الأقباط متحدون | تغير كبير منتظر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٨ | الجمعة ٢٩ ابريل ٢٠١١ | ٢١ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تغير كبير منتظر

الجمعة ٢٩ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.حمدي الحناوي
تعليقا على مقالى تعمق الثورة، كتب أحد القراء كلمات غير مهذبة. كان يظن أننى سأرتعد، لكنه لا يعرف المعانى التى تحركنى، وقد حفزنى للحديث عن قيم بالية يجب أن تتغير. كان يتحدث عن ابنتى، وهى لمن لا يعرف من القراء، تزوجت عرفيا ولم أعلم إلا حين جاءتنى تحمل جنينا، كان بشارة معركة بدأت ولم تنته بعد.
الواقعة لم تكن جديدة فى التاريخ البشرى. "رجل" عاشر امرأة وعندما حملت دون اعتبار لإرادته تخلى عنها، وتركها ليقرر مصيرها مجتمع سيعتبرها رمزا للرذيلة. وقد خافت المرأة على حياتها فاختفت عن أهلها تحوطا للمجهول، لكنها فى عزلتها كانت تواجه مجاهيل أخرى. وجاء الجديد حين قررت رغم غضبى منها أن أدافع عنها. بذلك انتقلت القضية إلى محكمة الرأى العام ثم إلى المحكمة القانونية التى قضت فى النهاية بأن زواجها العرفى زواج شرعى، وأعادت لابنتها حقها فى الانتساب إلى أبيها.
لم تكن قضية ضد شخص معين، بل ضد ثقافة اجتماعية تعطى للرجل سلطات إلهية. وقد كنا فى غنى عن المحاكم لو أقر الرجل بالحقيقة. كان إقراره سيحول المرأة من رمز للرذيلة إلى امرأة فاضلة، ويحول الطفل من "ابن حرام" إلى طفل شرعى. وحين لم تجد ابنتى فى حياتها "رجلا" كانت تظن أنها تحبه، كان لا بد أن أتدخل لنجدتها. كنت أرى الحد الفاصل بين الرجولة والذكورة، إذ يستطيع الذكر أن يضاجع أنثى، أما الرجل فيتحمل المسئولية ويقرر النتائج.
القضية ضد الثقافة البالية لم تنته رغم حكم المحكمة، فما زال المجتمع يقتل أعدادا لا نعلمها من النساء، ومن تنجو من القتل تلقى طفلها أمام مسجد أو كنيسة أو حتى فى صندوق للقمامة. والطفل الذى يكتب الله له الحياة تستقبله دور الأيتام. والآن لا يعرف أحد عدد الأيتام فى مصر، وإن كان هناك من يقدرهم بقرابة المليونين. وبعد أن أقر المجتمع يوما سنويا لليتيم، فالمؤكد أن بعض الرجال يزورون الأيتام فى ذلك اليوم كما يزور غيرهم قبر الجندى المجهول، فهناك صورة أبناء تركهم البعض أجنة فى أرحام أمهاتهم.
صورة صادمة لكنها حقيقة، سيقرها المجتمع مثلما أقر بيوم اليتيم. وساعتها سنتذكر قضية ابنتى، التى وضعت فى موقف بالغ الصعوبة لكنها لم تنهزم، وأصرت على رفض الإجهاض. وقد قالت لى فى أول لقاء لنا بعد مغادرة البيت، وهى تبلغنى بقرارها، أنها فقدت ورقة زواجها، لكن جنينها يحمل فى جيناته أكثر مما تقول الورقة. كان بالورقة توقيع واحد من البشر شهد بزواجها، أما جينات الجنين فشهادة الله التى لا يمكن الطعن فيها.
حين سمعت ذلك منها شعرت أننى نجحت فى تنشئة فتاة ليست تافهة أو سطحية. برز أيضا معنى الأمومة، وكفى الأمومة فخرا أن تدافع امرأة عن طفلها وهى تعرف أن حياتها قد تكون ثمن هذا الدفاع. وقد كان أسهل الحلول وقتها قتل لن يدينه المجتمع. لكننى قررت أن نمسك بتلابيب من يحاول الهرب، وأضاء فى ذهنى فكر هدانى لما أفعله.
تحدث القارئ عن العار، فما العار إن امرأة مارست الجنس؟ دعونا من الزواج العرفى، وقولوا لى ألا تكتسب المرأة بذلك حق ممارسة الجنس، حين يتغاضى المجتمع عن ممارسة الرجل للجنس مع أى امرأة، الأمر هنا لا يتعلق بالنفاق، بل بما يتوقعه المجتمع من الرجال. وقد ظل مجتمعنا خاضعا للدكتاتورية ستين عاما، إلى أن أشعل معركة التحرير جيل جديد، لا يكتفى رجاله بأن يكونوا فقط رجالا على نسائهم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :