بقلم: عيد فكري
دهشور هي قرية كبيرة تتبع مركز البدرشين في محافظة الجيزة وتقع غرب نهر النيل وتمتد جنوبا حتي محافظة بني سويف وتقع دهشور علي بعد 40 كم جنوب القاهرة علي الطرف الجنوبي لجبانة ممفيس الشهيرة وقد كانت منطقة دهشور مركزا لاقوي زلزال يضرب مصر في عام 1992 وتمثل دهشور المنطقة الجنوبية لجبانة ممفيس وتحتوي علي عدد كبير من الاهرامات والاثار الفرعونية النادرة وقد كانت جبانة منذ الاسرة الرابعة حيث بني فيها الملك سنفرو اثنين من أهراماتة الثلاث وهما الهرم المنحني والهرم الاحمر وقد كان الاخير أول هرم كامل في مصر وتعد منطقة دهشور من أهم المناطق الاثرية علي الاطلاق فهي تضم أهم كنوز الفراعنة عبر تاريخهم فقد عثر فيها عدة أكتشافات نادرة داخل أهراماتها ومقابرها ومن الذهب الخالص .. وتعد دهشور منطقة جذب للافواج السياحية .. ولكن والاهم هو تعرض تلك المنطقة النادرة للتخريب والتدمير العمدي وهجوم شرس من مجموعات منظمة من لصوص وعصابات الاثار وأغلبهم من سكان المنطقة والذين يمولون تلك العصابات بالاسلحة النارية والذخائر ومستلزمات البحث والتنقيب فلايزال هؤلاء المجرمون يعبثون بتلك المنطقة مستغلين الفراغ الامني بعد أحداث 25 يناير فقد أزدادت هجماتهم علي تلك المنطقة بشراسة في ظل ضعف الاجهزة الامنية في ملاحقة اللصوص والعابثين بأثارنا وكذلك عدم أعطاء وزارة الثقافة والمسئولين عن الاثار في مصر موضوع حماية المناطق الاثرية الاهتمام الكافي في الوضع الراهن فقد بلغت تجارة الاثار ذروتها في منطقة دهشور حاليا ويسعي فيها الجميع سواء كانوا من الفقراء أو الاغنياء .. الكل علي السواء يحلم بالثراء السريع وركوب سيارات الشبح.. والجاجوار وغيرها من السيارات الفاخرة فقد تحولت دهشور إلي سوق كبير فلا تدخل مقهي أو اي مكان إلا ويتكلمون حول الآثار.. ويضعون الأسعار سواء للذهب الفرعوني والعملات أوالتماثيل.. والهوس الاكبر هو اسمه الزئبق الاحمر الروحاني فهناك عصابات كبيرة تبحث عن هذه التجارة المربحة هناك حالة من الهوس في رأس الكثير من الناس بتلك المنطقة وحولها فمنطقة دهشور أصبحت مطمع للكثير من اللصوص لما لها من قيمة تاريخية وحضارية وثقافية لا تقدر بمال، كما ان دهشور بها آثار كثيرة جدا وبعض هذه الآثار لم يتم الكشف عنها او اكتشافها الامر الذي نراه كثيرا بوجود بعثات أجنبية للبحث والتنقيب بأسلوب علمي دقيق بعيدا عن الحفر العشوائي .. اما ما يحدث الان وسعي الناس وراء تحقيق مكاسب وهمية والقيام بنشاط إجرامي غير مشروع بالحفر والتنقيب خلسة

فهناك بعض أصحاب الملايين ممن جنوه من تلك التاجرة الرائجة والرابحة من أهل المنطقة ومعرفون للجميع يستغلون البسطاء بالترويج للتنقيب والبحث عن الآثار باعتبار ان دهشور كلها "عائمة علي آثار"!! وهذه الامور العشوائية في انسياق الناس وراء عمليات الحفر والتنقيب عشوائيا فمن هنا نناشد المجلس العسكري ومجلس الوزراء بسرعة التدخل بعمل خطط تأمين لتلك المنطقة الهامة وعمل حملات مكثفة يوميا علي مدار الساعة لضبط عمليات الحفر والتنقيب وملاحقة العابثين بها والمتورطين معهم فالحفاظ علي ميراث الاجداد مسئولية الجميع.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :