو الفن.. والفن هو النظام".
لـ"مصر" والحرية.. مواقف سياسية
كان للكاتب "لويس عوض" الكثير من الكتب والمقالات السياسية، ولعل كتاب "لمصر والحرية" يشمل الكثير من مواقف "عوض" السياسية في الأدب والسياسة، ودستور الشعب، والإنسانية الجديدة، وموقف الفنان الإنساني، والمجتمع الجديد في التأميمات، وإمكانيات الحوار في المجتمع المصري، ومصر في مفترق الطرق، ومصر ما وراء البحار، والكثير من مواقف وأراء "عوض" السياسية الي تحدث عنها من خلال الكتاب.
ذكريات "عوض" عن ثورة 1952
كان د. "لويس عوض" غائبًا عن "مصر" بين أغسطس (آب) 1951 وأغسطس 1953، وذلك لحصوله على زمالة في جامعة "برنستون" من مؤسسة "روكفلر" لمدة سنتين، وأثناء غيابه في "أمريكا" قامت ثورة 1952.
يقول "عوض": "لم أعرف هل أفرح لها أم أحزن. فكنت بحكم تكويني الثقافي لا أقر بتدخل الجيش في السياسة، ولذا فقد كانت استجابتي الأولى لها مشوبة بتوجس شديد، لاسيما أن تجربة الانقلابات العسكرية في الدول اللاتينية، من "أسبانيا فرانكو" إلى جمهورية أمريكا اللاتنينة، وعلى مرمى حجر من "القاهرة" أقصد في "سوريا"، كانت لا تبشر بخير كثير.
وأكمل: "وجدت انقلابًا شديدًا في آراء المثقفين اللامنتمون، فكان أكثرهم يتوسم خيرًا فيؤيد، أو يقبل الأمر الواقع فيساير، أو يتهيأ للركوب فيتحمس ويتشنج، أما أنا فبعد دراسة شهرين على الطبيعة، أغسطس وسبتمبر 1953 فقد انتهيت حيث بدأت، مؤيدًا في تحفظ وتوجس, ولكن الجديد الذي اكتشفته بنفسي هو حالة البلبلة العقائدية التي كانت تتسم بها الثورة نفسها، فكانت أحيانًا تتكلم لغة جون فوكس وكرومويل، وكانت أحيانًا تتكلم لغة هتلر وجيبلز، وكانت أحيانًا تتكلم لغة بسمارك الوحدوية، وأحيانًا أخرى تتكلم بلغة أتاتورك الإنطوائية، لا تعرف أهي بنت مصطفى كامل ومحمد فريد، أم بنت رفاعة الطهطاوي ولطفي السيد؟ باختصار كنت تسمع منها كل الأصوات إلا صوت سعد زغلول ومصطفى النحاس، ولا تعرف ماذا تريد أكثر من إلغاء الملكية والإصلاح الزراعي، وطبعًا إخراج الإنجليز ككل من مصر.."
دستور الشعب كما يراه "عوض"
بعد ثورة 52 كانت "مصر" بحاجة إلى وضع دستور جديد كما يحدث حاليًا في وضع بلادنا، وعندما نرجع إلى الخلف أي بعد ثورة 1952 نرى أننا في حاجة إلى دستور جديد ليس عقيمًا أو به تناقضات وصلاحيات كثيرة لرئيس الجمهورية.
يقول "عوض": "عندما يأتي الغد سوف يتحدث نواب الشعب في دستور الشعب. وحين يبدأون الحديث سوف يجدون أنهم قد نسوا أمرًا هامًا كان ينبغي أن يبدأ به كل حديث، ذلك هو الهدف العام لكل دستور..". وأضاف: "لست أقصد بذلك المباديء الدستورية العامة كنظام الحكم وكشكل الدولة وكالتشريعات الأساسية وكالضمانات القانونية، فهذه جميعًا من جوهريات الدستور حقًا، ولكنها في نهاية الأمر أدوات تحقق جوهرًا أعلى منها وتخرجه من عالم الفكرة إلى عالم التنفيذ. وإنما أقصد جوهر ومبدأ المباديء في كل دستور، وذلك هو الفكرة الإنسانية التي نريد أن نحققها بالدستور.". موضحًا أن الدساتير تصنعها الشعوب لتحقق فلسفة إنسانية واجتماعية، وأن وجه الاختلاف بين دستور ودستور ما هو إلا مظهر من مظاهر الاختلاف بين فلسفة إنسانية واجتماعية وفلسفة إنسانية واجتماعية أخرى.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :