الأقباط متحدون | أخي السلـَفي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٣٣ | الأحد ١ مايو ٢٠١١ | ٢٣ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
الكاتب
عزمي إبراهيم
عزمي إبراهيم
جميع مقالات الكاتب
راسل الكاتب
أحدث مقالات الكاتب:
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

أخي السلـَفي

الأحد ١ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم:عزمي إبراهيم
أخي السلفي. أدعوك أخي مجازاً، فأنت بتصرفاتك ودعاواتك لست بأخي. ودعني أبدأ قضيتي معك:
عَلـَّمني ديني أن أحب جميع الناس حتى أعدائي. فقد قال السيد المسيح: "أحبوا أعداءَكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصَلـُّوا من أجل الذين يسيئون إليكم" كما قال أيضاً: "إذا كنتم تحبون من يحبونكم فأي فضل لكم؟". وهذا هو جوهر المسيحية وصُلب الإيمان المسيحي، وهو عكس "العين بالعين والسن بالسن" و "وقاتلوهم واقتلوهم حيثما تجدوهم".وما شابه ذلك كثير. وأنا هنا لا أقارن العقائد، فكلٌ يحاسب نفسه أمام ضميره، وكلٌ يحمل وزرَه أمام خالقه، إنما أنا هنا أضع عقيدتي أمام عينيك قبل أن أدخل في قضيتي معك.
فأول فرض عليًّ هو ألا أعتبرك عدواً. ولا أعتبر أي طائفة من المسلمين أو غير المسلمين، أو حتى الملحدين أعداءاً. ولكنك تستفزني بجرأة وصفاقة وتجرح احساساتي وتتغاضى عن إنسانيتي وسماحتي وسماحة ديني. في حين أني كنت أتوقع منك أن تتبع مقولات كتابك ورسولك: "ولا إكراه في الدين" و "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و "لكم دينكم ولي الدين" ومثلها كثير، لو تقرأ، ولو تستوعب، ولو تتبع، ولو تعدل!!
منذ أسابيع قليلة نشرت في جريدة "اليوم السابع" قصيدتي بعنوان: "أخي المسلم أحبك حتى لو لم تحبني" صادقاً فيما كتبت، ولم يكن ذلك عن خوف أو محاباة أو تقِيـَّة، وقد حازت إعجاباً وقبولا واسعاً من إخوتي المسلمين، ونقلت بعديد من المواقع الإسلامية منها مواقع سعودية وبحرينية وسورية علاوة على المواقع المصرية والمسيحية.
وأعلنها هنا عالية وصارخة، لا خوفاً ولا محاباة ولا "تقيـَّة"، بل تنفيذاً لإيماني وعقيدتي: أحب جميع أخوتي المسلمين، المعتدلين العاقلين المتحضرين الغير شريرين المحبين للتعايش والتجاور والتواطن والمساواة والاحترام المتبادل. فانا أحبك يا أخي السلفيّ لأني تابع للمسيح وتابع لتعاليمه الصافية النقية السمحة، ولكني بكل صراحة... لا أحترمك ولا أحترم دعوتك.!!!
أنا لا أخاف منك ولا أخاف من شـَرَّك فأنا أقوى منك، لا بسيفي ولا بقنبلتي ولا بمظاهراتي وإعلاناتي المتوقحة ولا ندآتي العدوانية ولا سلاطة لساني ولا بلطجة تصرفاتي، ولكن بسماحتي وسماحة عقيدتي وسماحة الرب الذي خلقني وأقدسه.
أنا لا أخافك، ولكني أخاف على مصر منك. فمصر وطني ووطن الأقباط وكل المسلمين أبنائها العاقلين العاملين المنتجين المتحضرين المخلصين لها. أخاف منك على مصر فأنت، بصراحة، لست أهلا لها ولا أميناً عليها.
العالم يبدع ويخترع ويعمل ويزرع ويصنع ويتاجر وينتج في كل يوم ليتقدم إلى الأمام نحو العلم والثقافة والتحضر والتعايش والتفاهم، واحترام الآخرين، واحترام آراء الآخرين، وعقائد الآخرين. وأنت (وكل تجارتك وإنتاجك كلام في كلام في كلام) تحاول جر مصر إلي الخلف قروناً. وإلى أين!؟ إلى عصر الصحارى والجفاف العقلي والفراغ الفكري والضميري. إلى عصر السيف وقطع الطرق والغزو والسبي والعبيد والإماء وسفك الدماء واغتصاب النساء. أي لا انتاج ولا اختراع ولا معمل ولا مصنع ولا علم ولا فن... بل ولا احترام للإنسان والإنسانية بأية صورة.
يا سلفيّ، أي خير تتمناه لمصر!!؟
دعني أوجه نظرك إلى أمر لا تدركه، أوتدركه وتتغاضى عنه. لكني والأقباط والمسلميين المخلصين للوطن نراه بيـِّناً واضحاً كالشمس لا لبس فيه:
أولا: أنت تدعو بالتدخل في حريات وعقائد الآخرين والتسلط عليهم وهم أفضل وأنفع للبشرية منك. إن الله خالق الكون لم يوكلك ولم يكلفك بشئون الآخرين.
ثانياً: تدعو إلى التحكم في النساء وإهدار كرامتهن بل وإلغاء دورهن في الحياة وخدمة البشرية (إلا لتفريغ شهوات الرجال)، ولو أعطين الحرية والمساواة بالرجال لكانوا أفضل منك وأنفع. كيف يتقدم مجتمع نصفه مسجون في قيود الظلام والتخلف السلفي؟؟
ثالثاً: تسب الغرب صباحاً ومساءاً وكل ما تستعمله في صباحك ومساءك، بلا خجل، من إنتاجه وإبداع أبنائه. انظر إلى الساعة في معصمك، والمحمول في جيبك، والميكروفون في يدك، ومكبر الصوت في يد زميلك أو تابعك، وشاشات التلفزيون والفضائيت والفيديو التي تبث دعاواتك فيها ومنها وعليها. وانظر في بيتك وما فيه من ثلاجة وغسالة ونشافة وتكييف وسخان وفرن وخلاط وتلفزيون وكمبيوتر وتليفون. وانظر إلى ما تستعمله من سيارة وطيارة وبواخر ونظارة نظر ونظارة شمس، وأدوية وأجهزة طبية رائعة تجري إليها مهرولا عند مرضك وحاجتك.
كل هذه بعض مما تستعمله، وهي نتاج الحاضر والعصور الحديثة ولن تنتهي، فالأبحاث والإختراعات مستمرة بواسطة علماء العصر المخلصين لتقدم البشرية. وكل هذه لم يوجد منها في عصر سلفيتك قدر ذرة. فإذا كنت تتشبه بالرسول، فالرسول لم يستعمل أياً منها. فأي سلفية تدعو إليها!!؟ كل ما تتشبه به كسلفي هو لبس الحجاب والنقاب والجلباب والقبقاب واطالة اللحية وحلق الشارب، وكلها مجرد قشور في قشور، ومن سطحيات وسفاسف الأمور.
إذا كنت جاداً في سلفيَّتك حقاً، لماذا لا تأخذ سيفك وتترك سيارتك وشقتك الفاخرة المليئة بالعصريات بالعمارة الفخمة العالية وتسكن بخيمة في الصحراء ومعك معزة وكلب وناقة؟؟. فسلفيتك إذن، علاوة على أنها تدعو إلى التخلف والعزلة والجهل والانحدار الثقافي، سلفية سطحية كاذبة، ودعوى مغرضة وغطاء لا يستر نواياك.
ولأني مؤمن بحرية الإنسان في الرأي والعقيدة، أقولل لك: أنت حر فيما تعتقد وما ترجو لنفسك. ولكنك لن تجر مصر وأبناء مصر المؤمنين الأحرار أقباط ومسلمين إلي عصر الصحارى والجفاف العقلي والفراغ الفكري والضميري. إلى عصر السيف وقطع الطرق والغزو والسبي والعبيد والإماء وسفك الدماء واغتصاب النساء. أي لا انتاج ولا اختراع ولا معمل ولا مصنع ولا علم ولا فن... بل ولا احترام للإنسان والإنسانية بأية صورة.
فاتـَّقِ اللـه في هذا البلـد الأميـــن.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :