ذراع تنظيم القاعدة بـ"مصر"
الراسل: مايكل سعيد
لا يُخفى على أحد اليوم ما هم ذراع تنظيم القاعدة بـ"مصر"، التنظيم الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء بل والآلاف من المسلمين أيضًا، هم جماعة تخريبية يطلقون على أنفسهم "حفص" وهم ما يُطلق عليهم "السلفيين". وقصدت أن أكتب ما وأنا أعلم أنه إسم موصول يُطلق على غير العاقل، ولم أستخدم لفظ "مَن" لأن هؤلاء أعداء العقل فلا يصح أن أنعتهم بالعقلاء؛ لأنهم مغيَّبون تمامًا حتى إنهم ظهروا فجأه بعد ثورة 25 يناير، وبدأوا يشكرون في الثورة ونتائجها، بالرغم من أنهم ضد الخروج على الحاكم بفتوى صريحة منسوبة إليهم، وتناسوا تمامًا أنهم حرَّموا الخروج على الحاكم! ما هذا التناقض البيِّن؟!
هؤلاء الذين وضعوا الوطن في كفة وما تُسمَّى بـ"كاميليا" في كفة أخرى، لا مانع لديهم من حرق الوطن في سبيل من تُدعى "كاميليا شحاته"، وقد كتبت من قبل على الصلة الوطيدة بين السلفيين التخريبيين بـ"مصر" وجماعة تنظيم القاعدة بـ"أفغانستان" و"العراق" ولكن لم يلتفت أحد لخطورة الأمر، إلى أن جاءت تهديدات علانية من تنظيمم القاعدة بـ"العراق". ولم تأت هذه التهديدات إلا بعد انطلاق مظاهرات الكاميليا من مساجد المحروسة وسيل من السباب والشتائم والألفاظ النابية من هؤلاء الشرذمة السلفية، وبعدها كتبتُ مقالًا بعنوان "مظاهرات تنظيم القاعدة بمصر"، ولم يلتفت أحد إلى خطورة العنوان، ولكنه كان الواقع الذي لم يصدقه أحد باعتبار أن تنظيم القاعدة لا تعمل بمصر! وهذه حجة واهية؛ لأن تنظيم القاعدة له أذرع في كل الدول، ويكفي أن من كبار قادة التنظيم مصريين، وعلى رأسهم الطبيب المصري "أيمن الظواهري" و"سيف العدل" و"عبدلله أحمد عبدلله"، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نجزم أن هناك صلة قوية بين فروع تنظيم القاعدة السلفية بـ"مصر" والتنظيم الرئيسي بـ"أفغانستان" و"العراق"، وبعد تهديدات تنظيم القاعدة بتفجير كنائس قبطية قبل أعياد الميلاد حدثت مجزرة كنيسة القديسين بـ"الإسكندرية" بعد دعوات سلفية في صباح نفس اليوم بتحريم أعياد النصارى وعدم جواز التهنئة بها من قبل المسلمين.
ومن بعد تلك الأحداث اختفت الجماعة السلفية ولم يعد يُسمع لها أي صوت ونفوا تمامًا صلتهم بتنظيم القاعدة!!
وبعد قيام ثورة 25 يناير وإسقاط النظام وإنهيار الأمن، بدأت الجماعة السلفية في الظهور من الجديد، وخرجوا من جحورهم بعدما كانوا مختبئين بها خشية أن تطيلهم اعتقالات أمن الدولة، وحينما وجدوا أن هناك شبه إنعدام للأمن في البلاد أخذوا في الانطلاق من جديد، وبدأت مظاهرات الكاميليا تخرج مرة أخرى، وبدأت التهديدات السلفية في ربوع "مصر"، وطرد أئمة الأوقاف من مساجدهم، واعتلاء السلفيين للمساجد بعد طرد العديد من الأئمة التابعين لوزارة الأوقاف.
كل ما سبق من دلائل غير مقنع للبعض، خاصة مع تصاعد إتهامات الداخلية بالتورط في تفجير كنيسة القديسين وحالة الانفلات الأمني منذ يوم 28 يناير السابق، مما يدفع البعض للتعاطف مع الجماعة السلفية. إلى أن أتى يوم مقتل "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي والزعيم الروحي للجماعة السلفية بـ"مصر"، وشاهدنا جميعًا ردود الأفعال الغاضبة من الجماعة السلفية والتوعد بالانتقام لزعيمهم الروحي المقتول "أسامه بن لادن" وإقامة صلاة الغائب عليه بـ"مصر"، بالرغم من امتناع الكثير من المصلين عن الصلاة على إرهابي مقتول، وسط إصرار غير مسبوق من الجماعة السلفية على الصلاة على زعيمهم الإرهابي، رغم تحذيرات القوات المسلحة من الإقدام على مثل هذه الأفعال، وحاولت القوات المسلحة منع هذه الصلاة لكنهم لم يستطيعوا الصمود أمام بلطجة ما يسمَّى "حافظ سلامة" وأتباعه السلفيين.
اليوم انكشفت جميع الأقنعة وظهرت الوجوه الحقيقية لجماعة تنظيم القاعدة الإرهابي بـ"مصر"، والذين كانوا يعملون جميعًا لمصلحة أمن الدولة المنحلّ من أجل إشعال الفتن الطائفية بـ"مصر"؛ للحفاظ على منصب الرئيس السابق والنظام السابق خشية من وحدة الوطن التي حدثت في 25 يناير، وبالفعل أُقيمت القداسات المسيحية والصلوات الإسلامية في وسط ميدان "التحرير"، والسلفيون منشغلون بما تسمَّى "كاميليا"!! وفي ظل قيام الثورة كان أنصار الجماعة السلفية بمحافظة "قنا" يشاهدون مسلسل "ذئاب الجبل" ولم يُسمع لهم صوت، حتى سمعوا بتعيين محافظ مسيحي، فقامت الدنيا ولم تقعد من الجماعة السلفية التابعة للتظيم الإرهابي الدولي "تنظيم القاعدة".
فاليوم على كل مصري أن يعرف عدوه الحقيقي من أجل الحفاظ على وحدة المجتمع، فقد أظهر السلفيون ولاءً لمن على شاكلتهم من تنظيم القاعدة، مما يهدِّد أمن واستقرار البلاد، ومما يُعدّ أكبر نموذج عملي للثورة المضادة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :