الأقباط متحدون | هل فلت الزمام؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٣٨ | الثلاثاء ٢٦ ابريل ٢٠١١ | ١٨ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل فلت الزمام؟

الثلاثاء ٢٦ ابريل ٢٠١١ - ١٤: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاي
هذا مجرد تساؤل لا أجزم فيه بشيء، وأتمنى مخلصًا أن يكون الجواب عليه بالنفي. ولكن هناك ظواهر تدعو للقلق قد برزت مؤخرًا على الساحة المصرية، وأرصد هنا بعضها، متمنيًا أن تكون حالات عارضة سوف تتغير قريبا للأفضل.


عندما تعين الدولة محافظا لـ"قنا" ثم يرفضه المواطنون قبل أن يعرفوه ليس لعيب أخلاقي في شخصه أو نقطة سوداء في سجل خدمته أو شك له مبرراته في مقدرته على أداء واجبات وظيفته. ولكن يرفضوه لمجرد أن اسمه "ميخائيل" وديانته مسيحي. وعندما يظل الرجل أيامًا غير قادر حتى على دخول مدينة "قنا" أمام آلاف الغوغاء الذين يتظاهرون ومعهم الكفن الذي توعدوا أن يلفوا به جسده بعد أن يقتلوه إذا تجرأ بدخول المدينة.


وعندما تستطيع الغوغاء أن توقف الحياة في "قنا" وتعطل القطارات القادمة إليها والخارجة منها. وحتى بعد تقديم المحافظ القبطي استقالته يستمرون في موقفهم ويرفضون فك الحصار على المدينة لحين صدور قرار رسمي بإلغاء قرار تعيينه، وعندما تلجأ السلطات العليا إلى المشايخ السلفيين لكي يذهبوا إلى "قنا"، ويحاولوا أن يحلوا المشكلة ويقنعوا الجماهير الغاضبة بالسماح للمحافظ الجديد أن يستلم عمله،
وعندما تعلن الجماهير إقامة إمارة قنا الإسلامية وترفع علم السعودية، بدلاً من علم مصر على انه علمهم الجديد.

وعندما يوجه رئيس الوزراء نداء إلى أهل "قنا" على تويتر يتوسل لهم فيه قائلاً "أتمنى أن يقبلني أهلي في "قنا" ضيفًا عليهم لنتحاور ونصل إلى حل يرضيهم". فرئيس الوزراء هنا لا يستعمل سلطته التي يخولها له القانون، فيتمنى عوضًا عن أن يأمر، ويتوسل القبول كضيف بين أهله للتحاور على الحل الذي يرضيهم عوضًا عن فرض الوضع العادل الذي تراه الدولة ويحفظ لها احترامها وهيبتها.

وعندما نرى البلطجية لا يخشون الحكومة بل العكس نرى أن الحكومة هي التي تخشى البلطجية وتحاول أن تستدر عطفهم.
 

عندما يحدث هذا لا أملك إلا التساؤل:هل فلت الزمام؟
وعندما يخشى مسيحي "أبو قرقاص" على حياته لأنه مسيحي الديانة، ولا يشفع فيه محاولته التقرب إلى المسلمين بانتحال الاسم الإسلامي "علاء الدين رضا شكري صلاح الدين". فيظل محبوسًا في بيته خوفا من تهديدات السلفيين الذين يتوعدوه بالقتل .
وعندما يفقد الرجل البزنس الذي يرتزق منه، فيحطموا اثنين كافي شوب يمتلكها. ثم يفرشوا أحداها بالحصر ويطلقوا عليها اسم مسجد الشهداء. وأتعجب هل يسمح الدين بالعدوان على الناس وسرقة ممتلكاتهم حتى وان كان لغرض بناء مسجد؟ وهل الصلوات التي ستنطلق من مثل هذا المسجد ستصعد إلى الله العادل الرحيم وتحوز منه القبول؟

وعندما يتحول حادث فردى في "أبوقرقاص" إلى عقاب جماعي فتتوعد الغوغاء كل المسيحيين في القرية في الأيام التى يتذكرون آلام السيد المسيح، ويهددوهم بان يحولوا يوم الجمعة العظيمة رمزيًا الى الجمعة العظيمة حرفيًا، حيث يقومون فيها بالاقتصاص من المسيحيين. ثم يقوموا فعلاً بتنفيذ تهديداتهم بالاعتداء على ثلاث كنائس بالفكرية وهى كنيسة "الأخوة" وكنيسة "النعمة" والكنيسة "الرسولية"، التي قاموا بتكسير واجهاتها وإلقاء قنابل مولوتوف عليها .

عندما يحدث هذا لا أملك إلا التساؤل: هل فلت الزمام؟

وعندما يقف الشيخ "الزغبى" أحد مشايخ السلفيين في الشارع العام وفى وضح النهار وسط آلاف من الأتباع الثائرين، ليعلن أنه أعطى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مهلة لإخراج "كاميليا شحاتة" وبقية المسجونات داخل الأديرة –حسب زعمه- وإنهم أن لم يفعلوا سيذهب هو شخصيًا مع السلفيين ويقتحموا الأديرة ويحرروهم. ومع ذلك فالأمن (يعمل ودن من طين وودن من عجين) وكأنه لا يسمع شيئا ولا يتصدى لهذا التهديد السافر.
عندما يحدث هذا لا أملك الا التساؤل: هل فلت الزمام؟


ولا أدرى من ألوم على كل هذا، بل وما فائدة اللوم؟ كما لا أعرف كيف تستطيع مصر أن تخرج من هذا المنعطف الخطير وتملك زمام الأمن من جديد قبل حدوث كارثة كبرى لا قدر الله.


وأتساءل: هل وصات الأمور بنا إلى طريق مسدود؟ وهل الحل أن نبلع كبريائنا ونعترف بعجزنا ونذهب للرئيس السابق "مبارك" وهو في السجن على سرير المرض، ونعتذر له ونطلب منه أن يأتي ليخلصنا من هؤلاء البلطجية. وحتى إذا كان هذا سيجلب علينا النظام السابق الذي وصم بالفساد، ولكن إذا كان الخيار أمامنا بين الفساد وفقدان الإحساس بالأمان فان الفساد يكون أرحم!.


ولكن في وسط هذا الجو المشحون بالمخاوف أحس ببصيص من الأمل، عندما اسمع عن اشتراك بعض المسلمين مع الأقباط في حماية الكنائس من المعتدين في "ابوقرقاص". أو عندما أقرأ عن اعتراض المصليين في الإسماعيلية على خطيب المسجد الذي طلب منهم أن لا يهنئوا المسيحيين بعيدهم، وكادوا أن يفتكوا به لولا تدخل الأمن. أو عندما اسمع أن شبان وشابات من المسلمين قاموا بتوزيع الورود علي المصليين في كنيسة ارض الجولف بالقاهرة ليلة العيد. أو عندما تكتب لي مسلمة عزيزة من مصر وهى قلقة مثلى أو أكثر إزاء التعصب الذي تراه في المجتمع. أو عندما أقرأ لـ"سيد القمنى" أو "أيمن عبد الرسول" أو "فاطمة ناعوت" أو "إسعاد يونس" أو "نبيل شرف الدين" أو "طارق حجى"، وغيرهم من المسلمين الشرفاء دفاعا عن حقوق الأقباط بقوة تزيد عن دفاع الأقباط عن أنفسهم.

الجو العام في مصر يدعو للقلق، ولكنى لم أفقد الأمل في مصر والمصريين بعد. وأؤمن أنه بعد جمعة الصلب يأتي أحد القيامة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :