بقلم: حليم اسكندر
للأسف الشديد يصر عدد كبير من الكتاب علي التحريض وإثارة الفتنة وترديد الأكاذيب ضد الكنيسة وقداسة البابا دون كلل أو ملل،بل انهم يعرفون انهم يكذبون ولكن بالكذب يستمتعون وللأكاذيب يرددون وللأفكار الهدامة والمضللة يروجون وللإشاعات يطلقون ثم لأكاذيبهم يصدقون والقراء البسطاء يخدعون بل انهم علي الفتنة والعنف يحرضون بكل خبث ومكر وجنون لأنهم للفتنة عاشقون وللسلام وللوحدة والمحبة رافضون ولذلك أقول لهم : بئس ما تفعلون !!!
وفي مقال بعنوان " آن الأوان لتفكيك دولة شنودة " للكاتب الأستاذ محمود القاعود اخذ يكيل الاتهامات لقداسة البابا شنودة دون سند أو دليل طالباً من المجلس العسكري أن يقوم بتفكيك دولة البابا شنودة كما يزعم !!!

أولاً : ولكي لا يفهم كلامي بشكل خاطئ أقول وأؤكد أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية لا تنادي بعصمة البابا ، وبالتالي نحن لا نقول انه معصوم و لا نرفض أن يتم توجيه النقد البناء له ولكن ما نرفضه أن توجه له التهم الباطلة وان يفتري عليه وهو إنسان قمة في الوطنية وحب الوطن مشهوداً له من غالبية الناس المسلمين و المسيحيين ، المصريين والعرب والأجانب ، ومواقفه الوطنية سيذكرها وسيخلدها التاريخ شئنا ذلك أم أبينا !

ثانياً : يقول الأستاذ قاعود في مقاله :-
" هناك معضلة أخري تواجه المشير طنطاوي والمجلس العسكري ، ولابد من حلها حتى تستقيم أمور البلاد والعباد .. وأعني بالطبع حكاية " الدولة " التي أسسها المدعو شنودة الثالث البطريرك الغير شرعي للنصاري الأرثوذكس"
† يا أستاذ قاعود قداسة البابا شنودة الثالث لم ولن يؤسس دولة كما تدعي سيادتك واعتقد أن تلك الدولة المزعومة لا توجد إلا في خيالك وخيال من لفكرك يعتنقون وعلي دربك يسيرون ولأفكارك يروجون !! فنحن الأقباط نحب بلادنا ونعشق ترابها وسمائها ونيلها ، سهولها ووديانها ، رمالها وصحاريها ، شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ، نريدها وطن لكل المصريين من أي أصل ومن أي دين ، مصر القوية ، مصر الأبية ، مصر الحضارة ، مصر التاريخ ،مصر المتحدة والموحدة !! كنائسنا وأديرتنا وآماكن عبادتنا المقدسة والتي تحكي وتروي وتشهد لتاريخنا وتاريخ أجدادنا منتشرة بطول البلاد وعرضها وان كان وبكل أسف :-
1: هناك بعض القرى والبلاد تخلو من الكنائس تماماً ولا يجد أهلها مكان للصلاة علي الإطلاق !!
2 : هناك بعض البلاد ضاقت كنائسها عن استيعاب جميع المصلين بسبب صغر مساحتها والزيادة السكانية الطبيعية بفعل السنين !!
3 : تتعرض من آن لأخر لهجمات بربرية " كهدم كنيسة قرية صول " من قبل المتعصبين الذين يرفضون الأخر ولا يحترمون حق غيرهم في الاختلاف وينكرون عليه حقوقه المشروعة وأهمها حقه في اختيار عقيدته وممارسة شعائره الدينية !!
† مع احترامي لشخصك أستاذ قاعود : بأي صفه تقول وتنعت قداسة البابا " البطريرك الغير شرعي للنصاري الأرثوذكس " كلا أستاذ قاعود فقداسة البابا هو البطريرك الشرعي والذي تم اختياره عن طريق المجمع المقدس ثم القرعة الهيكلية ، كاختيار من السماء لرعاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقيادتها كقائد روحي !! واكرر قائد روحي حتى لا يزعم البعض انه قائد سياسي ويتدخل في السياسة !! فقد احترنا معكم لو تحدث قداسة البابا في الشأن العام " كمواطن مصري " تقولون يتدخل في السياسة !! وان صمت: تقولون موقف الكنيسة موقف سلبي " فماذا يفعل؟" !! أستاذ قاعود : نحن ادري بقائد كنيستنا وهل هو شرعي أم لا وهذا من اختصاصنا نحن ونحن فقط !! وان كنت تري سيادتك انه بطريرك غير شرعي فمن هو البطريرك الشرعي من وجهة نظرك اذن؟
ثالثاً : يقول الأستاذ قاعود في مقاله :-
" إن استمرار قيام دولة شنودة يعني أننا لا نزال في عصر السفاح مبارك الذي كان يشجع شنودة في خروجه على القانون بإيعاز من إسرائيل لتنتشر الفتنة وتحدث الحرب الأهلية "
† هذا اتهام باطل ولا أساس له من الصحة يا أستاذ قاعود !! ففي عصر الرئيس السابق مبارك عاني الأقباط الكثير والكثير من المشاكل الطائفية ، وعندما تولي مبارك الحكم عقب مقتل الرئيس الأسبق أنور السادات ، سارع بالإفراج عن جميع من شملهم قرار التحفظ والذي صدر في ما يعرف بخريف الغضب في حين ترك قداسة البابا داخل جدران الدير حتى يناير 1985!!
وقد عاني الأقباط الكثير في ظل النظام السابق في استصدار تصاريح من اجل ترميم وبناء الكنائس بالإضافة لتعرض ممتلكاتهم وكنائسهم وأرواحهم للاعتداءات ألاثمة والمتكررة ونذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر :-
أحداث ديروط ،أبو قرقاص ، صنبو ، القوصية ، الكشح ، العديسات ، نجع حمادي ،دير أبو فانا ، كنيسة القديسين بالإسكندرية.
قداسة البابا بحكمته وصبره ووطنيته ومحبته لبلادة كان ومازال صمام أمان ضد حدوث الفتن وما أكثر الظروف التي كانت مهيأة لذلك ولكنه كان يطلب من الشباب القبطي الثائر ضد الظلم والعنف والتطرف ضبط النفس والتعقل والهدوء داعياً إياهم للصمت حتى يتكلم الله وقد كان !! فقد تدخل الله لمعاقبة كل من ظلم البلاد وتجبر وتكبر وتطاول وساعد في نشر الفتنة وسقط النظام بالكامل ، لأن إلهنا عظيم وقوي ونحن نثق كل الثقة في محبته وعنايته ورعايته ووعده القائل :-
" الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ " خروج14: 14
" لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ." رومية 12: 19
رابعاً : يقول الأستاذ قاعود في مقاله :-
" الصهاينة يراهنون علي عجز النظام الذي يأتي بعد مبارك علي معالجة الفتنة والانقسام ، وهذا هو ما يريده شنودة ولذا تم تحريك الميليشيات عقب خلع مبارك بأيام ، في منشية ناصر والمقطم والسيدة عائشة وأمام ماسبيرو للتظاهر ، وتحطيم وإتلاف الممتلكات والسيارات والاعتداء علي السيدات والأطفال "
† أية ميلشيات تلك التي تتكلم عنها ؟ ومن قال أن هؤلاء المتظاهرين قد خرجوا بتعليمات من قداسة البابا ؟ هؤلاء مصرين أقباط خرجوا ليطالبوا بتفعيل مبدأ المواطنة والمساواة والعدالة بين أبناء الوطن الواحد ، خرجوا ليستنكروا ما فعله المتطرفين الذين هدموا كنيسة صول وعاقبوا الأقباط هناك جميعاً علي خطأ فردي " ننكره ونؤثمه وندينه " من شاب قبطي وشاركت فيه الفتاة المسلمة !!! فما ذنب بقية الأقباط وما ذنب الكنيسة ؟ وانتهز الفرصة لتقديم تحية واجبة واعبر عن عميق احترامي وشكري وتقديري للصحفية سارة علام التي كتبت مقالة جميلة بجريدة اليوم السابع تحت عنوان " بأي ذنب هدمت؟ " تستنكر فيه هدم الكنيسة !! كما أقدم التحية والشكر والاحترام والتقدير لكل الأخوة المسلمين المعتدلين الذين ساندوا وشاركوا في الاعتصام " السلمي " أمام ماسبيرو ومنهم الأستاذة الفاضلة أمينة ثروت أباظة والتي استقالت من منصبها بالتليفزيون المصري تضامناً مع معتصمي ماسبيرو والكاتبة الرائعة فاطمة ناعوت وغيرهم الكثير !!
† اعتصام الأقباط وتظاهراتهم تظاهرات سلمية تتم بشكل غاية في التحضر والرقي ولم يحدث مطلقاً أن اعتدي احدهم علي الملكية العامة أو الخاصة بل أن هتافاتهم هتافات وطنية لا طائفية ومنها " يا طنطاوي ليه مش سامع ؟ الكنيسة زى الجامع !! " فكل ما يطلبونه هو العدالة والمساواة وتفعيل مبدأ المواطنة !! وقد قاموا بتنظيف المكان عقب قرار فض الاعتصام حتى يعود أجمل مما كان !!!
† أما ما حدث في المقطم فهناك أيادي مجرمة أرادت الاصطياد في الماء العكر وأشاعت أن الأقباط حرقوا احد المساجد وللأسف فقد شاركت جريدة الأهرام في تلك المهزلة !! ولأننا شعب اغلبه من الجهلة فقد صدق البعض تلك الشائعة مما أدي إلي اعتداء من جانب الأخوة المسلمين علي الأقباط فحدث ما حدث من الخسائر وراح ضحية الأحداث الأليمة عدد من الشهداء وهم :-
1- شنودة عدلي 14 سنة 2- اشرف فوزي 23 سنة 3- صبري خلف 22 سنة
4- ملاك رسمي 26 سنة 5- ياسر فخري 23 سنة 6- مينا فارس حنا 17 سنة
7- سمعان نظمي 28 سنة
خامساً : يقول الأستاذ قاعود في مقاله :-
" أبي شنودة إلا أن يواجه الثورة المصرية التاريخية بثورة صهيونية ، تفتت النسيج الوطني وتدخل النصارى في لعبة قذرة تديرها المخابرات الإسرائيلية .إن الدولة المصرية الآن أمام تحديات كبري ، لا سيما بعد اعتقال مبارك وزبانيته .. ولم يبق أمام إسرائيل الآن إلا استخدام ورقة شنودة والفتنة الطائفية ، وتحريض التيار الماسوني المنتشر في الإعلام المصري ليقوم بحملة صليبية ماسونية تعتمد في الأساس علي استفزاز الأغلبية المسلمة التي تري دينها يُهان ويُسب في شتي وسائل الإعلام ."
† أستاذ قاعود هل تعيش سيادتكم بمصر ؟ هل تتابع ما يجري من أحداث ؟ لماذا تصر علي قلب الحقيقة وتزييف الواقع وخلط الأوراق ؟ قداسة البابا ونحن جميعنا المصريين الأقباط نحب بلادنا ونعشق ترابها ونرجو لها كل رقي وتقدم وازدهار ولا يمكن بحال من الأحوال أن نكون جزء من الثورة المضادة أو نشجع عليها بل بالعكس نسعى جاهدين أن ترجع عجلة العمل والإنتاج من جديد حتى تتبوأ مصر مكانتها الطبيعية كواحدة من ارقي دول العالم وأكثرها تحضراً وأعظمها شأناً وتاريخاً والدليل هو تعليق الاعتصام أمام ماسبيرو حتى نعطي الحكومة فرصة للعمل وتحقيق المطالب العادلة وجميعها مطالب مشروعة لنا كمواطنين مصريين وليست مطالب طائفية أو ناتجة عن تعصب بغيض !!!
† ما رأيكم في مظاهرات قنا الرافضة لتولي محافظ قبطي و التي رددت فيها هتافات طائفية منها : لا اله إلا الله ميخائيل عدو الله !! لا اله إلا الله النصراني عدو الله !! يا أيوب قول لاخوك الصعايدة ها يقتلوك !! وسبب رفضهم الوحيد انه " كافر " كما يزعمون !! والدليل أقوالهم وهتافاتهم المسجلة والموثقة بالصوت والصورة !!
† هل تعلم انهم منذ أكثر من أسبوع وهم يقطعون ثلاثة طرق رئيسية وهي : -
1- طريق القاهرة أسوان السريع 2- طريق قنا البحر الأحمر 3- خط سكة حديد القاهرة أسوان
كما رفضوا المبادرة التي قام بها اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية واللواء محسن النعماني وزير التنمية المحلية لفتح تلك الطرق ؟ هل تعلم انهم رفضوا مبادرة الدكتور أحمد عمران، مستشار رئيس الوزراء ؟ هل تعلم انهم قاموا برفع علم دول أخري وهي السعودية أثناء المظاهرات ؟ ونحن بالطبع نحترم السعودية وعلمها ولكن ما معني أن ترفع علم دولة أخري أثناء مظاهرة علي ارض مصرية ؟ ما رأيك لو كان الأقباط رفعوا علم أمريكا مثلاً " هذا لم يحدث ولن يحدث إنما مجرد افتراض " أثناء اعتصام ماسبيرو!! اعتقد لو حدث ذلك لتبارت الأقلام والألسنة في توزيع التهم الجاهزة والمعدة مسبقاً من قبيل " العمالة والخيانة والاستقواء بالخارج " وغيرها !!! لماذا الكيل بمكيالين اذن؟

† هل تعلم انهم أي أهل قنا- هددوا بقطع الماء والكهرباء عن محافظة البحر الأحمر وعطلوا العمل والإنتاج ومصالح الناس ووصول المرضي والمصابين والمستلزمات الطبية إلي المستشفيات !! فمن إذن يشارك في الثورة المضادة؟
† أين هي الحملة الصليبية الماسونية التي تستفز مشاعر المسلمين ؟ ولماذا الإصرار علي استخدام كلمة " صليبية " ؟ الا يعد هذا نوع من التحريض ضد الأقباط ودعوة لكراهيتهم وتصويرهم كأعداء للمسلمين علي خلاف الواقع ؟ الأقباط شركاء للمسلمين في هذا الوطن ، علي أرضه ومن اجل تحرير ترابه سالت دمائهم واختلطت وعانقت التراب الحر في كل الحروب التي خاضتها مصر وأخرها حرب أكتوبر 1973 !! الأقباط قاموا بحماية المسلمين في ميدان التحرير من اعتداء الشرطة والبلطجية وأمنوهم وحموهم أثناء الصلاة !!

† الإعلام يا أستاذ قاعود لا يقوم بسب الإسلام والمسلمين كما تزعم بل العكس هو الصحيح !! يقوم بإعطاء الفرصة والمساحة لمن يريد الكلام والفتوى والخوض في عقيدتنا بل وسبها وسب مقدساتنا ويقوم بتجريحنا واهانة عقيدتنا وتصويرنا ككفار ويدعي زوراً وبهتاناً ان كتابنا المقدس محرف وهو بذلك ينشر روح التعصب والكراهية ورفض الأخر ونشر الفتنة !!
† ونحن كمسيحيين نستنكر الإساءة لأي دين أو معتقد، نحترم الجميع ونقدر الجميع ونحب الجميع دون استثناء وحتى الأعداء !! فلو أحببنا من يحبوننا فقط فأي فضل لنا ؟ كل الناس يفعلون ذلك ، حتى المجرمين والبلطجية والأشقياء والخارجين علي القانون !! ولكن السمو هو أن نحب من يبغضوننا ويكرهوننا، السمو هو أن نقابل الشر بالخير ! وأن نقابل الكراهية بالمحبة ! والإساءة بالتسامح والغفران !! وهذا هو ما تعلمناه من كتابنا المقدس الذي يقول: -
"سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ."
متى 5 : 43 – 48
سادساً: يقول الأستاذ قاعود في مقاله :
" لم يعد من المقبول بأي شكل من الأشكال أن يتم اختطاف سيدة تشهر إسلامها وسجنها في أديرة الدولة الشنودية .. ولم يعد من المقبول أو المعقول تحدي شنودة لأحكام القضاء والدستور ، والقول أنه لا تلزمه سوي تعاليم كتابه. في الوقت الذي لا يمل أتباعه من الكلام عن الدولة المدنية . لم يعد من المقبول أن يتعامل شنودة مع الدولة بمنطق زعيم المافيا الذي يهدد ويتوعد ويعتكف في الأديرة .. لم يعد من المقبول تعذيب شركاء الوطن من المطلقين والمطلقات الذين يرفض شنودة منحهم تصاريح زواج بزعم أنه لا طلاق إلا لعلة الزنا .. لم يعد من المقبول أن يسيطر كهنة شنودة علي أراضي الدولة بالدراع وضمها للأديرة .. ولم يعد من المقبول أن ينام الناس فيستيقظون ليجدوا كنيسة تم بناؤها في عدة ساعات وفي أملاك الدولة والشوارع العامة.."

† أستاذ قاعود لماذا تصر علي أن السيدة : كاميليا شحاتة قد اعتنقت الإسلام وإنها معتقلة داخل احد الأديرة ؟ كاميليا شحاتة أقرت وأكدت إنها مسيحية ولم تفكر يوماً في اعتناق الإسلام وذلك في فيديو شهير علي موقع You tube وقد أذاعه التليفزيون المصري " عبر القناة الأولى الأرضية والفضائية، وقناة النيل للأخبار بتاريخ 9 سبتمبر 2010 !" وقد نفي الشيخ الجليل احمد الطيب شيخ الأزهر " الأزهر هو الجهة المنوط بها تلقي طلبات إشهار الإسلام " نفياً قاطعاً تلقي أي طلب من السيدة كاميليا شحاتة لإشهار إسلامها ، كما نفي ذلك أيضاً الأستاذ الدكتور وزير الأوقاف ، بالإضافة إلي الدكتور سليم العوا الذي أكد أكثر من مرة أن كاميليا لم تعتنق الإسلام مطلقاً !!
† أستاذ قاعود ما يعنينا أولاً وأخيراً هو مصر وأمنها وسلامها ووحدتها وتماسكها وخيرها وإسلام كاميليا أو غيرها لن ينتقص من المسيحية شيئاً واعتقد أيضاً انه لن يضيف للإسلام شيئاً إلا إذا كنتم ترون غير ذلك !!
† كما أن المسيحية لم ولن تجبر احد علي اعتناقها في يوم من الأيام ، المسيحية ليست مجرد ديانة بل هي علاقة محبه وتواصل بين الإنسان وربه وبالتالي لا يمكن أن تتحقق بالإجبار فهي علاقة إيمانية قلبية خالصة تخص الشخص والشخص فقط دون سواه !! ولو كانت هي أو غيرها تريد اعتناق الإسلام أو غيره من الأديان فليفعلوا !! ولن يتصدي لهم احد فلا يوجد عندنا نص في المسيحية يجبر الشخص علي البقاء في دين لا يريده !!
†أيها السادة لا داعي لحرق الوطن من اجل سيدة أقرت وأكدت أنها لم تعتنق الإسلام في حياتها كما شهد شهود من أهلها وهم فضيلة الدكتور شيخ الأزهر وفضيلة الدكتور وزير الأوقاف و الدكتور سليم العوا الذي أكد أيضا أن كاميليا لم تعتنق الإسلام مطلقاً !!! فلماذا الإصرار إذن؟ هل الإسلام لن يكتمل بدونها ؟
† أستاذ قاعود لماذا الإصرار علي أن هناك معتقلات بالأديرة يتم فيها اعتقال المسيحيات اللاتي يعتنقن الإسلام كما تزعمون ؟ أيها السادة : الأديرة أماكن للعبادة اختار الرهبان منذ بداية عصر الرهبنة علي يد القديس الأنبا انطونيوس المعروف بابي الرهبان أن تكون في الجبال حتى يتفرغ الراهب تماماً للعمل والعبادة مفضلاً الابتعاد عن صخب وضجيج العالم وترك العالم بكل مباهجه وزينته وملذاته ، ترك الكل واختار أن يحيا من اجل " الواحد " بكل حريته وبملء إرادته !!

† أستاذ قاعود : الحكم بإلزام الكنيسة بالسماح لمن طلقته المحكمة لغير علة الزنا ... حكم لا يخالف فقط الكتاب المقدس بل يخالف القرآن الكريم والحديث الشريف أيضاً !! وقد جاء في سورة المائدة والآية رقم 47
" وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "

وجاء بالحديث الشريف: "إذا أتاك أهل الذمة فاحكم بينهم بما يدينون"

فهل تقبل سيادتك بتطبيق حكم يخالف الشريعة الإسلامية وما جاء بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة ؟ لا أظن انك أو غيرك من الأخوة المسلمين تقبلون ذلك علي الإطلاق ؟ أليس كذلك ؟

كما أن الحكم المذكور جاء أيضاً مخالفاً لنصوص القانون المصري ذاته : حيث أن المادة الثالثة من قانون الأحوال الشخصية المصري رقم ( 1 ) لسنة 2000 تنص علي انه : -

"تصدر الأحكام طبقا لقوانين الأحوال الشخصية والوقف المعمول بها ويعمل فيما لم يرد في شأنه نص في تلك القوانين بأرجح الأقوال من مذهب الإمام أبي حنيفة ومع ذلك تصدر الأحكام في المنازعات المتعلقة بالأحوال الشخصية بين المصريين غير المسلمين المتحدي الطائفة والملة الذين كانت لهم جهات قضائية ملية منظمة حتى 31 ديسمبر سنة 1955 طبقا لشريعتهم فيما لا يخالف النظام العام"

وبذلك يكون هذا الحكم قد جانبه الصواب وشابه القصور والعوار ومن ثم وجب الطعن عليه وعدم تنفيذه !!
† وان كنت سيادتك تنتقد عدم تنفيذ قداسة البابا والكنيسة لهذا الحكم القضائي المخالف لشريعتنا !! فما رأيكم في امتناع وزارة الداخلية عن إثبات ديانة من قام باعتناق الإسلام تحت ظروف معينة ثم أراد العودة للديانة المسيحية رغم صدور حكم بذلك من محكمة القضاء الإداري والمحكمة الإدارية العليا ؟ الا يعد هذا عدم تنفيذ لحكم قضائي ؟ أم أن المبادئ تتجزأ من وجهة نظرك ؟
† يبدو أن سيادتك لا تعرف ما هي الدولة المدنية وكل ما تعرفه عنها : إنها هي الدولة التي تتخلي عن الدين تماماً وهذا غير صحيح علي الإطلاق ، فالدولة المدنية هي الدولة التي يتم التعامل بين المواطنين فيها علي أساس مبدأ المواطنة والتي يتمتع فيها جميع المواطنين بحقوق وحريات متساوية وتكفل حرية العقيدة لجميع مواطنيها علي السواء وتكون حكومتها مدنية و لا يحكمها رجال الدين !!
" الدولة المدنية هي الدولة التي يتم فيها هي المحافظة على كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية والدين والجنس والفكر وهي تضمن حقوق وحريات جميع المواطنين باعتبارها روح مواطنة تقوم على قاعدة الديمقراطية وهي المساواة في الحقوق والواجبات."

† أستاذ قاعود : لم يحدث ولن يحدث أن استولي الأقباط علي ارض مملوكة للدولة بلي الزراع كما تزعم !! ولكن ما يحدث هو العكس ، أي أننا نعرف أن البلطجية هم من يستولون علي أراضي مملوكة بشكل قانوني للأقباط أو الكنيسة كما حدث في دير أبو فانا وغيره تحت سمع وبصر الحكومة !!
† لو كان للبابا شنودة دولة كما تزعم ما كان يتم قتل أولاده الأقباط ويتم إطلاق سراح القتلة جميعاً دون عقاب مجرم واحد كما حدث للمتهمين بقتل 21 شهيد في أحداث الكشح !! هل تعرف ماذا كان رد قداسة البابا عقب صدور الحكم بتبرئة من قتلوا {21} شهيداً من أبنائه في الكشح؟ لقد قال قداسة البابا: نستأنف الحكم إلي السماء!!!
† أين هي الكنائس التي تم بناءها في ساعات؟ هل تتحدث عن مصر؟ هل تعلم أن هناك كنائس تم تقديم طلبات لترميمها وليس ببنائها !! منذ عشرات السنين ولم يصدر بشأنها قرار حتى الآن؟ هل سمعت عن أحداث من قبيل أن المتعصبين قد هاجموا مبني ما وقاموا بهدمه وإحراقه لمجرد صدور اشاعه أن هذا المبني قد يتحول إلي كنيسة ؟ لا أظن أن المناخ العام في مصر يسمح بأن يتم بناء كنيسة في غفلة من الزمن ، فبفعل التعصب ورفض الأخر نجد العامة علي أهبة الاستعداد للانخراط في مهمة مقدسة من شانها هدم أو تدمير أي مبني يشتبه انه سيصبح كنيسة أو حتى مبني خدمات !!
† رسالة إلي أخوتنا وشركاء الوطن : ليتنا نتحلي بروح المحبة والوحدة وقبول الأخر ، ليتنا نرفض جميع دعاوي الكراهية والرفض وإثارة الفتنة ، هيا نعمل معاً يداً بيد من اجل صالح الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره ولنترك الدين للديان فهو تبارك اسمه وحده فقط الذي له الحق في أن يحاسب الإنسان علي جميع أفعاله الخفية والظاهرة !! وليتنا نضع نصب أعيننا أن " الله محبه " ونتذكر قول الشاعر الجميل الياس فرحات : -
فيما التقاطع والأوطان تجمــعنا قم نغسل القلب مما فيه من وضر
مادمت محترماً حقي فأنت أخي أمنت بالله أم أمنت بالحجـــــــــــر

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :