الأقباط متحدون | حرب وسلام لم يعرفها البشر!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٢٠ | السبت ٣٠ ابريل ٢٠١١ | ٢٢ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حرب وسلام لم يعرفها البشر!

الراسل: بكري دردير محمد | السبت ٣٠ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

أينما حللت وجدت النمل أمامك يسعى باحثًا عن الطعام إلى ممالكه.. وهذا النمل يعيش معنا ولا يعرف سوى السلام، ولذلك فإنه يعيش كما تعيش الشعوب المسالمة التي تكره الحروب، وتبذل كل ما في وسعها كي تتفاداها..

ولكننا إذا تركنا هذا، وإتجهنا إلى الغابات والأدغال حيث الطبيعة الحية الخلابة كما أوجدها الخالق، وجدنا ممالك أخرى للنمل، أمامها خلاء وساحات واسعة للحروب لا يشهدها إلا العلماء الذين لا يتوقفون عن المعرفة والإلمام بكل ما حولهم.. وقد نرى نملًا أسود يسعى بنشاط، ولكنك لا تعرف لمن هو يسعى؟ ولمن يبحث عن الطعام؟ إنه يفعل ذلك للمستعمر الذي يعيش على كده وتعبه!

والنمل له صولاته وجولاته في عالم الحروب، عرفها قبل أن يظهر الإنسان على الأرض بملايين السنين، وتعلَّم قبلنا نظام الاستكشاف والجاسوسية، ونظَّم قبلنا الكتائب والجيوش، وكأنه درس نظام "التكتيك" الحربي وفن مباغته العدو. وقبل أن تبدأ المعركة يرسل النمل الأحمر جواسيسه فرادي– أو مثنى وثلاث– على ممالك النمل الأسود، وتستمر هذه الجاسوسية أيامًا معدودات.. وعندما تعود طلائع الاستكشاف بالمعلومات الوافية عن مواقع العدو، واستحكاماته، وعدده- يختار النمل الأحمر لغزوة صبيحة يوم مشرق الشمس، فتتجمَّع الجيوش المغيرة حول مستعمراتها، والفرق بيننا وبينها في ميادين القتال إنها لا تحمل أسلحة، ولا تسير في تشكيلات عسكرية، وتفأجئ دولة السود بالهجوم؛ فيقف حرسها بشجاعته ليصد الحمر عن مملكته، ولكن الكثرة تغلب الشجاعة، والمباغتة تُحدث الفوضى والاضطراب، ويقع بعض الضحايا من الحمر، ولكن الركب يسير في زحفه إلى داخل المملكة، وتحس دولة السود بالخطر المحدق بالصغار منها، فيقف عند ساحة القتال من أبواب متفرقة غير الباب الذي حدث منه الهجوم. وقد تنجلي المعركة عن هزيمة ساحقة للحمر فتولي الإدبار، تاركةً وراءها كثيرًا من القتلى والجرحى، فتجمع السود وتعود بها على مستعمراتها.

ولكن مملكة الحُمر– كأي مستعمر– لا تفقد الأمل، بل تدبِّر مكيدة أخرى وتهاجم ممالك السود حتى تكون لها الغلبة في النهاية.. ولكن لماذا يحارب النمل الأحمر النمل الأسود؟! الجواب: كي يأسر أطفاله الصغار، فيحملها إلى مستعمراته، وهناك يعتني بها كما يعتني بأطفاله الحمر، وعندما يكبر النمل الأسود يصبح كالجواري والعبيد، يذهب إلى الخلاء ليُحضر الطعام لأسياده الحُمر، يطعمهم- إذ لا يستطيع هؤلاء تناول الطعام إلا بمساعدة النمل الأسود- ويبني لهم مستعمراتهم، ويربِّي لهم أطفالهم، بل ويحملهم في بعض الأحيان من مكان إلى مكان!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :