الأقباط متحدون | الهجوم بالبيض
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٤٥ | الخميس ٢٨ ابريل ٢٠١١ | ٢٠ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الهجوم بالبيض

الخميس ٢٨ ابريل ٢٠١١ - ٠٣: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عبد السيد مليك

تحت هذا العنوان، وفي الوقت الذي تستعد فيه ألمانيا كواحدة من كل دول الغرب بتلوين البيض، كنوع من احتفالات الكنيسة الغربية بعيد القيامة المجيد و أعياد شم النسيم. إلاّ أن التلفزيون الالماني بمختلف قنواته نقل لنا واقعة الخميس الماضي، استخدم فيها البيض لغرض غير ذلك، عندما اعترض شخص ألماني من أصل روماني موكب السيد "كريستيان وولف" (Herren. Christian Wulff) وبصحبته "فولكير بوفير" (Herren.Volkar Bouffier) رئيس الحكومة أثناء زيارتهما لمدينة إسين (Essen) شمال غرب ألمانيا وقام برميهم بالبيض.
وعلى الرغم من أن المشهد تم في أقل من نصف دقيقة، وبعدها تمت السيطرة على الموقف تمامًا من خلال رجال الحراسات الخاصة، وتم التحفظ على هذا الرجل في مقر البلدية الذي كان يقصده "وولف" و"بوفير" بالزيارة لأول مرة منذ توليه منصبه منذ عدة شهور كرئيس للاتحاد الالماني. إلاّ أن من خلال هذا الوقت الضيق استطاع هذا الرجل أن ينال من كل من "كريستيان" و"فولكير" و كذلك طاقم الحراسة الذين سارعوا فور إلقاء البيض بعمل ساتر ليمنع عن الرئيس وصول البيض. لم يتأكد للصحف الألمانية عن دوافع هذا الرجل للقيام بمثل هذا العمل، لكن ما توارد ذكره بين المقربين من الناس، الذين قالوا أنه عاطل عن العمل منذ وقت طويل، ولم توفر له الحكومة فرصة عمل مناسبة، علمًا أن متوسط راتب البطالة في ألمانيا يصل من 700 إلى 1000 يورو، أي بما يعادل 7000 جنيهًا مصريًا بصفة شهرية.
ومقارنة بالبطالة في مصر أتوجه بسؤالي إلى السيد وزير الزراعة، وكل القائمين على إنتاج الدواجن في مصر، هل لدينا من البيض ما يكفي للتعبير عن مأساتنا وما آل اليه حال البطالة في مصر؟ فإن كان التعبير في الدول المتقدمة بهذه الطريقة في بلد لم تتتعدى نسبة البطالة فيه 3.5% وإجمالهم لم يتعدى 4 ملايين نسمة من اجمالي عدد سكان يصل لحوالي 84 مليون نسمة، وعلى الرغم من أنهم يتقاضون مرتبات تعادل أكثر من عشرة أضعاف رواتب الموظفين في مصر. من هنا أظنني أنه ولا بيض النعام يستطيع أن يعبر عن مأساة العاطلين عن العمل في مصر. والجدير بالذكر أن الصحف لم تنشر اسم من قام بهذه الفعلة لظنهم أنه يقوم بهذا العمل من باب الإعلام و الشهرة، خاصة أن هذه هي المرة الثالثة وبنفس الطريقة يقوم بعمل نفس الشيئ. ففي أول مرة كانت في نوفمبر 2002 مع الرئيس الاتحادي "يوهانس راو" (Herren. Johannes Rau ) والمرة الثانية في أكتوبر 2007 مع الرئيس السابق "هورست كولر" (Herren.Horst Kohler). وعلى غرار ما حدث لموكب الرئيس السابق "حسني مبارك" في مدينة "بور سعيد" عندما اقترب من موكبه مواطن فأرداه على الفور الحرس الخاص قتيلاً.
الفرق أن المانيا بلد تتمتع بالديمقراطية، فيها لا يخشى المواطن حرية التعبير عن رأيه خوفًا من الذهاب وراء الشمس. فهذه بلاد لا تحجب الشمس جزءً منها أو ركنًا فيها. وليس هناك جهاز يتفنن في رعب المواطنين كجهاز أمن الدولة السابق، وإن كنت لا أصور أن ما قام به هذا الشاب هو مثال للديمقراطية. فالديمقراطية مسئولة، وإن كنت من خلالها أمتلك كل الحرية للتعبير عن نفسي أو مجتمعي أو مشكلتي، شخصية كانت أم عامة، إلاّ أن هذه الحرية تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين، ولكوني لم أعرف الدافع الجوهري الذي دفع هذا الشخص للقيام بهذا العمل لذلك لا أستطيع أن أدرج تصرفه تحت مسمى "الديمقراطية"، أم أنه تصرف أرعن و فوضوي. إذا كان فقط لجذب الكاميرات إليه و بالتأكيد سيكون مسئولاً عن تصرفه بالقانون، أما ما لا يختلف عليه اثنان أن التحضر كان من قبل كل أجهزة الدولة بقطاعاتها المختلفة، وردود أفعالها مع هذا المواطن، لأنها فقط كانت في حدود القانون، وبمنتهى الشفافية من دون تعصب أو عدم حياد، وبدون تطبيق أحكام عرفية أو مجلس للصلح، فالبلد قائمة على سيادة القانون وهكذا تكون الديمقراطية، وإن هذا الإنسان بعد المرة الثالثة يقذف فيها بالبيض ثلاث رؤوساء لأكبر بلد في الاتحاد الأوربي، و لا زال حيًّا يرزق.
في ظل هذه الحريات التي غابت عن بلادنا من زمن طويل، إني لو لم أكن مصريًا لتمنيت أن أكون ألمانيًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :