بلاغ إلي النائب العام ... بإغتيال قانون الأحزاب ..!!
بقلم: المهندس نبيل المقدس
يتم يوميًا إغتيال قانون الأحزاب رقم 12 لسنة 2011 و الذي أقره المجلس الأعلي للقوات المسلحة , وأقره أيضا مجلس الوزراء .. حتي مس هذا الإغتيال أكثر المباديء الهامة والتي قامت عليه أهداف ثورة 25 يناير 2011 والذي يتمثل في ما بين المواد الخاصة بشروط تأسيس الأحزاب السياسية وهو عدم تعارض مبادىء الحزب أو أهدافه أو برامجه أو سياساته أو أساليبه فى ممارسة نشاطه مع المبادىء الأساسية للدستور أو مقتضيات حماية الأمن القومى المصرى أو الحفاظ على "الوحدة الوطنية" والسلام الاجتماعى والنظام الديمقراطى. ... كذلك عدم قيام الحزب فى مبادئه أو برامجه أو فى مباشرة نشاطه أو فى اختيار قياداته أو أعضائه على أساس "دينى" أو جغرافى أو على أسس التمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو "الدين أو العقيدة" أو لأى سبب اخر .
بالإضافة إلي أن من أهداف هذه الثورة والتي أصلا كانت من صُنع شباب مصر , هي الإصرار علي قيام دولة مدنية بحتة ... تدعمها المواطنة ... لكننا نجد في الأيام الأخيرة أن مجموعة الإخوان المسلمين , و معهم المجموعات السلفية " بالرغم من وجود خلافات بينهما " تتعمد في هدم هذه المباديء النبيلة ... فيخرج علينا نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وفي تصريح علني مستفز في إحدي الصحف اليومية "أنهم بدأوا يستعدون من الآن لإقامة حكومة اسلامية , كمرحلة تالية لتطبيق نهضة مجتمعية علي أساس مرجعية إسلامية , بهدف الوصول إلي مرحلة سيادة العالم وعودة الدولة الإسلامية ".
تصريح مثل هذا في الصحف اليومية .. هو تصريح ضد مباديء الثورة الشعبية وضد بيانات المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة التي يرأسها الدكتور المهندس عصام شرف والذي يُعتبر وليد ميدان التحرير , هذا الميدان الذي إحتضنت المواطنة , واقسمت علي قيام دولة مدنية بدون مرجعيات .. لذلك فنحن نعتبر هذا التصريح الذي يخرج علينا كل حين وحين من فئات إسلامية متنوعة .. والتلويح بأن هناك احزاب سوف تقوم علي مرجعيات دينية .. هو ردة وإنحراف عن مباديء الشعب , يستحق فورا من المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن يتخذ الإجراءات اللازمة في التصدي لهذه التصريحات التي ولا شك تؤدي إلي زيادة عمق الفجوة بين طوائف الشعب .
والأخطر من هذا وذاك هو أن نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الذي صرح أنهم يعملون علي قيام دولة إسلامية هو واحد من أعضاء اللجنة المختارة في وضع الدستور المؤقت الحالي .. وربما سيكون واحدا ايضا من تشكيل لجنة الدستور القادم الدائم والذي سوف نبني عليه حياتنا المصرية , والشكل السياسي والإقتصادي والإجتماعي في بلادنا.
نحن كمسيحيين علينا أن نقف وقفة إحتجاجية ضد مثل هذه التصريحات العلنية .. وإن لزم الأمر علينا تقديم بلاغ رسمي إلي النائب العام للتحقيق في هذه التصريحات , والتي هي أصلا تنضم تحت بند النظام الفاسد .. لأن مثل هذه التصريحات تعمل علي تفتيت الأمة .. كذلك علينا ان نقدم بلاغا ضد أي وسيلة إعلامية تعلن أو تنشر مثل هذه التصريحات .. التي تصدر إما عن عمد أو عن غير قصد .
كتبت من قبل .. انه علينا تكوين إئتلاف من جميع الطوائف المسيحية له قوة عددية وفكرية وأيضا مادية .. لمواجهة هذه المجموعات التي سوف تضر بمصر وتأخذها إلي هاوية المعارك والحروب .. فنحن كمسيحيين سوف لا نقف مكتوفي الأيادي ونري مصر تتقهر وتنحدر حتي تصل إلي أدني مستوي ثقافيا وتعليميا وإجتماعيا وإقتصاديا بين الأمم .. نحن كمسيحيين سوف لا نرضي ابدا مهما كان الثمن نجد ابنائنا يعيشون تحت رحمة السيف والقتل والرجم والجلد والجزية .. نحن مولودون أحرار وسوف نموت احرار . أنا لست ضد الحزب الذي يضم المسيحيين والمسلمين المعتدلين والذين يمثلون الطبقة المثقفة مثل حزب المصريين الأحرار ... بل بالعكس نحن نشجعها , ومثل هذه الأحزاب تُعتبر هدفا قوميا لنا .. فهي تحمي البلاد من طاعون الفتنة , والتي تحاول دائما ان تدخل في دمائنا لكي تُنهي حياة مصر وتبقي مصر مع هؤلاء ذوي الخلفيات الدينية يعبثون بمقتدراتها وفنونها وسلامتها وتقدمها وحضارتها تحت مقومات الدين او العقيدة والتي هي بريئة منهم .. بل أنا أري أن وجود شعب يدين بمعتقدات مختلفة هي ثروة لها فوائد .. لو إستخدمناها لصالح الفرد , ولا نستخدمها كمنافسة , أو التفكير في أن كل معتقد هو المعتقد الواحد والمطلق .. كما نتعلم منها قبول الآخر .. وأن وجوده أمر عادي .
أتمني أن أسمع من أجيال شابة تعلن عن إئتلاف مسيحي له أجندة خاصة تتمثل في إستنباط المباديء المسيحية وتعلنها جهرا كما تفعل المجموعات الأخري , وكما أن هذه المجموعات تجاهر بوصول أهدافهم إلي مرحلة سيادة "العالم " نحن ايضا وعن طريق هذا الإئتلاف المسيحي نعلن أيضا أن الهدف هو الوصول إلي مرحلة سيادة " العالم".
واضح جدا وفي ظل إطلاق الحريات غير المنظبطة بعد ثورة 25 يناير ... وفي إغتصاب وسلب أهداف الثورة ... وتجاهل كل القوانين التي تصدر من المجلس الأعلي للقوات المسلحة ... وإستغلال طول بال روح الحكومة , وصبرها , ووعدها بأنها سوف لا تحجر علي اي فكر أو توقف نشر تصريحات من منطلق أنها لا تريد تكرار ما كان يحدث في النظام السابق الفاسد ... لكن هناك خطوط حمراء يجب أن تعلنها الحكومة وهي عدم السماح بحرية عقيدة عن الأخري ... وعدم إقحام كل من له اي صلة بعقيدة أن يتقدم ويعطي فكره ويلقي علينا بفتوي مما تجعل دائما وجود خلل دائم في ميزان الحق بين الطوائف الأخري ... وكان خير مثال يدل علي هذا الخلل الذي عايشناه هو رفض السلفيين بتعيين محافظ مسيحي لأنهم يرفضون أن يكونوا تحت والي " كافر ". والغريب أنهم وكعادتهم سلبوا فكرة الرفض في تعيين محافظ مسيحي من اهل قنا المسيحيين .. لأنهم ذاقوا الظلم من المحافظ المسيحي السابق والذي كان يجامل المسلمين علي حساب المسيحيين .
متي نري ونسمع عن لوبي مسيحي قوي أو حزب له خلفية مسيحية تعمل علي نهضة مصر .. والعمل علي الحفاظ علي وحدة الشعب المصري .. وان يكون مثالا حيا ونموذجا جيدا للمجموعات الأخري التي تعمل علي إستفزاز الآخرين .....!!!
أختم مقالي هذا .. ومما أسفت له فقد أعطانا الدكتور عمرو الشوبكي الكاتب والمحلل السياسي والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الضوء الأخضر لكي نمارس حقنا كمسيحيين بإنشاء حزب مسيحي ذو خلفية مسيحية .. وذلك عندما انتقد سيادته ، دعاة إقصاء الإسلاميين، موضحًا أن لهم الحق في الممارسة السياسية، وتأسيس أحزاب مدنية ذات مرجعية إسلامية، قائمة على احترام المواطنة والدولة الديمقراطية ....... لذلك أقدم بلاغا رسميا لسيادة النائب العام ... أن قانون الأحزاب تم إغتيالـــــــه .........!!!!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :