البابا يعطي درسًا بتوقيع المسيح
"اِغْفِرُوا".. قالها رَب المجد يَسوع المسيح مَلك المُلوك والإله الواحد القادر على كل شىء "اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ" (لو37:6). ورغم قدرته التي بلا حدود، ورغم قوته التي هي أقوى من كل القوى، غَفر رب المجد "يسوع" لمن أساءوا إليه، ومَن عَذَّبوه وصَلبوه وأهانوه، والكثير الكثير أكثر من احتمال إي إنسان (لمن يريد أن يَعرف كم تألم "المسيح" فليبحث في موضوع "الكفن المقدس"). وقد عَلَّمنا إلهنا الحقيقي "يسوع المسيح" أن نقول الصَلاة الرَبانية في كل صلاة، وفيها "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (متى 12:6). وجاء في اجتماع الأربعاء، وكعادته البابا "شنودة" خليفة المسيح وصوتةُ على الأرض، ليتكلَّم ويعلِّم بنفس التعاليم التي زَرعها في قلبه رب المجد "يسوع المسيح"..
شهور قبل الثورة، وبعد الثورة!!!!! إساءات وإتهامات كاذبة وشتائم نابية وصور مسيئة للبابا والأقباط، وتكفيرهم.. كل هذا وأكثر، ثم تهديدات باغتيال البابا وتَهديدات للأقباط!!!! لماذا كل هذة الكراهية والحقد المالىء للقلوب بلا سبب، والذي يُحرِّكه ويُزيده الشيطان بلا أي مبرِّر؟ خلال كل هذا كان البابا صامتًا ويُصلي، لم يَخرج ليرد عليهم ويُبكت حتى شيوخهم وكيف يَسمحون بهذا، أو حتى يوبِّخ قيادات دولة كأنها لا تسمع ولا ترى، بالأخص عندما تُوجَّه الإهانة والتهديدات للأقباط المسيحيين ورمزهم، أو لا تقبض حتى الآن على جناة معروفين بالاسم هدموا وحرقوا كنيسة "صول"، أو منْ قتلوا أقباطًا في "المقطم" أو خطفوا بنات أو سيدات متزوجات، أو خانوا "مصر" ورفعوا علم "السعودية" في "قنا"!!!!!!!!!!! رغم كل هذا لم يلعنهم البابا، فهو ينفِّذ تعاليم كتاب الله "الكتاب المقدس" الذي يقول: "بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا. (رو14:12). بل قام في عظته بتوجيه المسيحيين لكي يُسامحوا أكثر ويَغفروا أكثر كما يَفعل هو، وكما فَعل سيدنا جميعًا "المسيح".
كم أفخر بكوني مسيحيًا أنتمي إلى هذه التعاليم السامية والراقية جدًا أكثر من كل فلسفات وتعاليم العالم، وكم أفخر اليوم أكثر بكون رأس الكنيسة هو "البابا شنودة". وحسب إيمان جميع المسيحيين الأقباط لا يأخذ أي بطريرك هذا المنصب من الناس ولكن من "الله" من المسيح نفسه، فهو الذي يقيمه، وهو الذي يَقوده، وهو الذي يُنهي بعد عمر طويل مدة رئاسته وخدمته للكنيسة، ولا توجد قوة على الأرض كما يَظن بعض الجُهلاء تستطيع أن تمد يَدها على مَسيح الرب لتُقيله أو تَرفع عنه سلطته التي ائتمنه عليها المسيح.
وفي هذا الأربعاء في اجتماع البابا، ورغم التهديدات، زادت أعداد الأقباط في الكاتدرائية بطريقة غير مَسبوقة. فالأقباط ليسوا جبناء أبدًا أمام الموت، وبالأخص إذا كان هذا الموت لأنهم مَسيحيون يؤمنون ويَشهدون بأن "المسيح" هو "الله" أو بسبب إنهم مرتبطون بكنيستهم وبطريركهم، وهذا هو مفهوم الاستشهاد في المسيحية، وهو عندما يكون هناك من يقتلني لأني مسيحي أؤمن بالمسيح وأنه هو "الله" "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (1 تي 16:3). فأقدِّم نفسي بفرح للموت فوزًا بالملكوت والحياة الأخرى في السماء مع المسيح والقديسين، ولكن إذا هجم أحد على بيتي أو كنيستي أو رئيسي الديني فأنا أدافع عنهم بحياتي، ولا يوجد في المسيحية مطلقًا أي تعاليم بقتل أو الإساءة للآخر، ولكن لا يوجد أيضًا في المسيحية ما يمنع أن أحمي بيتي وكنيستي بكل قوة.
وختامًا: هل يمتثل الأقباط لتعاليم المسيح على لسان البابا التي في هذه الظروف الصعبة تذكِّرهم بأنهم يجب أن يستمروا في الغفران والمسامحة، بل وأكثر من ذلك أن يُصلوا بالخير والهداية لكل أعدائهم؟ يجب أن يَعلم الأقباط أن قوتهم الحقيقية هي في طاعة وتنفيذ تعاليم "المسيح" له المجد. وهل سيسمع بعض هؤلاء الأشرار الذين يُعادون الكنيسة والمسيحيين بلا سبب لهذه التعاليم اليوم، ويسألون أنفسهم بضمير: هل يمكن أن تكون كلمات أو تعاليم مثل هذة أي شىء آخر غير رسالة حقيقية من الله الواحد الحقيقي لكل إنسان حتى يعرفه ويعرف تعاليمه الحقيقية؟
أسألك أيها المسيح إلهنا أن تُنير جميع القلوب، وأن تُوصل صوتك للجميع ليعرفوك فيحيا العالم أجمع في سلام "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ" (يوحنا 3:17).
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :